No Script

ولي رأي

عودة إلى الزمن الجميل

تصغير
تكبير

في لقاء طويل استضافت الإعلامية فجر السعيد الفنان المبدع مصطفى أحمد، مستعينة بمصادرها الخاصة، وإعجابها الشديد بالفنان الذي استمر - ولا يزال - في عطاء الفن الجميل الراقي منذ نحو خمسين سنة، استمرار سببه حلاوة ما يقدم وحفاظه على الموروث الشعبي من فن وطرب، وتمسكه باللهجة الكويتية الأصلية دون لحن أو إبدال، فأطربنا وأحببناه واحترمناه لذلك.
ثم سألته عن بداية الفن الحديث في الكويت فأرجع الدور الكبير في ذلك إلى المرحوم الشيخ جابر العلي، وزير الإعلام آنذاك، إذ جلب كبار الموسيقيين وافتتح استديوهات التصوير والتسجيل، وأعطى الفنانين بمختلف أنشطتهم حقهم وتقديرهم، وكانت نهضة كبيرة تحسب له، رحمه الله.
ثم سألت الأستاذة فجر الفنان مصطفى: ما سر العلاقة المتميزة بينك وبين قصر الحكم وبعض رجالاته بالفن؟ فأجاب: توفيق من الله واحترام من حكامنا للفن والفنانين.


وعندما سألته: أين الفن اليوم أجاب والغصّة في صوته: إن الفن اليوم تحتكره شركة غير كويتية هي التي تقيم الحفلات وتسجل الأغاني مع من تريد، وتفرض عليهم ما تشتهي من فن (الجمهور عاوز كده) الذي يرقص الشباب ولا يطرب، وغاب دور وزارة الإعلام.
وعندما سألته: لماذا لا تراجع وزارة الإعلام؟ أجاب: عندما أدخل وزارة الإعلام لا أعرف أحداً فيها - للأسف - ولا أحد يعرفني، ولست بعد هذا العمر الطويل مستعداً للتنازل عن كرامتي.
ولعل ما يبعث في النفس الأمل هو تعيين السيدة منيرة الهويدي وكيلة للإعلام، وهي ابنة الوزارة وابنة الشاعر المعروف سليمان الهويدي، أحد رواد الإعلام في الكويت، وصاحب برنامج اعتنى بالحفاظ وتوثيق الفن الشعبي خصوصاً فنون البادية، حيث كانت الأسرة الكويتية تلتف حول التلفزيون والراديو عند بث برامجه، ونتمنى عليها أن تتواصل مع الفنانين القدماء والمؤرخين للفن الكويتي، وإعادة تسجيل القديم بصورة جديدة حتى لا يضيع.
للفنان مصطفى أحمد أغانٍ جميلة لا تزال تتردد في الإذاعات والتلفزيونات وحتى الحفلات وإن أردت أن أعدّد فسأطيل، وتكفي هذه الأغاني: (ما درينابك)، (قال أحبك)، (تو الناس)، (يا عزوتي)، (سرى الليل)، أما سامرياته فمازالت هي الأغاني المفضلة للحفلات العامة والأعراس.
أطال الله في عمر الفنان المبدع مصطفى أحمد، وشكراً للإعلامية فجر السعيد، التي أعادتنا إلى الزمن الجميل الذي بدأنا نفتقده.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي