يولد الإنسان وبمجرد قطع حبله السري تخرج له ورقة ميلاد... ومن ثمة ورقة الثبوتية وورقة الخروج من المستشفى وورقة تطعيم... ويعيش الإنسان جل عمله إما أن يستغني عن ورقة وإما يتملك ورقة وإما يقاتل من أجل ورقة.
شهادة... رخصة... برقية تهنئة... حتى في وفاته يحتاج إلى ورقة دفن.
وبين الحرب الورقية التي يخوضها الانسان، يحوم ما بين كل ورقة وورقة «كرسي» موقت لها، فمن كرسي الطفل الذي يتغذى عليه إلى كرسي المدرسة، يقاتل في كرسي العمل ويتنقل من منصب إلى آخر، ومن عرض إلى عرض أفضل، ومن طموح الى طموح أعلى، هو الكرسي نفسه ذو أربع أذرع وسنادة، ولكن ليس كل كرسي يستحق العناء، فهناك كراسي أفقدت الطامحين لها وعيّهم وماء وجوههم.