No Script

أبعاد السطور

دعوة للكذب!

تصغير
تكبير

في كل عام جديد، يتجدد لقاء العالم مع كذبة أبريل! وكأن هذه العادة أصبحت جزءاً من أولويات هذا العالم الشاسع! يعني صارت كذبة أبريل، إدمانا عند بعض الشعوب حتى أنهم أصبحوا ينتظرون موعدها من عام إلى العام الذي يليه حتى يتعاطوا الكذب بينهم بكل حُب ومودة!
يوم كذبة ابريل، هو يوم يحتفل به العديد من الدول الأجنبية بشكل سنوي، في الأول من ابريل من كل عام، إلا أنه لا يعد عطلة رسمية. وتكون طقوس ذلك اليوم عبر نسج العديد من الإشاعات الكاذبة، أو عن طريق خِداع الأصدقاء والجيران من أجل وضعهم في مواقف محرجة أو تبادل الضحك.
الدول الأجنبية لديها علاقة عريقة مع يوم كذبة ابريل، ففي ذلك اليوم تتسابق الكثير من القنوات الفضائية والإذاعات والصحف والمجلات والشركات والمطاعم العالمية لنسج كذبة جديدة لتفاجئ بها الأفراد!


ومن أشهر الأقوال التي تتحدث عن أصل نشوء كذبة ابريل، أنها بدأت في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم، وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من ابريل، بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير، ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من ابريل كالعادة، ومن ثم أطلق عليهم «ضحايا ابريل»، وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى.
ومن أشهر كذبات يوم ابريل ما حدث في الأول من ابريل لعام 1979، حيث أذاع راديو لندن خبراً قلب بريطانيا رأساً على عقب، وجاء في الخبر أن الحكومة البريطانية سوف تقوم بإعادة تقويم التوقيت البريطاني حتى يتوافق مع التقويم العالمي، لأن بريطانيا كما أكد الخبر متقدمة عن بقية العالم بمقدار يومين! ويقتضي هذا الإجراء أن يتم إلغاء يومين من أيام السنة حتى تتوافق بريطانيا زمنياً مع بقية دول العالم، وأن اليومين الملغيين هما: 5 و12 أبريل!.
والعجيب في الأمر أن المكالمات التي تلقتها إذاعة راديو لندن لم تتركز على السخط من هذه الدعابة أو حتى على رفض الفكرة، لكنها ركزت على السؤال عن وضع البريطانيين في هذين اليومين، منها أحد مديري الشركات الذي اتصل يسأل: هل يعطي موظفي شركته راتباً نظير هذين اليومين الملغيين أم لا؟
أما الأكثر سخرية فكانت تلك المرأة التي اتصلت لتقول: عيد ميلادي يوم 5 أبريل، ماذا أفعل؟
وفي الأول من ابريل عام 1933، نشرت جريدة «ماديسون كابيتل تايمز» عن انهيار مبنى الكونغرس الأميركي بسبب انفجارات غامضة، ولتمرير الكذبة نشرت الصحيفة صورة مركبة للمبنى وهو ينهار، وهو ما أصاب الأميركيين بالذعر والخوف الشديد!
أعزائي القراء، ليس غريبا على الشعوب الأجنبية هوسها بكذبة يوم ابريل، كيف لا؟ وهي لديها نوادٍ للكذب ورابطات للكذب، بل ولديها مراصد لأنواع الكذب وبتصنيفها حسب نوعياتها، مثل: الكذبات اللغوية، الأدبية، السياسية، التاريخية، الدينية، الرياضية، القانونية.. الخ.
والمضحك أن بعض العرب أعجبوا بفكرة كذبة يوم ابريل، فذهبوا يقلدونها عبر وسائل الإعلام المختلفة والسوشيال ميديا!
 
halrawie@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي