No Script

كراسي من ورق

تصغير
تكبير

يولد الإنسان وبمجرد قطع حبله السري تخرج له ورقة ميلاد... ومن ثمة ورقة الثبوتية وورقة الخروج من المستشفى وورقة تطعيم... ويعيش الإنسان جل عمله إما أن يستغني عن ورقة وإما يتملك ورقة وإما يقاتل من أجل ورقة.
شهادة... رخصة... برقية تهنئة... حتى في وفاته يحتاج إلى ورقة دفن.
وبين الحرب الورقية التي يخوضها الانسان، يحوم ما بين كل ورقة وورقة «كرسي» موقت لها، فمن كرسي الطفل الذي يتغذى عليه إلى كرسي المدرسة، يقاتل في كرسي العمل ويتنقل من منصب إلى آخر، ومن عرض إلى عرض أفضل، ومن طموح الى طموح أعلى، هو الكرسي نفسه ذو أربع أذرع وسنادة، ولكن ليس كل كرسي يستحق العناء، فهناك كراسي أفقدت الطامحين لها وعيّهم وماء وجوههم.


لذلك تتبدل مواقف «أشباه» الرجال بمواقعهم، وطموحاتهم التي تبطش بالمبادئ وتهتكها، فتجده ذات اليمين تارة وذات اليسار تارة اخرى، يتقلب كجهاز «الريموت كونترول» يقفز بسرعة الأرنب حول مصالحه، ضارباً بعرض الحائط قواعده وتياره ومؤيديه.
المناصب وإن اعتلى مقامها تبقى موقتة، فلا دام حكم لأحد ولا دام سلطان لأحد. وفي التاريخ قصص وشواهد لا يستطيع هذا المقال إحصاءها، ومنها القديم ومنها الجديد، ولا أحد يتعظ ولا أحد يأخذ موقفاً ليذكره التاريخ، سحر المناصب أقوى بكثير من سمو المبادئ.
وقفة:
يقول الأفلاطون سعد بن علوش:
كل اللي كانوا معك، ما كانوا معك
‏كانوا معك لأشياء... وراحوا لأجلها

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي