No Script

حروف باسمة

تأملات في رحاب أصحاب الهمم

تصغير
تكبير

الهمة هي صفة طيبة تحقق لصاحبها آفاقاً مفعمة بالأمل، للوصول إلى غايات واثقة وصقل قدرات خلاقة لبلوغ مبتغيات تعمل على التنمية والازدهار.
أناس جدوا - وما زالوا - واجتهدوا وحققوا إنجازات كثيرة، مع ما يجابهونه من عقبات وعثرات، من أجل بلوغ الغاية وتحقيق الهدف.
والمتأمل في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام، يجد أنه يهدف إلى تعزيز حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة ورفاههم في جميع المجالات الاجتماعية والتنموية، والإذكاء الواعي بحال الأشخاص ذوي الاعاقة في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية... صفات جميلة إذا تحققت فإن أصحاب الاعاقة يكونون في وسط مشرق يعمل على ازدهارهم، ولكن المتأمل لأوضاعهم في عالمنا العربي يشعر بمزيد من الألم والحزن والأسى على الأعداد المتزايدة في هذا الصدد، نتيجة لويلات الحرب والدمار فهم يعدون بمئات الآلاف في سورية والعراق وليبيا، كما أنهم ناهزوا نصف المليون في اليمن، وهم يفتقدون الأجهزة التعويضية والكراسي المتحركة، ناهيك عن الأساليب الصحية والتنموية. نسأل الله الكريم أن يفرج عنهم.


أما عن أصحاب الإعاقة في هذه الديرة الطيبة فهم في أفق مشرق، ممتلئ بالخير تعمل المؤسسات الاجتماعية والثقافية والتربوية على تقديم الأساليب والطرق والمستلزمات الخاصة برعايتهم والنهوض بهم، والعمل على دمجهم في المجتمع.
فالتحية للجمعية الكويتية لحقوق الإنسان على مبادرتها الطيبة في الاحتفال بهذا اليوم، عن طريق نشاطها العملي بدعوة المعنيين وأصحاب اتخاذ القرارات والمسؤولين كافة، ليقوموا بتجربة حية تشعرهم بمعاناة ذوي الاعاقة في ممارسة حياتهم اليومية، وتعرفهم بحجم المصاعب التي قد تواجههم.
وتحية لجميع المخلصين في الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، على كل ما يبذلونه في سبيل تحقيق الرعاية المتكاملة لأصحاب الهمم، وأما الذين يعملون في الحقل التربوي في مدارس التربية الخاصة، فلهم أجمل التحية على جهدهم ومثابرتهم في إيجاد الطرق والبحث عن المستلزمات والتنقيب عن أطيب الحقائق في تحسين عملية التعليم والتعلم.
والتحية لجميع الذين عملوا في هذا المجال، وغادروه، فإن رأيهم لم يزل واضحاً وجهودهم خلاقة وإشاراتهم أكيدة وسبيلهم طيب.
تحية لهم جميعاً
ولو كانت المساحة متاحة لذكرت أسماءهم، فلهم آيات الشكر والعرفان وأذكر منهم الأستاذين الفاضلين: فهد زيد المزيد مدير مدرسة النور الأسبق. وفؤاد عيسى بوحمد مدير مدرسة تأهيل التربية الفكرية الأسبق. والتحية لجميع أصحاب الهمم، الذين يتحدون إعاقاتهم ويجدون الخطى من أجل المساهمة في بناء صرح أمهم الكويت.
همم أنتم يا همم
فاجتهدوا نحو القمم
الدهر مملوء قيم
فحققوه يا قمم

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي