No Script

وجع الحروف

الذروة الكويتية...!

تصغير
تكبير

الذروة في القاموس، تعني بلوغ الشيء أعلى مستوى له... فساعة الذروة بالنسبة للاستخدام مثلاً تعني للمرور الساعة التي يصل الطريق الحد الأعلى من المركبات التي تسير عليه ويصل إلى حد الاختناق المروري. وبالنسبة للكهرباء عندما يصل الاستهلاك إلى الحد الأعلى من القدرة المتاحة، وقس عليها كل شيء من حولك فكل له ذروة (الجمل? الجبل? الثروة).
الذروة الكويتية وصلت حدا غريبا لربما يضرب فيه المثل...
- ذروة سوء التعليم: وصلنا إلى مستويات متدنية في التعليم حسب المؤشرات العالمية الخاصة بجودة التعليم.


- ذروة سوء الخدمات الصحية: بلغت حداً غريبا?ً فعلى سبيل المثال يتقدم مريض للعلاج بالخارج ويرفض طلبه ويتقدم لمركز طبي آخر ويوافق عليه، وحتى على المستوى الإداري تبقى المناصب لأشهر طويلة تبحث عمن يشغلها.
- ذروة الفساد: أن تصل إلى مرحلة عالية من تطبيقات النصب والاحتيال، سواء على المال العام أو الخاص ولا تجد من يوقف زحفه... وإن انتبهنا له لا نجد آذانا صاغية، وإن فهم تشكل له لجنة مع إنه واضح جدا ولا يحتاج سوى إلى كشف الملفات وتطبيق القانون وأي قضية فساد لا يمكن محاسبة المتسببين فيها لقصور تشريعي أو خطأ في الإجراءات، فهناك سبل بسيطة يمكن اتباعها.
- ذروة العبث في النسيج الاجتماعي: نعلم أن كثيراً من الحسابات الوهمية قد جيرت لضرب بعض الفئات والأفراد. وعلى الرغم من سهولة التوصل إليها كثير منها ما زال يطرح سمومه ونتمنى أن تخرج لنا إدارة «تويتر» بقرار حذف الأسماء المستعارة في القريب العاجل... وأن نوقف حالة «الاستهبال» التي تروج للسفاهة.
- الذروة الكويتية: فيها من السلبيات التي لا تطاق وقد ذكرناها أعلاه بشكل موجز من منظور المواطن الكويتي والمقيم ووفق إسهامات أبناء الوطن المخلصين في هذا الشأن والذين يشار إليهم بوصف «الأخيار»!
الزبدة:
الذروة الكويتية الإيجابية شهدها عصر ولي الأمر حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه، فلا أحد ينكر أنه في عهده فتحت الأبواب للمشاريع ، وحتى المرأة العجوز يصلها الراتب، وإن كنا نتمنى أن يلغى شرط السن ليصرف لكل ربة منزل وهبت حياتها لتربية الأبناء. وعلى الصعيد الدولي فخير الكويت غطى الكثير من الدول، وساهمت الكويت في مشاريع تنموية لبلدان عدة، وزد عليها تميز الكويتيين في العمل الخيري.
والسؤال الذي تطرحه النخبة هو: متى نقضي على الذروة ذوات المفاهيم السلبية التي عرضنا نماذج عنها لتعود إلى أدنى المستويات ونشهد مرحلة يساق فيها كل متجاوز على المال العام أو نصاب/‏محتال عبث في النظم وتجاوز إداريا أو ماليا وخان الأمانة؟
صحيح ان «الأخيار» ضعفاء بحسب مواقعهم/‏مناصبهم أو قربهم من «مطبخ القرارات الإصلاحية» نلمس قوتهم في تركيبتهم الثقافية والأخلاقية، إلا إنهم لا يستطيعون إحداث التغيير المطلوب وليس أمامهم سوى التعبير عن رأيهم إزاء الانتهاكات التي يتابعون أحداثها، سواء عبر مقالات تكتب أو لقاءات تتم أو ندوات تقام أو ملتقيات/‏منتديات أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أُدعوا معنا، فدعاء الصالحين ممن تميزوا بذروة الشرف قياديا? إداريا? اجتماعيا وثقافيا مطلوب كي ننام ونفيق على قرارات تقضي على كل صور الذروة التي بلغت أوجه الفساد فيها حدوداً غير مقبولة على الإطلاق... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي