No Script

وفاة المواطنة أعادت الحديث عن خطورة ترويج الأدوية على مواقع التواصل والموقف القانوني منها

«الفاشينيستات»... دقّت ساعة المحاسبة

تصغير
تكبير

في حلقة جديدة من قضية ترويج الأدوية عبر شهيرات وسائل التواصل الاجتماعي «الفاشينيستات»، أثارت وفاة مواطنة أول من أمس جدلاً واسعاً، وأعادت طرح قضية الموقف القانوني من قيام أولئك «الفاشينيستات» بترويج الأدوية ومستحضرات التجميل، فيما سبق لوزارة الصحة أن أحالت عددا منهن على النيابة لقيامهن بترويج منتجات صحية غير مرخص الإعلان عنها من الوزارة.
وجاءت وفاة المواطنة، التي تباينت التصريحات في شأن سبب وفاتها، لتعيد طرح القضية من جديد، وسط دعوات لوضع حد لهذه القضية، المهمة والخطيرة، بالتوازي مع فتح وزارة الصحة تحقيقاً في «بلاغ عن وفاة مواطنة بسبب دواء للتخسيس روجت له احدى شهيرات وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق بعض الاعلانات الالكترونية»، كما جاء في بيان الوزارة، فيما دافعت الفاشينيستا المعنية بها «الدكتورة خلود» عن نفسها بأن حبوب التخسيس التي تناولتها المتوفاة لا يمكن أن تكون السبب في وفاتها، مهددة بمقاضاة من شهّر بها أو نشر أخباراً غير صحيحة.
ولعل اللافت في الأمر دعوة وزارة الصحة في بيانها عن فتح التحقيق «إلى اتباع التعليمات الصادرة والابتعاد عن الادوية التي تباع في مواقع التواصل الاجتماعي، لخطورة عدد منها على الصحة، مع أهمية التعاون في الابلاغ عن كل من يروج لتلك الادوية». وهذا الموقف تناغم معه نائب رئيس مجلس إدارة الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان «كان» الدكتور خالد الصالح، الذي حذر «من الانسياق وراء الإعلانات المضللة التي يتم الترويج لها عبر مشاهير السوشال ميديا، والتي تخدع الجمهور بادعاء أنها تقدم كبسولات سحرية للقضاء على زيادة الوزن».
في السياق نفسه، تحدث خبراء قانون عن العقوبات التي تواجه الفاشينيستا في حال تمت إدانتها بالتسبب بوفاة المواطنة، حيث ستواجه ثلاث تهم أولاها «القتل الخطأ» وعقوبتها الحبس ثلاث سنوات، والثانية «الترويج لمنتجات طبية من دون ترخيص» وعقوبتها الحبس سنة واحدة، والثالثة «إساءة استعمال الهاتف». كما تحدثت مصادر صحية لـ«الراي» عن عقوبة من يخالف قانون تنظيم الإعلان عن المواد المتعلقة بالصحة حسب القانون 38-2000 التي تصل إلى الحبس سنة وغرامة تصل إلى 1000 دينار.
نيابياً، وضع عدد من النواب «مشاهير الإنترنت» تحت الرصد، إن لجهة ضرورة تطبيق القوانين الموجودة، أو التقدم باقتراحات بقوانين جديدة، حفاظاً على سلامة الإنسان وصحته، حيث تقدم محمد هايف باقتراح بقانون «للحد من الفوضى التي نعيشها» فيما أعلن النائب رياض العدساني عن نيته التقدم بتشريع في شأن الترويج التجاري من قِبَل «مشاهير الإنترنت» مؤكداً ضرورة حماية الناس من تسويق منتجات ضارة وغير مرخصة، كما شددت النائب صفاء الهاشم على أنه حان الوقت لتقييد من يعلن عن منتج غير مرخص بدل أن تكون الأمور عشوائية.
وأطلق عدد من الفعاليات الكويتية تحذيرات وصرخات تجاه ظاهرة «الفاشينيستات» وما يقوم به بعضهن، مشددين على أن الدولة يجب أن تتحرك قبل فوات الأوان. وحذروا من أن «المراهقات أصبحن مقتنعات بأن أهم شيء هو شكل أجسادهن»، فيما وصف بعضهم «الفاشينيستات» بأنهن «تاجرات دم وموزعات الأكفان على الغريرات».

عمّ المواطنة المتوفاة لـ «الراي»:  ننتظر التقرير الطبي  قبل أي اتهام أو إجراء

| كتب ناصر الفرحان |

استبعد عم المواطنة فاطمة الزهراء الحسن التي توفيت أول من امس، أن تكون الحبوب التي تناولتها ابنة أخيه هي السبب في وفاتها، مؤكداً أن «الكلام الأخير سيكون في التقرير الطبي الذي ننتظره لنضع النقاط على الحروف».استبعد عم المواطنة فاطمة الزهراء الحسن التي توفيت أول من امس، أن تكون الحبوب التي تناولتها ابنة أخيه هي السبب في وفاتها، مؤكداً أن «الكلام الأخير سيكون في التقرير الطبي الذي ننتظره لنضع النقاط على الحروف».وأشار العم محمد الحسن (بوجاسم) في تصريحات لـ«الراي» التي قامت بزيارة العائلة وتقديم واجب العزاء، ان فاطمة تبلغ من العمر 22 سنة، وهي شقيقة لاربعة شبان و6 بنات وترتيبها الاوسط، وتدرس في المعهد التطبيقي، وكان موعد زفافها يوم وفاتها، موضحا ان «المغفور لها بإذن الله تعالى أخذت حبوب التخسيس عن طريق اعلان في السوشال ميديا، واستخدمته لاسبوعين بغرض التجهيز لزفافها، بالرغم من انها ليست سمينة بالشكل الذي يحتاج الى رجيم، ولكنها أخذت حبوب تخسيس من دون استشارة الطبيب»، مستبعداً أن «تكون الحبوب السبب المباشر في الوفاة، حتى اصدار التقرير الطبي النهائي».واضاف ان «فاطمة الزهراء لم تكن تعاني من أي أمراض وصحتها جيدة، ولكن مساء الخميس الماضي شعرت بتشنج، فنقلت على أثره الى مستشفى العدان، حيث فارقت الحياة صباح الجمعة، وهو يوم زفافها وسط فاجعة اصابت والديها واخوتها، بصدمة حتى أن والدها تعب كثيراً لانها غالية عنده رحمها الله».وناشد العم بوجاسم البنات بعدم الالتفات الى اعلانات السوشال ميديا وألا يشترين الادوية والحبوب من دون استشارة طبيبة، بالاضافة الى عدم اجراء عمليات تجميل إلا إن كانت الفتاة فعلا بحاجة لذلك وعلى يد طبيب متخصص، لافتا الى ان «ارواحكن عزيزة على اهلكن فلا تفجعنّهم بإهمالكن». وبخصوص قيام ذويها برفع قضية على الفاشينيستا صاحبة الاعلان غير المرخص، اكد بوجاسم انه «أذا أثبت التقرير الطبي ان الحبوب التي استخدمتها سبب الوفاة فأكيد سيكون لنا رد، ليكون رادعاً لأمثالها في الاستهانة بأرواح الناس والاعلان عن أدوية من دون ترخيص».

 الدكتورة خلود لـ «الراي»:  حبوب التخسيس بريئة  وسأقاضي من شهَّرَ بي

| كتبت أمل عاطف |

دافعت الفاشينيستا الدكتورة خلود عن نفسها، بعدما وجهت إليها أصابع الاتهام، بالوقوف وراء وفاة الفتاة الكويتية، عبر ترويجها لحبوب تخسيس خطيرة، وقد تودي بحياة مستخدميها، وفقاً لكلام البعض.
خلود نفت، في تصريح لـ«الراي»، أن تكون وفاة المواطنة بسبب حبوب التخسيس.
وأكدت أنها سبق لها أن استخدمت شخصياً حبوب التخسيس نفسها، ولمدة 3 أشهر متواصلة، ولم تشكُ من أي أعراض أو آثار جانبية.
وكشفت خلود عن نيتها «رفع قضية في وزارة الصحة - قسم الشؤون القانونية والنيابة العامة، ضد كل من شهّر بي ونشر خبراً غير صحيح عن الحبوب بقصد التشهير».

متخصصون: لا تسأل مجرباً... بل تعالج عند طبيب

| كتب عمرالعلاس |

في الجانب الطبي من قضية وفاة المواطنة، وجهت انتقادات حادة من أطباء متخصصين إلى «عدم اقتناع المواطن بالطريق السليم للعلاج والاستشارة الطبية، والسعي وراء الإعلانات التي يكون أغلبها غير قائم على دليل علمي أو طبي».
وشدد أطباء، رصدت «الراي» آراءهم الشخصية، على أهمية الثقافة الصحية القائمة على رؤية ودليل، لافتين إلى ان الأمور الطبية وبالأخص العلاجية لا تعالج بالتجربة، ولا يصح استخدامها من غير استشارة طبيب متخصص، حيث قال استشاري امراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير الاستاذ بجامعة الكويت الدكتور جابر العلي ان «الناس للأسف الشديد غير مقتنعة بأن الامور الطبية، وبالأخص العلاجية لبعض الامور لا تأتي بالتجربة، ولا يصح استخدامها من غير استشارة طبيب متخصص».
من جهته، قال طبيب الامراض الباطنية الدكتور طلال العرادي ان «الاطباء المختصين في السوشال ميديا قائمون بدورهم بتوعية الناس من المنتجات المحظورة، وضرورة أخذ الدواء المعتمد طبيا من خلال وصفة الطبيب، لكن السؤال هو أين دور المسؤولين في الرقابة والتشريع؟ فأرواح الناس ليست لعبة» .
بدوره، قال طبيب الامراض الباطنية الدكتور عبد الله السند ان «قانون مزاولة مهنة الطب البشري وطب الاسنان والمهن المعاونة لهما يمنع الطبيب من الترويج للمنتجات الطبية بدافع المصلحة الشخصية»، فيما أكد الاستاذ المساعد في كلية الطب استشاري الجراحة العامة والسمنة والكبد الدكتور محمد جمال ان «حالات الوفيات من الاعشاب والخلطات والادوية لإنقاص الوزن متكررة».
من جهته، قال الدكتور ميثم حسين أن «الاهم الوعي الصحي، والاكثر أهمية مسؤوليتنا تجاه أبداننا وصحتنا، وبعيدا عن عواطف الحزن ومشاعر الغضب ندعو لثقافة صحية قائمة على رؤية ودليل».

مخالفات وعقوبات

3 جرائم

قال أستاذ القانون الدستوري الدكتور هشام الصالح إنه يمكن مساءلة الفاشينيستات في حال حدوث وفاة بسبب أدوية يروجن لها، في حال الإدانة، عن 3 جرائم، هي القتل الخطأ وعقوبته الحبس 3 سنوات، والترويج لمنتجات طبية من دون ترخيص وعقوبته الحبس سنة، وإساءه استعمال الهاتف. واعتبر الصالح أنه يجب احالة أي فاشينيستا تروج لأي منتج طبي من دون ترخيص الى النيابة لأن أرواح الناس ليست لعبة.

مخالفة قانون تنظيم الإعلان

أفادت مصادر صحية لـ«الراي» أن من يخالف قانون تنظيم الإعلان عن المواد المتعلقة بالصحة يعاقب حسب القانون 38-2000 بالحبس بمدة لا تزيد على سنة، وبغرامة لا تتجاوز 1000 دينار أو إحدى هاتين العقوبتين. واشارت المصادر الى ان هذه العقوبات، تتعلق فقط بمخالفة القانون السابق، مؤكدة ان الوزارة وانطلاقا من مسؤوليتها سبق أن أحالت عددا من الفاشينيستات والاطباء والشركات على النيابة العامة بسبب مخالفة هذا القانون.

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي