No Script

واضح

ضجيج الكتابة!

تصغير
تكبير

منطقة الضجيج في الكويت سُميت بهذا الاسم لقربها من المطار، وتأثرها بصوت الطائرات وما يحدثه من «إزعاج»... هذا الضجيج المادي، اليوم يقابله ضجيج في الكتابة وما تحدثه أحياناً من إزعاج! الكتابة لا يمكن أن تحدث ضجيجاً لأنها مخرجات إبداع الإنسان، إلا إذا كانت عشوائية سطحية لا قيمة لها وتخالف أصول الكتابة... هنا تكون مزعجة ومضرة أيضاً!
حين يتكلم من لا يعرف ولا يبحث أو يسترشد... حين يعتقد السطحيون أنهم أرباب الكلام والفكر، حين لا يتوانى الناس من عرض عقولهم على البقية من دون أدنى رؤية أو على الأقل استحياء من أن تنكشف عورات فكرهم... وقتها فقط تعرف تماماً معنى قول الشافعي: «لو سكت من لا يعرف لقل الخلاف»!... ما أعنيه بالضجيح هنا، هذا الصخب في الكتابة وفي جميع المجالات والمواقع، والمشكلة أن هذا الكم لا «كيف» فيه فهو مجرد حشو لا ينتج عنه إلا مجرد الإزعاج!
- هذا الحشو الكلامي رافقه «مصائب» عدة... منها أن أصحابه لا يعرفون بجهلهم، بل على العكس يحسبون أنفسهم «مفكرين»... وهم للأسف كثرة ولذا يظهر الضجيج على أنه هو الحق والصواب لكثرته فقط... وهو أيضاً غداً يشكل الرأي العام في البلاد! هذه المصائب الثلاث يكفيها أن تودي بأي مجتمع إلى الهلاك!
هذا ما يحدث عندنا تماماً... أي إشاعة أو تحليل سطحي أو حتى اتهام... يرعاه متلقفو الكتابة العشوائية، وما هي إلا ساعات حتى يغدو هذا الوهم في المجتمع وكأنه حقيقة لا تقبل النقاش، وتحتاج إلى جهود جبارة لإقناع محدثك أن هذا الكلام فقط قد لا يكون حقيقة كاملة، أو أن به بعض المبالغات والتهويل، فكيف إن أردت إقناعه بكذب هذا الكلام!
«مع التايم لاين يا شقرا» هذا هو منهج الكثير من الذين يعتبرون أنفسهم كتّاباً اليوم وهم مؤثرون في الرأي العام.. يتبعون سياسة «القطيع» يمشون حيث يمشي الناس... يكتبون متأثرين بما يُكتب ويبنون عليه كل آرائهم ومواقفهم من دون أدنى تمحيص ولهذا أسميته في البداية ضجيجاً!
ضجيج الصوت قد يودي بحاسة السمع ويفسدها... ضجيج الكتابة قد يودي بالإنسان كله ويفسده!

@lawyermodalsbti

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي