No Script

خواطر صعلوك

ماذا تريد نور... وروان؟

تصغير
تكبير

تلاحظ نظرية الدور الاجتماعي أن الأدوار التي يلعبها الأفراد تولد مطالب محددة، يتعين على الأفراد احتوائها وتلبيتها في سلوكيات وسمات محددة، فالمرأة المتزوجة - والأم بالتحديد - دورها في الرعاية الطويلة المدى للطفل عبر حمل المواليد وتغذيتهم ورعايتهم وحمايتهم، يتطلب السمات والسلوكيات المتعلقة بالتنشئة والتربية، وكل ذلك يولد توقعات مجتمعية نمطية ثابتة حول دور المرأة.
والتوقعات الاجتماعية هي الكيفية التي يتعين على الناس أن يتصرفوا بها، وفق منظومة تشكل التعزيز عبر المكافأة على إصابة التوقع، أو العقاب على عدم الانصياع.
ولذلك إذا نجحنا في تغيير الدور الاجتماعي فستتغير التوقعات، وقد نصل إلى المساواة بين الجنسين بما يرضي منظمات حقوق الإنسان علينا.
ولكن قد يصل التبديل في الأدوار إلى مستويات عالية في مشاركة عدد كبير جداً من النساء في القوى العاملة للدولة، ومشاركتهن في الإعالة الأسرية ومصاريف البيت، ولكن التغير في التوقعات يحتاج إلى مدة أطول من أجل إعادة مضمونه وصياغته وأحياناً قد لا يتغير التوقع إطلاقاً كونه إلزامياً لا مجال للتغير فيه، فهناك فتاة في الماضي كانت تعرّف عن نفسها باعتبارها ماهرة في الطبخ وأعمال المنزل والخياطة ورعاية إخوتها، وهنا اليوم فتاة تعرف عن نفسها كونها رائدة أعمال أو صاحبة ماجستير أو مبرمجة لحركة الأعشاب الخضراء، التي تظهر في خلفيات الغابات الاستوائية في الرسوم المتحركة، ورغم ذلك فتوقعات المجتمع من المرأة ما زالت في غالبيتها مع الفتاة التي في الماضي، ففي النهاية لا يكترث الكثيرون عندما يقول أحدهم إن هناك زوجة ترتدي حذاء مصنوعاً من الشمع، أو أن هناك شابة عاطلة عن العمل وتبحث عن فرصة وظيفية، ولكنهم يثورون غضباً ويستنكرون تصرف امرأة أو شابة غير مهتمة بتربية أبنائها، أو فاقدة كلياً لمهارات مهام الأمومة والدور المنزلي.
ويجد المجتمع النسوي - والذكوري أيضا - نفسه في حالة ارتباك وهو يقارن بين توقعاته النمطية التي تتطلب من الفتاة أن تميل إلى اكتشاف ذاتها، في ضوء ما تقوم به من مهام رعاية التربية والتنشئة والأمومة، وبين واقع اليوم الذي يتطلب من الفتاة أن تميل إلى اكتشاف ذاتها في ضوء مهارات وكفايات واحتياجات سوق العمل، بتشجيع من أهلها ومدرستها وإعلامها ورؤية دولتها.
وقد كشفت مصادر حكومية لـ«الراي» عن وجود توجه لدراسة منح الكويتية المتزوجة راتباً كاملاً وهي في منزلها، شريطة التزامها بشروط.
وأوضحت المصادر أن الاقتراح يسمح للكويتية المتزوجة بالاختيار بين منحها راتباً كاملاً يوازي راتبها الذي تتقاضاه وبين مواصلة دوامها، وبالتالي تترك الحرية لها لتقرير اختيارها.
ومن أبرز الشروط المفترض توافرها لكي تستحق المتزوجة راتباً من دون دوام، وفقاً للمصادر، أنه «لا يحق لها العمل في القطاع الخاص أو إنشاء شركة أو مؤسسة خاصة، ويُمنع عليها تخصيص سائق، على أن يحق لها الاستعانة بخادمة واحدة فقط لمساعدتها في عمل البيت».
وذكرت المصادر أن «هذا التوجه من شأنه أن يسهم في تقوية أواصر الأسرة وتقليل حالات الطلاق التي تزايدت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، إضافة إلى تقليل الحاجة للعمالة المنزلية، وتأمين الظروف الملائمة لتفرغ المرأة التي لديها أولاد لشؤون أسرتها والحرص على تنشئتهم بصورة سليمة».

ملخص مفيد:
هذه الربكة واختلال التوازن ليسا موجودين فقط في الدور الاجتماعي، ولكنهما أيضا على المستوى الاقتصادي بين تصورات دولة الرعاية وتوقعات دولة اقتصاد المعرفة.

@moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي