No Script

رحل أنيقاً... جاسم الخرافي وداعاً

u0645u0634u0639u0644 u0627u0644u063au0627u0646u0645
مشعل الغانم
تصغير
تكبير
في مساء الخميس الـ 21 من مايو 2015، أتاني خبر وفاة رئيس مجلس الأمة الأسبق «العم» جاسم محمد عبدالمحسن الخرافي، وهو في طريق عودته الى الكويت من تركيا وفي الطائرة وقبل الهبوط بدقائق، رحل كما رووا لي بكل بساطة، تاركا خلفه إرثا سياسياً اقتصادياً ورياضياً حافلاً.

قد اختلف كثيرا مع العم بوعبدالمحسن سياسيا، وخصوصا من قضية الدوائر الخمس في 2006، وحتى استجواب احمد الفهد في 2011، ولكن كان يعجبني رحمه الله بشيئين، أولهما سعة صدره التي لا تضاهيها سعة، فهو يبتسم لخصمه وكأنه «عدم» وله بطول البال تاريخ حافل، فالخلاف الذي يجمعه مع «العم» احمد السعدون غريمه التقليدي على سدة الرئاسة لم يعكر صفو المرجلة التي تكسو الاثنين معا، فلا أنسى سقوط العم السعدون في مجلس الأمة اثر تعرقله في كرسيه، ووصول «العم» جاسم الى المستشفى مباشرة، وفي جميع افراح واحزان أسرة السعدون تجده. وايضاً شاهدت هذا المشهد مكررا في تشييع «العم» جاسم الخرافي، فكان «العم» السعدون اول الواصلين وأول المعزين، هذه الفروسية وهذا خلاف الشجعان، يبقى في ميادين السياسة، فقط اما الأصول «وسلوم» الرجال فهم أهل حذوة فيه؟


اما ثاني مميزات «العم» جاسم رحمه الله، فهي الابتسامة التي تظن لوهلة انها غير طبيعية كما اعتدنا، لا تفارقه في حزنه وسعادته، يستطيع قلب اي حزن الى فرحة وأي ألم الى بلسم شاف، يبتسم ويُقبّل الجميع، لا يكل ولا يمل من الابتسامة، وانا على يقين ان الابتسامة هي مفتاح القلب، لذلك رحل جاسم الخرافي بمواقف تاريخية وأهمها «أزمة الحكم 2006» والتي ابلى بها بلاءً حسناً وكان على قدر المسؤولية.

ختاما، أتقدم الى أسرة الخرافي كاملة بأحر التعازي والمواساة على فقيدهم، وادعو الله ان يلهمهم الصبر والسلوان، وأتقدم الى أبناء العمومة مرزوق وخالد وفهد علي محمد ثنيان الغانم بخالص العزاء بفقد خالهم والى السيدة والدتهم.

غفر الله له واسكنه الفردوس الأعلى.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي