No Script

بلا حدود

وطنيات... الوقيان

تصغير
تكبير

في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، تحلق حوله ثلاثة شعراء يدافعون وينافحون عن الإسلام وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم حسان بن ثابت وعبدالله بن رواحة وكعب بن مالك رضي الله عنهم، كان حسان بن ثابت أكثرهم إثارة واستفزازاً وتحدياً لكفار قريش، على اعتبار أنه عاش فيهم عمراً؛ فهو يعرف مثالبهم وعيوبهم، فكشف ما كان مستوراً منها، وحينما أسلم كفار قريش كانت قصائد عبدالله بن رواحة، ذات الطابع الديني الروحاني التي حملت بين ثنايا أبياتها العتب والملامة والتأنيب والتوبيخ والجهل بحقيقة الخالق والخلق، كانت هذه القصائد أشد إيلاماً وحسرة على نفوسهم.
هكذا كان موقف شاعرنا خليفة الوقيان في قصائده الوطنية (برقيات كويتية 1990، والعروس والقرصان 1990م، ونشيد لأطفال الكويت 1990م، ووكر الصقور 1991م، وإشارات 1992م )، يقول في قصيدة برقيات كويتية:
قل للرفاق


الغارسين رماحهم بظهورنا
الناذرين سيوفهم لنحورنا
الدرب نحو القدس سالكة
فكيف عبرتموا نحو الجنوب
خطاب يوجهه لضمير الأمة العربية الإسلامية، أيها الضمير انظر ماذا فعل بنا رفاقك البعثيون الذين يدعون بأنها أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، ماذا فعل هؤلاء الخونة، أيها الضمير العربي، أيها الضمير القومي، يا ضمير الأمة التي أخرجت للناس بخيرها، لو كان هؤلاء أعداء لما غرسوا رماحهم بظهورنا، بل لواجهونا وجهاً لوجه في أرض الوغى كما يفعل الرجال الشجعان، لو كان هؤلاء شرفاء لما نذروا سيوفهم لنحورنا، ها هو الطريق .. يا من حملت بندقية البارنو، واستعرضت بها بالسيجار الكوبي، وأطلقت منها طلقات عدة بيد واحدة تباهياً وغروراً وعجرفة، وأنت تستعرض خدعتك الكبرى بما أسميته جيش القدس، لماذا لم تتجه به إلى القدس المحتلة التي تئن من جور وظلم المحتل الإسرائيلي، طريقك واضح وقريب جداً، لا يفصلك عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين سوى دولة الأردن، كان بإمكانك أن تتوجه بجيشك الجرار لتحرير أرض الإسلام والمسلمين.
يستنكر الشاعر هذا التصرف الأرعن من أزلام صدام حسين، أما وجدت غير الكويت البلد الصغير الآمن المسالم، لكي تفرد عضلاتك العسكرية عليه، لا توجد نسبة ولا تناسب على ما أنت عليه من قوة وعدة وعتاد، جيش مصنف برابع جيش في العالم، عددكم يربو على العشرين مليوناً، خضتم حروباً ومعارك عدة، ما هذه الفحولة على بلد لا يتجاوز تعداد سكانه المليون نسمة مثل الكويت ما هذا الجبروت على شعب محب للخير؟!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي