No Script

شباب الغوص يجدّدون ذكرى الآباء والأجداد على أنغام «الهولو» و«اليامال»

تصغير
تكبير
اختيار شعار «خليجنا واحد... مصيرنا واحد» تعبير للجهود الكبيرة التي يبذلها سمو أمير البلاد لتجاوز الأزمة الخليجية

الفودري: أحد الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة استطاع الغوص وإخراج المحار في بادرة هي الأولى من نوعها
جدّد شباب رحلة الغوص ذكريات الآباء المؤسسين الذين كتبوا بسواعدهم السمراء تاريخ هذا الوطن المعطاء، راسمين على أنغام الهولو واليامال ورقصات الفنون الشعبية لوحة تحكي فصولاً من تضحياتهم وتفاصيل من ذكرياتهم لم تنس أو تطو في ذاكرة الأبناء، فبعد أيام من انطلاق رحلتهم التي جاءت تلبية للرغبة الأميرية السامية في إحياء ذكرى الغوص التاسعة والعشرين التي نظمها النادي البحري تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد رست مراكب الشباب في بندر الغوص ليحتفوا بالوفد الإعلامي في أمسية بحرية مميزة قبل أن يرافق سفن الغوص فجراً لدى توجهها إلى هيرات ومغاصات الخيران لرصد بحثهم الدؤوب عن اللؤلؤ، ومعايشة الظروف التي يعيشونها وهم يجددون ويجسدون الماضي واقعاً ملموساً، غير مكترثين بقساوة التجربة التي وإن بدت على أجسادهم المتعبة، إلا أن عشقهم في السير على درب آبائهم وأجدادهم يجعلهم يتسامون على الجهد والمشقة ليكتبوا فصلاً جديداً من تاريخ هذا الوطن...

وفي كلمة له نقل رئيس النادي البحري اللواء فهد الفهد تحية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والد الجميع وقائد الحكمة والإنسانية وراعي رحلة إحياء ذكرى الغوص التاسعة والعشرين إلى النواخذة، معرباً عن اعتزاز النادي البحري الرياضي وجميع المشاركين من فرق ولجان وشباب بنيلهم شرف هذه الرعاية السنوية الغالية العزيزة لرحلة الغوص.


وعبر الفهد عن سعادته بالاهتمام الكبير الذي يبديه نائب سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الذي يتجلى في مقابلته للمشاركين في رحلات الغوص السابقة، مُتمنياً لسموه دوام الصحة والعافية.

واعتبر رحلة الغوص من أبرز الفعاليات الوطنية في مجال إحياء التراث البحري على المستويين المحلي والخليجي، بما تمثله من اعتزاز وارتباط أبناء الكويت بتراث هذا الوطن العزيز، وبماضيه والتعبير عن عرفانهم بتضحيات الآباء والأجداد واستلهام العبر والمعاني والقيم الحميدة، وتعميق روح الوفاء والولاء والانتماء لهذا الوطن العزيز والتأكيد على الروابط التاريخية مع أبناء دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال الفهد إن «اختيار اللجنة المنظمة للرحلة لهذا العام شعار (خليجنا واحد... مصيرنا واحد) يأتي تعبيراً للجهود الكبيرة والمساعي الحثيثة التي يبذلها صاحب السمو أمير البلاد لتجاوز الأزمة الخليجية بين الأشقاء، وللمحافظة على وحدة البيت الخليجي»، مضيفاً ان «من أهداف رحلة الغوص التأكيد على عمق الروابط الخليجية والمشاعر المشتركة والمصير الواحد التي ارتبط بها أبناء الخليج».

وتابع «تجسد رحلة الغوص أروع الصور المُعبرة عن الوحدة الوطنية من خلال تواجد الشباب جميعاً بمختلف شرائحهم ومذاهبهم في سفينة واحدة، هويتهم هوية روحية واحدة اسمها الكويت وتجمعهم جميعاً روابط الأخوة والمحبة والاحترام وروح الأسرة الواحدة»، مشيداً بحرص الشباب المشاركين على بذل قصارى الجهد وسط أجواء مناخية وبحرية صعبة، ضربوا بها أروع الأمثلة من أجل تحقيق الغايات الوطنية المُثلى في الوفاء والولاء لوطنهم الغالي الكويت، وترجمة التوجيهات السامية الحكيمة لوالدهم الكبير وقائد المسيرة سمو أمير البلاد.

وثمن الفهد تحمل الشباب النواخذة والبحرية وأهاليهم وتضحيتهم بإجازاتهم وراحتهم ورفاهيتهم للمشاركة في هذه الفعالية الوطنية، معرباً عن تقديره للنوخذة الكبير المخضرم مستشار الرحلة خليفة الراشد، ولمبدع الفنون الشعبية والبحرية الباحث الشعبي ثامر السيار ورئيس لجنة التراث الأخ علي القبندي، والمشرف العام للجنة النوخذة حامد السيار، وأعضاء لجنة التراث وللنواخذة المشاركين من البحرين الغالية عبدالرحمن المناعي.

ووجه الفهد الشكر لجميع المؤسسات الداعمة كافة لهذا النشاط الوطني الكبير وعلى رأسها الراعي البلاتيني الكبير والمتميز بنك الخليج، ومؤسستنا العريقة مؤسسة البترول الكويتية، وشركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية، والدعم المقدم من دار الخليج للاستشارات الهندسية وشركة تعبئة مياه الروضتين وبقية الجهات الداعمة، وإلى جميع وسائل الإعلام والصحافة.

بدوره، أكد امين السر العام للنادي البحري الكويتي خالد الفودري أن الرحلة وصلت إلى غايتها وذلك بعد مرور 29 عاماً من العطاء وذلك برعاية من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد وحرصه على أن يتعلم الشباب تراث الآباء والأجداد، ومدى بذلهم للغالي والرخيص في سبيل رفعة الوطن ولتحقيق متطلباتهم من الحياة من مأكل ومشرب.

واضاف أن عدد المشاركين في الرحلة بلغ 200 شاب من مختلف مناطق الكويت وذلك للتأكيد على وحدة الوطن ومشاركة الجميع في الاحتفال بالتراث المشرف، وبذكرى الغوص حيث انطلقوا على متن 13 سفينة واستطاعوا تجاوز جميع العقبات من طقس سيئ ودرجات حرارة مرتفعة، موضحاً أن أعمار هؤلاء الشباب تتفاوت بين 14 عاماً و20 عاماً.

وأوضح أن الشباب الذين خرجوا في تلك الرحلة استمر تدريبهم لما يقارب الشهر في النادي البحري وذلك بمشاركة أحد الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي استطاع الغوص وإخراج المحار في بادرة هي الأولى من نوعها تعكس مدى تلاحم المجتمع بجميع فئاته.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي