No Script

قرى بأكملها نزحت وسط مخاوف من عملية عسكرية واسعة

النظام السوري يُشعل الجبهة الجنوبية ويدفع آلاف المدنيين إلى الفرار

u0637u0641u0644 u0633u0648u0631u064a u0641u064a u0645u062eu064au0645 u0644u0644u0646u0627u0632u062du064au0646 u0634u0645u0627u0644 u0645u062fu064au0646u0629 u0645u0646u0628u062c u0628u0631u064au0641 u062du0644u0628 u0634u0645u0627u0644 u0633u0648u0631u064au0629tt (u0627 u0641 u0628)
طفل سوري في مخيم للنازحين شمال مدينة منبج بريف حلب شمال سورية (ا ف ب)
تصغير
تكبير
  • تقدم لقوات الأسد  ضد «داعش» في البادية  بدعم محدود  من الطيران الروسي 
  • نزوح أكثر من 12 ألف مدني خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من ريف درعا الشرقي والشمالي الغربي 
  • فصائل المعارضة تشكّل غرفة مركزية لتنظيم وقيادة العمليات  في الجنوب

دمشق - وكالات - نزح آلاف المدنيين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة داخل مناطق سيطرة فصائل المعارضة في جنوب سورية مع تصعيد قوات النظام قصفها على ريف درعا الشرقي، خشية من هجوم عسكري وشيك على المنطقة لطالما لوحت دمشق أخيراً بشنه.
ويأتي التصعيد رغم أن منطقة الجنوب السوري التي تضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، تشهد وقفاً لاطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطن وعمّان منذ يوليو من العام الماضي، بعدما أُدرجت هذه المنطقة في محادثات أستانة برعاية روسية - إيرانية - تركية كإحدى مناطق خفض التصعيد الأربعة في سورية.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، أمس، عن «نزوح أكثر من 12 ألف مدني خلال الأيام الثلاثة الأخيرة مع تصعيد قوات النظام قصفها المدفعي والجوي على ريف درعا الشرقي وبلدات في ريفها الشمالي الغربي».


وتسيطر الفصائل المعارضة على سبعين في المئة من مساحة محافظتي درعا والقنيطرة. والمعروف أن محافظة درعا تعتبر مهد الثورة التي انطلقت ضد النظام في مارس 2011 قبل تحولها نزاعاً مدمراً، في حين أن موقع محافظة القنيطرة حساس للغاية لأنها على الحدود مع اسرائيل.
ويحتفظ تنظيم «داعش» بوجود محدود في المنطقة، فيما تسيطر قوات النظام بشكل شبه كامل على محافظة السويداء المجاورة. وهي تستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرتها تمهيداً لبدء عملية عسكرية وشيكة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أمس، أن «سلاح المدفعية في الجيش العربي السوري ينفذ رمايات مركزة على تجمعات وأوكار الإرهابيين في مدينة الحراك شمال شرقي مدينة درعا وبلدة بصر الحرير.. ويدمر لهم تحصينات ويقضي على عدد منهم».
ويستهدف قصف قوات النظام بشكل رئيسي بلدات عدة أبرزها الحراك وبصر الحرير واللجاة، وفق المرصد، الذي أفاد عن توجه النازحين إلى بلدات مجاورة لا يشملها القصف قريبة من الحدود الأردنية.
وأفاد ناشطون عن سقوط ثمانية قتلى وجرح العشرات في قصف النظام على مدن وبلدات الحراك وبصر الحرير وناحتة وكفر شمس، ومناطق أخرى من ريفي درعا الشرقي والغربي.
وقال الناشط الإعلامي محمد ابراهيم الموجود في بلدة بصر الحرير إن «قرى بأكملها نزحت»، مضيفاً «ترك الآلاف منازلهم في بلدات بصر الحرير والحراك والمليحة الشرقية والمسيكة المجاورة خوفاً من قصف النظام».
وفي السياق نفسه، قال نسيم أبو عرة قائد «قوات شباب السنة»، إحدى جماعات المعارضة، إنه «بعد الانتشار تبيّن نية النظام السيطرة على منطقة بصر الحرير واللجاة شرق درعا»، مشيراً إلى أنه جرى تصعيد القصف «نوعاً ما».
ووصف أبو بكر الحسن الناطق باسم «جيش الثورة»، وهي جماعة معارضة أخرى، القصف بأنه كثيف. وقال إن ثمة «تخوفاً لدى المدنيين من أن القصف العشوائي هو مقدمة لحملة يخطط النظام وميليشيات إيران لإطلاقها في الجنوب السوري».
وفي مقابل تصعيد النظام، أعلنت المعارضة تشكيل غرفة العمليات المركزية لتنظيم وقيادة العمليات القتالية والعسكرية في الجنوب السوري.
من جهته، أحصى مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة نزوح 2500 شخص من إحدى البلدات في ريف درعا الشرقي بين يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين جراء القصف.
وأبدت المنظمة، في تقرير أمس، قلقها «إزاء التقارير عن تصاعد العنف في محافظة درعا... ما يعرض المدنيين للخطر ويتسبب بنزوح مئات العائلات».
وتكتسب منطقة الجنوب السوري خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق.
وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على الغوطة الشرقية وأحياء في جنوب العاصمة، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية.
وترد الفصائل المعارضة على تصعيد القصف ضدها في الأيام الأخيرة باطلاق قذائف على مدينة السويداء، مركز المحافظة المجاورة والتي بقيت منذ اندلاع النزاع في 2011 بمنأى نسبياً عن المعارك والهجمات.
ويقتصر وجود الفصائل المعارضة في السويداء على أطرافها الغربية المحاذية لريف درعا الشرقي، الذي تستهدفه قوات النظام بالقصف منذ أيام.
وأفادت وكالة «سانا»، أمس، عن «سقوط ثلاث قذائف صاروخية في حي النهضة في مدينة السويداء أطلقتها التنظيمات الارهابية المنتشرة في عدد من قرى وبلدات الريف الشرقي لمحافظة درعا ما ادى الى ارتقاء شهيدين وجرح ثلاثة مواطنين».
والثلاثاء الماضي، تعرضت المدينة لسقوط قذائف مماثلة، للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.
من جهة أخرى، حققت قوات النظام تقدماً ضد تنظيم «داعش» في نقاط عدة في البادية السورية في وسط البلاد بعد أسابيع من هجمات متتالية للمتطرفين في هذه المنطقة الصحراوية.
وكان التنظيم ضاعف خلال الأسابيع الماضية هجماته في البادية السورية، ما أسفر عن مقتل العشرات من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وقال رامي عبد الرحمن: «تشن قوات النظام منذ أيام هجمات مضادة ضد مواقع المتطرفين في البادية السورية، وتحديداً المنطقة الواقعة شرق مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي».
وتمكنت قوات النظام أول من أمس، وفق قوله، من «التقدم بسيطرتها على منطقة حميمة» الواقعة عند الحدود الإدارية بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) وبمحاذاة الحدود مع العراق.
وأشار عبد الرحمن إلى أن «الطيران الروسي يدعم قوات النظام بشكل محدود في عملياتها في تلك المنطقة».
وبرغم تقدم قوات النظام، لا يزال «داعش» يسيطر على جيب واسع شرق مدينة تدمر كما يتوارى عناصره في نقاط متفرقة في تلك المنطقة الصحراوية الممتدة حتى جنوب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري تأكيده تقدم الجيش في البادية السورية.
وتُعد المناطق الصحراوية الأكثر مناسبة لـ«الدواعش» للتواري عن الأنظار وشن هجماتهم، بعدما باتوا يسيطرون على نحو ثلاثة في المئة من الأراضي السورية فقط.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي