No Script

عكس التيار

تجنيد المواقف!

تصغير
تكبير

في ظاهرة انتشرت بشكل كبير جداً، حتى باتت أمراً معتاداً في هذا الزمن، إنها ظاهرة تجنيد المواقف التي تظهر في صور عدة وفي أعلى المستويات وأكثر من صعيد.
عندما تثار قضايا رأي عام ما، تجند الآراء المطلوبة للحشد الإعلامي، فينشط «تويتر» وتظهر المقالات والمقابلات في ظاهرها طبيعية وهي في الحقيقة مأجورة مدفوعة الثمن! وتكبر كرة الثلج، فيجند الأعضاء والنواب في المجالس والبرلمانات وتشتعل الصحف والقنوات الفضائية المجندة سواء بطريق مباشر بالدعم أو غير مباشر بواسطة الإعلان، حتى الحكومات تجند (براحتها) هذا وذاك تحرك الدمى يميناً وشمالاً لتحقيق غايتها وتجند من تراه مناسباً لتحقيق المطلوب على مستوى المجالس والبرلمانات والصحف والإعلام، يجند هؤلاء جميعاً للوصول إلـى أهداف تخدم مصالحها فقط.
ثم يأتي الدور على حكومات الدول نفسها، عندما تلعب بها الدول العظمى في الساحة الدولية، لتجند حكومات بقية دول العالم التي لعبت الدور نفسه على شعوبها، فتتحرك تلك الدول وتجندهم لخدمة أهداف على مستوى أكبر، يخطط لها الكبار لتنفذها صغار الدول، التي لا تملك قرارها كونها جزءاً من اللعبة، ضريبة تدفعها للبقاء كدول على الخارطة السياسية وهي في الحقيقة مجرد (كومبارس) تؤدي دورها المطلوب لتبقى وتأكل (عيش).
إن كان هذا واقعنا اليوم، وإن كان تجنيد المواقف بتلك الصور المحبطة، وإن كان التجنيد سيئ الذكر قدرنا الذي بات (يلعب) بنا، فإن الوحيد الذي نعول عليه هو وعي الإنسان الذي يسكن تلك الدول، لا تلتفت لظاهر الكلام اقرأ بين السطور، حلل واربط هذه القضية بتلك، دع عنك عواطفك وطيبة قلبك فنحن في زمن باتت المواقف والآراء لمن يدفع أكثر، ولمن قبل على نفسه أن يكون مجنداً على غير قناعاته، ومن أجل قناعة (المعزب).

بالمناسبة:
(إسقاطات) جريئة ندرك معها حجم دمار التجنيد الذي وصلنا إليه، لا شيء يأتي بالصدفة!

osamawf@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي