No Script

رأي قلمي

ويلكم مما تصنعون...!

تصغير
تكبير

إن الإنسان يميل بشدة إلى المال وهذا ما يجعله يتجاوز شعوره بالحاجة إلى المال، ويتجاوز تفكيره في كيفية إنفاقه، أي يصبح المال والحصول عليه هدفاً في حدّ ذاته بقطع النظر عن وظائفه، والإنسان لا يملّ من سؤال الله خيرَ الدنيا بسبب حبه للحياة وحرصه على تكديس الأشياء. والإنسان لن يشعر بالغنى بسبب كثرة الأشياء التي يمتلكها، لأنه لا حدود لشهوته للتملك، وليس من اللائق أن يظهر بمظهر الجشع الحريص على المال، ولهذا فإنهم يغلّفون أنشطتهم ومساعيهم للحصول على المال بأغلفة فيها تمويه وتلطيف، وهم في الخفاء يبذلون جهودهم لنيل ما يستحقون وما لا يستحقون، وبطرق مشروعة وغير مشروعة، كلٌ بحسب دينه وخلقه، ولكن! شاءت أقدار الله أن ينكشف هؤلاء بدليل وبرهان من السماء، هطلت الأمطار وتعرّى الفسّاد، ما شاهدناه وسمعناه من أضرار تعرض لها الناس ليس بسبب الأمطار، بل هي أمطار خير ورحمة، ولكن بسبب فساد الفاسدين، المبتلين بحب المال الشديد، المتسابقين على استحواذ أكبر قدر من المال حتى وإن كان الثمن أرواح الناس.
قال: صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لو كان لابن آدم واد من مال لابتغى إليه ثانياً، ولو كان له واديان لابتغى لهما ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب) «رواه البخاري وغيره». عندما يفتح الإنسان عينيه على الحياة ويبدأ في فهم محيطه العام يتفتح وعيه على بعض الحقائق المهمة، منها أنه لا يمكن أن يحصل على كل شيء، فهناك محدودية لما يمكن أن يستحوذ عليه، وهذا يدفعه دفعاً نحو تعزيزميوله الفطرية إلى التملك على نحو عام وإلى امتلاك المال الذي يعد الأداة الأساسية للحصول على الأساسيات والكماليات والمرغوبات والمشتهيات بشكل خاص.
البعض مع القناعة والاتجاه الذي يؤمن بأن النفوس الدنيئة لا يردعها رادع فاسرق ما شئت من المال سيأتي يوم وستحاسب على كل دينار كسبته بطريقة غير مشروعة، ولكن سر في خطين متوازيين اسرق من جانب واعمل في الجانب الآخر، فنفسك الواطية الدنيئة لن يستطيع أحد أن يزكيها وينتشلها من وحل الفساد إن لم تزكها وتطهرها برغبتك وإصرارك، لقد أفرطتوا شعوركم بالحاجة إلى المال، حتى أصبح هدفكم المنشود الحصول على المال وإن كان مقابله أنفس وأرواح البشر، تباً لكم، وويلكم مما تصنعون إن لم تتوبوا وتكبحوا أنفسكم عن سرقة المال العام، والتهاون في كيفية وطرق الحصول عليه، فأبشروا بوادي ويل في عقر وعمق جهنم وبئس المصير.

m.alwohib@gmail.com
‏mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي