No Script

الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي حذّر من خطورة تحوّل وسائل الإعلام إلى «معاول هدم»

ماضي الخميس لـ «الراي»: التراشق الإعلامي الخليجي لا يصبّ في مصلحة دول «التعاون»

تصغير
تكبير
  • الأزمة الخليجية  تسير نحو انفراجة قريبة بفضل حكمة قادة  دول مجلس التعاون 
  • الإعلام العربي  بات اليوم في وضع أسوأ بكثير مما مضى 
  • أجندة الملتقى تأخذ  بعين الاعتبار الخصوصية والسياسة العامة للدولة منعاً للإحراج  
  • 20 ألف شخص  عدد المشاركين  في الملتقى منذ تأسيسه قبل 15 عاماً وحتى الآن 
  • الدولة لا تقدم دعماً مادياً مباشراً للملتقى بل دعمها لنا لوجستي 
  • نجاحنا يكمن  في الشراكة والعلاقة المثالية بين القطاعين الحكومي والخاص 
  • الأخبار الكاذبة وتعدد مصادرها أبرز ما يميز الملتقى المقبل  
  • أكثر من 500 شخصية  من داخل الكويت وخارجها سيشاركون  في الملتقى الـ15

تلعب وسائل الإعلام بمختلف أنواعها دوراً بارزاً في بناء أواصر العلاقات بين الشعوب والدول، بينما قد يتحول عدد منها إلى معول هدم للمحبة القائمة بين المجتمعات الواحدة.
لكنه، وكسائر الكويتيين المتفائلين دائماً بانفراج الأزمات سواء الخليجية أو العربية، بجهود قائد الإنسانية سمو أمير البلاد ووساطات الخير، يرى الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس أن «الأزمة بين الأشقاء الخليجيين تسير نحو انفراجة قريبة بفضل حكمة قادة دول مجلس التعاون للحفاظ على هذا الكيان من الانهيار»، مشددا على أن «التراشق الإعلامي في بعض وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في الدول الخليجية، لن يخدم أبدا مصلحة البيت الخليجي»، محذرا من أن «خطورة تحول الإعلام في تعاطيه مع هذه الأزمة، من أداة للبناء والتقارب إلى معول هدم يهدد اللحمة الخليجية».
وفي لقاء خاص مع «الراي»، عن وضع الإعلام العربي ومسيرة الملتقى الاعلامي العربي الـ15، وصف الخميس وضع الإعلام العربي، بأنه «بات أسوأ بكثير مما مضى، خصوصا في ظل المصائب والأزمات المتتالية التي تشهدها دول عربية عدة مثل، اليمن وسورية وليبيا»، مشددا على «ضرورة إيجاد توليفة بين وسائل الإعلام والوضع السياسي الراهن»، لافتا إلى أن «السياسة العامة لدولة تؤخذ بعين الاعتبار في جميع الأفكار المتعلقة بأجندة الملتقى، كما يكون لها ذات الطابع والخصوصية أيضا، منعاً للإحراج».
وأعلن الخميس، أن الملتقى الذي يحتفل هذا العام بمرور 15 عاما على تأسيسه، سينعقد في 22 و23 الجاري برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، كاشفا أن «عدد المشاركين في الملتقى وأنشطته وفعالياته منذ تأسيسه بلغ قرابة 20 ألف مشارك، كما أن الملتقى بات اليوم هيئة مدرجة تحت مظلة جامعة الدول العربية بصفته عضوا مراقبا في اللجنة الدائمة للإعلام، وعضوا مراقبا في مجلس الوزراء العرب».
وأوضح أن «الدعم الذي يقدم للملتقى من قبل الدولة هو دعم لوجستي وليس دعما ماديا مباشرا كما يعتقد البعض، كما أن نجاحه يكمن في الشراكة والعلاقة المثالية بين القطاعين الحكومي والخاص»، كاشفا عن «مشاركة أكثر من 500 شخصية من داخل البلاد وخارجها في ملتقى هذا العام».
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• في البداية، كيف جاءت فكرة الملتقى الإعلامي العربي؟
- الفكرة تعود إلى عام 2002، حين كان الوضع العربي مختلفا تماما وغير مستقر، وتزامن ذلك مع الحملة العسكرية لاسقاط نظام الرئيس العراقي البائد، ومعها جاءت الفكرة لعقد نشاط ولقاء إعلامي عربي بين مجموعة من الإعلاميين من مختلف الدول العربية بمختلف اختصاصاتهم واعمالهم، وبعد أن تم وضع الإعداد الكامل وجميع التصورات اللازمة للملتقى، تقدمنا لعرض المشروع على سمو الأمير عندما كان في منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك، ولاقت الفكرة قبولا كبيرا وترحيبا من سموه حيث تبناها ليعقد الملتقى بشكل سنوي في الكويت، وبالفعل انطلق أول ملتقى إعلامي عربي في عام 2003.
• كيف ترى دعم الدولة للملتقى؟
- العلاقة بين الملتقى والدولة ممثلة بوزارة الإعلام هي علاقة مهنية، قائمة على أهمية ما يقدمه الملتقى من دور وترتيب وحضور وتواصل مع مختلف الإعلاميين، إضافة إلى جدية العمل، خاصة أننا نعمل طوال العام على إعداد المحاور والندوات واختيار الضيوف، وخلال السنوات الـ15 الماضية استطعنا تحقيق نجاحات متتالية، حتى بات الملتقى هيئة تندرج تحت مظلة جامعة الدول العربية كعضو مراقب في اللجنة الدائمة للإعلام وعضو مراقب في مجلس وزراء العرب.
• ماذا عن أنشطة الملتقى؟
- هناك الكثير من الأنشطة الإعلامية المختلفة التي تعقد خارج الكويت في دول عربية عدة، وتتنوع بين أنشطة لتأهيل وتدريب وتنمية الإعلاميين، إضافة إلى تنظيم الملتقى الإعلامي العربي للشباب الذي عقد لـ 7 دورات، وملتقى قادة الإعلام العربي، ويعتبر هذا الاستمرار والتنوع بالأنشطة دليلا على نجاح الملتقى.
• هل تعتقد أن الملتقى حقق رسالته اليوم؟
- مثل هذا النشاط لابد أن يبقى مستمرا، ورسالتي من الملتقى هي خلق التواصل بين مختلف الإعلاميين بأطيافهم كافة، إضافة إلى تشكيل كوادر إعلامية مختلفة، ذلك بالتزامن مع الحضور والتواجد الإعلامي على مستوى الوطن العربي، كما أننا نسعى بشكل دائم ومتواصل من خلال تقديم كل ما هو جديد للإعلاميين، وهذا ما يتم تحقيقه بالفعل من عام إلى آخر، وهناك ما بين 5 إلى 6 أنشطة تعقد سنويا يشارك فيها ما بين 50 إلى 100 شخص، ويزيد عدد المشاركين في الملتقى منذ تأسيسه على 20 ألف مشارك، هذا غير الذين يتلقون رسائلنا عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، كما بات لدينا قاعدة إعلامية كبيرة اليوم، حيث بدأ الملتقى ككيان صغير وأصبح علامة بارزة في الإعلام العربي، وهذا لم يكن ليتحقق لولا الجهد والعمل الدؤوب والمتواصل.
• ماذا عن الدعم المادي الذي يحصل عليه الملتقى؟
- يجب أن نوضح في البداية بأن الدولة لا تقدم للملتقى دعما ماديا نقديا، وإنما تشارك في عمليات الدعم اللوجستية المتعلقة بالدعوات وغيرها، والجزء الآخر من الدعم يتم من خلال رعاية شركات القطاع الخاص للملتقى، لذا يعتبر عملنا ونجاحنا في مشروع بهذا الحجم قائما على الشراكة والعلاقة المثالية بين القطاعين الحكومي والخاص.
• كيف تقيّم الوضع الإعلامي في العالم العربي؟
-الوضع في العالم العربي قبل 15 عاما كان سيئاً، لكن الوضع اليوم أصبح للأسف أسوأ بكثير، لأن الدول حاليا تعيش في مصائب وأزمات متتالية، خاصة في اليمن وسورية وليبيا، إضافة إلى منطقة الخليج التي تعيش اوضاعا غير مستقرة، والتعامل مع الإعلام بمثابة التعامل مع خيط حساس ورفيع، وهناك صعوبة في إيجاد توليفة بين الإعلام والوضع السياسي، وتحقيق ذلك يحتاج إلى جهد كبير لإبراز تلك الأزمات من جهة، وإبراز دور ورسالة الإعلام التي نحاول طرحها بشكل سنوي من جهة أخرى.
• هل سيكون للأزمة الخليجية تأثير على أعمال الملتقى المقبل؟
- الكويت دولة الحياد والاستقرار وتسعى للم الشمل، وبالتأكيد نحن نسير وفق نهج الدولة الذي رسمه سمو الأمير، وفي النهاية لا نخرج عن السياسة العامة للدولة عندما نضع الأجندة والأفكار المتعلقة بالملتقى، بحيث تحمل ذات الطابع والخصوصية، الذي يحمله نهج الدولة، وذلك منعاً للإحراج.
• كيف ترى الإعلام الخليجي في تعاطيه مع الأزمة الخليجية؟
- التراشق الإعلامي في بعض وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في الدول الخليجية، لن يخدم أبدا مصلحة البيت الخليجي، خصوصا وان خطورة الإعلام في تعاطيه مع هذه الأزمة، تكمن في تحوله من أداة للبناء والتقارب إلى معول هدم يهدد اللحمة الخليجية.
• هل تعتقد أن هناك حلاً قريباً لهذه الأزمة؟
- اعتقد أن الأزمة بين الأشقاء الخليجيين تسير نحو انفراجة قريبة بفضل حكمة قادة دول مجلس التعاون للحفاظ على هذا الكيان من الانهيار.
• ما الذي يميز الملتقى هذا العام؟
- نحن نحرص كل عام على التجديد بالشكل والمضمون سواء على مستوى القاعات والمعرض المصاحب للملتقى، أو على مستوى الأفكار المتجددة، كما نحاول تجديد المحاور والضيوف من عام للآخر، لكن مهما جددنا يبقى الإعلام العربي اليوم بمثابة وعاء ضيق لا يستوعب المزيد من التجديد، وسيناقش الملتقى هذا العام أيضا، قضايا اقتصادية وفنية ورياضية وغيرها، تستوجب الاستعانة بشخصيات أكاديمية من خارج الإطار الإعلامي، لذا حرصنا على التركيز بشكل كبير على تناول قضايا عدة مثل، الأخبار الكاذبة وتعدد مصادرها الموجودة في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، إضافة إلى الحوارات مع شخصيات إعلامية لها وزنها على مستوى الوطن العربي.
• كم عدد الشخصيات الإعلامية المشاركة في ملتقى هذا العام؟
- سيتجاوز عدد المشاركين هذا العام 500 شخص من داخل الكويت وخارجها، ويضم إعلاميين وسياسيين وأكاديميين ورؤساء تحرير صحف وطلبة إعلام ووزراء إعلام، إضافة إلى إعلاميين يزورون الكويت للمرة الأولى.
• من سيكون الشخصية التي ستمثل الدولة في الجلسة الحوارية؟
- يكون الضيف عادة في كل عام، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وبدورنا وجهنا الدعوة له ونتمنى أن تسمح الظروف بتواجده معنا في الملتقى.
• هل أنت راضٍ عن النتائج التي حققها الملتقى طوال مسيرته؟
- نعم، راضٍ تماما على ما حققه الملتقى، خاصة ما وصل إليه الملتقى بعد 15 عاما منذ تأسيسه، وهذا أكبر مما كنت أتخيله، وكان من الممكن فعل أكثر من هذا، خاصة وبعد هذه المسيرة الطويلة الناجحة آن الأوان لتقديم أشياء أكثر، لاسيما أن تركيزنا كان منصبا على جانب التدريب وما تمخض عنه من إنشاء مركز للتدريب الإعلامي قبل 7 سنوات وأصبح اليوم أكاديمية تأهيل إعلامي في الكويت ومصر وعدد من الدول، حيث جاءت بعد جهد كبير وشاق وتعمل حاليا بشكل فعال، علينا ألا ننسى بأن استمرار الملتقى بأنشطته وفعالياته المختلفة بحد ذاته يعتبر نجاحاً.
• لماذا لا يتم عقد الملتقى الإعلامي خارج الكويت؟
- هذا الملتقى أصبح بمثابة البصمة الكويتية، وهناك طلبات كثيرة لعقده خارج البلاد، لكننا نقوم بطرح أفكار جديدة أخرى حتى يبقى لهذا الكيان خصوصية كويتية خالصة، ولهذا أسسنا ملتقى قادة الإعلام العربي وملتقى الإعلام للشباب العربي خارج البلاد.

على الهامش

التأشيرات

- بين الخميس أن مشكلة منح التأشيرات لعدد من ضيوف الملتقى لا تقتصر على الكويت فقط، ومع مرور الوقت استوعبنا ما الممنوع والمسموح، مشيدا «بتعاون وزارة الداخلية بقضية التأشيرات والتسهيلات كافة التي تقدم للمشاركين وكل الأمور والمشاكل تُحل أولاً بأول».

الملتقى الخامس والتاسع

- أشار الخميس إلى أن عدداً من الملتقيات كان لها اثر كبير في نفسه، واصفا «الملتقى الخامس بمثابة الانطلاقة الحقيقية، بينما حقق الملتقى التاسع نقلة نوعية كبيرة جدا نتيجة اكتمال التجربة بشكل واسع».

إعلاميون ضد الكويت

- شدد الخميس على أن الملتقى لا يتواصل أبدا مع أي إعلامي لديه موقف سلبي تجاه الكويت، نافيا في الوقت نفسه «استضافة الملتقى منذ تأسيسه وحتى اليوم أي إعلامي كانت لديه مواقف معلنة ضد الكويت وشعبها».

تلميع

- أعرب الخميس عن استغرابه ممن يصفون الملتقى بأنه بوابة لـ «التلميع» و«الشهرة» الإعلامية، مبينا أن «الملتقى يستضيف كل عام إعلاميين جدداً وأسماء غير معروفة من الشباب والطلبة، باعتبارهم الفئة المستهدفة لإبرازهم وبناء علاقة معهم».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي