No Script

رؤى

جرائم الحاسوب ومناهج الحاسب الآلي

No Image
تصغير
تكبير

العالم يتغيّر بسرعة فائقة. كنا في زمن الورقة والقلم، فأصبحنا في زمن الآيباد والكمبيوتر، وتاريخياً كلما تقدم العلم الجنائي يصاحبه تطور ملحوظ في علم الإجرام. واليوم صرنا نعيش في عالم يشهد على حرب افتراضية بين طرفي المحققين الرقميين والمجرمين التقنيين، والتي ستستمر مع استمرار الزمن.
ورغم أننا لسنا بحاجة إلى إحصاءات رسمية تؤكد تزايد معدل الجرائم الإلكترونية، ونحن نشاهد بشكل شبه يومي ضحايا الحرب الافتراضية يتساقطون إلكترونياً، إلا أن إدارة الإحصاء والبحوث في قطاع تكنولوجيا المعلومات في وزارة العدل أصدرت العام الماضي دراسة ميدانية حول الجرائم الإلكترونية في المجتمع الكويتي، تبيّن حجم تصاعدها السنوي ومخاطرها.
ولأن مجتمعنا من أكثر المجتمعات في العالم استخداماً للإنترنت، نجد ارتفاعاً في معدلات قرصنة الحواسيب، فكلما زاد ارتباط الناس بالشبكة العنكبوتية واستخدامهم لها، زادت عمليات النصب والاحتيال الإلكتروني.


الجرائم الالكترونية التي تدار من قبل شبكات دولية تشمل كماً كبيراً من النشاطات الإجرامية، بدءاً من عمليات النصب المصرفية والائتمانية، مروراً بالتخريب الإلكتروني ووصولاً إلى التجسس الصناعي والإرهاب، وكلها من الجرائم التي تضر بالأمن الاقتصادي للهيئات والمؤسسات والأفراد.
الجهل عدو الإنسان الأول، ولذلك فإن مواجهة مجرمي العالم الافتراضي لا تتم بواسطة سيطرة القوى الأمنية، بل بالعلم والمعرفة، ومن هنا تأتي أهمية تضافر جهود جميع هيئات ومؤسسات وأفراد المجتمع مع جهود أجهزة الأمن حتى نتفادى الوقوع في شرك الشبكات الإجرامية بالوعي الكامل في التعامل مع مواقع الإنترنت وشبكات التواصل، سواء من خلال الحملات التوعوية أو التعليم المدرسي والأكاديمي.
وفقاً لدراسات صدرت عن المنتدى الاقتصادي العالمي (World economic forum) أكدت أنه في العام 2025، ستكون أكثر الوظائف طلباً هي وظائف التقنيين والخبراء في المجالات الطبية وتحليل البيانات والتسويق، ورغم ذلك نجد أن مناهج تعليم مادة الحاسوب في وزارة التربية لا تتعدى الـ«Word» والـ«Excel»، مع العلم أن معدل الوظائف التقليدية يقل تدريجياً مقابل الوظائف من خلف الشاشات، والتي تعتمد على علم التقنيات متعدد اللغات. ولذلك، نحن اليوم بحاجة إلى إدراج منهجيات جديدة أكثر عمقاً في برمجيات الحاسوب داخل المدارس الحكومية، وأن تكون مادة الحاسب الآلي أساسية مثلها مثل مواد العربي والإنكليزي والرياضيات، بل وأهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي