مهلاً أيها الإنسان

مهلاً أيها الانسان الذي يدّعي القوه أنت نعم أنت، أضعف خلق الله قوةً، انت يامن تجد قوتك على الضعيف وتظلم الفقير البائس وتستحقر بعض الناس وتسلب حقوقهم وتفرض سيطرتك عليهم فاعلم أنه لو ساندك جيش ٌ جرار ولوملكت المدن والصحارى والقفار ولو صفق لك العالم ورفعوك أيضاً انت ضعيف للغاية، فكلما زاد جبروتك وتمتعت بنشوة النصر والكبرياء والتعالي والتسلط المجنون والقتل بدون سبب وتشريد الابرياء من أوطانهم والتفريق بين الاسر وتشرد الاطفال وترمل النساء ومهما بدت قوة الظلم والبطش لديك فأنت ايضا ً ضعيف مسكين لاحول لك ولا قوه... أُشير إليك بالبنان والتحدي وأُؤكد لك بأنك ضعيف ضعيف..أتدري ما هو ضعفك أيها الضعيف؟ سبحااان الله هو عندما تمرض ولو مرضاً بسيطاً وتحتوي الحمى جسدك وتئنّ وجعاً من الحمى والألم هنا حالك يصبح بأرذل حال.
وهنا ستقول آه نعم آه حرفان فقط يحددان ضعفك أيها التعيس، نعم آه ٍالتي تنفجر من أحشائك هذه الكلمه هي الاعتراف منك طوعاً بأنك ضعيف لأنك هنا بوضع المهزوم الذي لا يقوى على شيء ولا حتى بتناول جرعة ماء لتطفئ ظمأه وقوة حميمه هنا سقطت قوتك يوم تكون طريح الفراش لاتقوى على شئ سوى الآه وهذه علامة الضعف التي ربما اختلط معها كلمات تذكر فيها وتلجأ لمن خلقك وتناشده عز وجل بالتلطف بحالك هذا إن حدث وتذكرت لأنك دائما لاهٍ عن ذكره لأن الظلم والطغيان والسيطره وأكل حقوق الفقراء اعمت عينيك فليس لديك وقت لذكر الله عز وجل الا بعد ان مرضت والآن أيها الضعيف وانت تئن ومن قوة جزعك وآلامك.
ربما وأقول ربما تتذكر المنجِّي من المهالك سبحانه وتستغفر ولكن هيهات لتلك النوعيات من البشر ان ترتدع لربما أخذتهم العزة بالاثم بعد التعافي... فاعلم أيها القوي الضعيف متى ما لجأت لكلمة آهٍ هذه وأطلقتها بوقت ضعفك وآلامك هنا تسقط رايتك وتظهر على حقيقتك بأنك رمزٌ للضعف أيها الانسان لأنك بالطبع خلقك الله إنساناً وهذه طبيعة البشر.
فعد الى رشدك واتق الله بمَنْ هم تحت إمرتك ومن هم يعملون لديك ومن هم يصفقون لك تزلفاً مغلفاً بالحقد ومن يجاملونك خوفاً من جبروتك... تواضع أيها القوي الضعيف وتذكر انه: إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس: فتذكر قدرة الله عليك... واجعل نفسك بكل اريحية وطيبة نفس بمستواهم واحتويهم بالخلق الطيب والابتسام بوجوههم المرهقة والسؤال عن احوالهم وسد عجزهم واحتياجاتهم وتواضع لهم فهم بشر مثلك واخوانك في الله وجد عليهم بما تجود به نفسك.
هنا يُخلق التقدير والمحبه الحقيقيه في قلوبهم ووجدانهم بدون مجامله وهنا تجد المحبة الصادقة منهم إليك وهنا تجد نفسك في قمة الزهو والراحه النفسيه وراحة الضمير. هنا تحس بالامان الحقيقي ولو كنت نائما بينهم لأنك ملكت قلوبهم معنوياً بالتواضع والمعايشة السلمية بينك وبينهم وهنا تنقلب الموازين وتصبح (الضعيف القوي بدلا من القوي الضعيف).
فعلا لأن ما بداخلك تحول الى واقع الانسان السوي وتتكون لديك القوة المنشودة لعمل الخير بفضل الله ورجوعك اليه والاستغفار وبفضل محبة الضعفاء اللذين رفعوك جرب لن تخسر شيئاً واحمد الله وتوكل عليه. وأتساءل ألم تقتنع بما قسمه الله لك من رزق ؟ ولماذا تحبون ان تستحوذوا على مال العالم بأسره ؟ ولن يشبعكم والى متى وعندما تموتون وهذه نهاية مؤكدة لن تأخذوا معكم شيئا من جميع مااقترفتم به ذنوباً وجرائم من أجل أن تجمعوه تأكدوا المال باقٍ وانتم سترحلون وسيأتي بعدكم من سيكون من نصيبه... إنه والله حلم اتمنى تحقيقه وأفكار تراودني كلما اختليت بنفسي لأنها تؤرقني وتتلاطم أمواجها المزعجة في نفسي وتفكيري لكثرة ما افكر بالمظلومين كافة على اختلاف الاوجه فدموع الاطفال والامهات الثكالى والبيوت المهدمة والشوارع التي اختفت عناوينها ومناظر من يجوبون الشوارع بجثامين الشهداء الطاهرة... الله أكبر... واعود لحلمي وأتمنى تحقيقه بصحوة كل متجبر وكل متغطرس وكل حاكم ظالم آذى شعبه وما أكثرهم وكل غني متكبرلايساعد المحتاجين وهائم بملكوت الله بمتعته واحلامه وملذاته الشخصية.
وان يصحو ضمير كل مسؤول أُئتمن على مصالح الشعب وخان الامانة التي أسديت له وعلى كل من حاد عن ميزان العدالة مقابل رشوة والمرتشين، وعلى كل لصوص المال العام والعقار والمناقصات وعلى كل من باع ضميره بحفنة من المال، وعلى كل الارهابيين لا بارك الله فيهم جميعا ًوفوق هذا، وذاك مازلت اتمنى مجرد أمنية صحوة هؤلاء وادعو لتهدأ العاصفة الهوجاء التي تلف العالم بغبار السموم الملوثة الصادرة من هؤلاء والتي تشعرنا بالاختناق والضيق، مما يجري حولنا وأمام أعيننا فلا سبيل لنا جميعا ً إلا اللجوء الى من خلقنا جميعاً وهو الرحمن الرحيم مالك الملك كله ان يشمل هذا العالم الذي يعج بالمساوئ أكثر من المحاسن بسلامٍ وهدوء وعدل ٍ وراحة بال هو حلم اتمنى تحقيقه ولذلك الله ادعو والله المستجيب سبحانه والحمد لله.