No Script

بلا حدود

الذات الأميرية ومسند الإمارة

تصغير
تكبير

سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت - حفظه الله ورعاه وسدد خطاه وأطال الله في عمره ومدّه بالصحة والعافية - ولد لأسرة حاكمة، حكمت الكويت منذ 1650 وما زالت، يسبق أسماء رجالها لقب (شيخ)، ويسبق أسماء نسائها لقب (شيخة)، إذاً هو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
عندما تقلد منصباً وزارياً، اكتسى لقباً إضافياً هو (معالي)، ولقب (معالي) لا يقتصر على الشيوخ فقط، بل هو لقب وزاري لكل من تقلد منصباً وزارياً من الشعب، والألقاب موجودة منذ العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام إلى يومنا هذا، ففي عصر صدر الإسلام هناك (الصديق، و الفاروق، وذوالنورين، وذوالفقار، وأمين الأمة، وأسد الله، وسيف الله المسلول... وهكذا).
وبعد أن أصبح معالي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ارتقى من وزير إلى رئيس مجلس الوزراء رئيس الحكومة الكويتية، وهنا استبدل لقب (معالي) بلقب (سمو)؛ فأصبح سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.


وبعد وفاة المغفور له بإذن الله تعالى أمير القلوب حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح - رحمه الله - وتعذر على القائد الوالد سعد الأمان حضرة صاحب السمو الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، تولي مهام الحكم في الكويت بسبب مرضه، تقلد سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مقاليد الحكم في الكويت؛ فأصبح حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وهنا دخل الذات الأميرية واتكأ على مسند الإمارة، وعجباً ممن يتحسسون من لقب ذات ويربطونها بالله عز وجل، وهذا خطأ فادح؛ فالذات هي ذات كل إنسان، والإنسان يقول «ذاتي» ويعني بها كينونته وهويته وخصوصيته؛ وفي السودان يقولون عن الشخص - وهو قول شائع جداً في ثنايا حديثهم اليومي-:(هو ذاته) و(أنا ذاتي).
فالذات الأميرية هي ذات كل كويتي مواطن غيور على الكويت وعلى أرضها وحكامها وشعبها، والذات الأميرية هي إنسانية وكرامة كل كويتي، والذات الأميرية هي حرية وأنفة وشموخ كل كويتي.
ومسند الإمارة هو المجتمع الكويتي نسيجه وأطيافه، وعاداته وتقاليده، وأصالته وعراقته، وماضيه وحاضره ومستقبله، مبادئه وقيمه التي استقاها من هذه الأرض الطيبة.
وهنا يأتي الاعتراض والغضب والرفض من مواطن كويتي بسيط، على كل من يتطاول على الذات الأميرية لأنه بذلك قد تطاول على ذات الكويتي والكويتية، وعلى كل من يمس مسند الإمارة بالسوء، لأنه بذلك قد مس وأهان المجتمع الكويتي بأطيافه ونسيجه.
وبما أن الأمر متعلق بالكويت أولاً وأخيراً التي نستنشــــقها في كــــل لــــحظة حــــُـق علــــيّ وأنـــا المواطن البسيط أن أقول: ســـــيدي حضــــرة صــــاحب السـمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه - وأعــــاده إلــــى أرض الــــوطن ســــالماً غانـــــماً بـــــإذن الله تعالى.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي