No Script

أبعاد السطور

«يستحي ما ينادي»...

تصغير
تكبير

الديوانية باللهجة الكويتية... هي المجلس الذي يرتاده الرجال، ليلتقوا في ما بينهم من أجل التعارف والتعاون والتباحث والنقاش والاطلاع على الأخبار، ويخدم بعضهم بعضا. وقد تجمع الديوانية رجالا من عائلة واحدة فقط تكون مختصرة عليهم، أو مجموعة من الأقارب في ما بينهم، ولكن معظم الديوانيات في الكويت هي من النوع الذي يجتمع فيه رجال من عائلات وقبائل ومذاهب مختلفة.
وتأسيس الديوانيات جاء مقتبساً من تلك المجالس التي كانت عند أهل البادية قديماً، يوم أن كان بيت الشَعر في الصحراء مفتوحاً لكل قريب وعابر سبيل. وتمتاز بلادنا الكويت عن غيرها من البلدان - التي تحيط بها - بكثرة الدواوين المنتشرة في كل مناطقها من دون استثناء.
وللدواوين مواعيد مختلفة في استقبال زوارها، فهناك دواوين تستقبلهم بشكل يومي، ودواوين بشكل أسبوعي، ودواوين بشكل شهري. والديوانية ليست حكراً على فئة معينة من الناس، بل يرتادها كل الفئات دونما أدنى تحيّز أو عنصرية.


وللديوانية قِيم دينية وتربوية وأدبية جميلة تغرسها في نفوس مرتاديها كباراً و صغاراً، ويتعلم منها مرتادوها خبرات ممن يكبرهم، وأخبار من سبقهم وحُسن السمت وأدب الاستماع للحديث والتعرف على حل المشكلات والتكافل الاجتماعي بينهم.
وتعتبر الديوانية ذات أهمية كبيرة لمن أراد أن يُسوّق لنفسه عند أفراد المجتمع لأي مشروع وطموح شعبي. ليس لرواد الديوانية مهنة أو حرفة أو وظيفة محددة، بل هي تجمع أصحاب كل الوظائف والمهن والحرف، وكذلك من هم دون عمل.
يقول الشاعر محمد بن شلاح المطيري في إحدى قصائده موصياً ابنه نمر بفتح باب الديوانية، والاهتمام بها وتجهيزها من أجل عابر السبيل وبقية روادها:

امِل الوجار وخلوا البـاب مفتـوح
خوف المسيّر يستحـي مـا ينـادي
نبغي إليا جاء نازح الـدار ملفـوح
وشاف البيوت مصككة جاك بـادي
يقلط لديوان به الصـدر مشـروح
ورزقه على رازق ضعاف الجرادي
يا نمر ما في صكت الباب مصلوح
ولا هي بلنـا يـا مضنـة فـوادي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي