No Script

المعادلة الجديدة على مسرح عمليات المنطقة: هجمات ضدّ حلفاء أميركا لا ضدّ... قواتها

No Image
تصغير
تكبير

تفرض تطورات المنطقة «مدرسة جديدة» في المواجهة بعدما أصبح الشرق الأوسط مسْرحاً للعمليات العسكرية ومنصة للحروب الإقليمية والدولية... فبعد حروب أفغانستان العام 2001 والعراق العام 2003 ولبنان العام 2006، والحرب في سورية منذ 2011، أصبحت إيران اليوم تحت المجهر. ولكن أسلوب المواجهة الذي نشهده يعتمد على الطريقة الغربية... ضرب الحلفاء وعدم ترْك بصمات.
نشرت صحف غربية أن أميركا تستعدّ لإرسال 120000 جندي إلى الشرق الأوسط بحسب معلومات استخباراتية «محدّدة وذات صدقية» بعدما كانت وصلت معلومات أن حلفاء إيران في اليمن ولبنان وسورية والعراق يستعدّون لضرب القواعد الأميركية.
إلا أن إيران لم تخُض حرباً بعد العام 1988 (الحرب العراقية - الإيرانية) ولكنها شاركت من خلال حلفائها في حروب كثيرة، ومع قوات إيرانية محدودة جداً في الحرب الأخيرة في سورية.


ورغم التهديد الآتي من أميركا اليوم، إلا أن إيران ما زالت تقاتل في شكل غير مباشر. فيشهد الشرق الأوسط نمطاً جديداً من المعارك الأمنية وليس العسكرية، بأهداف محددة ذات غاية واحدة وعلى أكثر من جبهة لتصل الرسالة واضحة.
فيوم الأحد الماضي وَقَعَ انفجار في 4 ناقلات نفط ضخمة عند الساعة الرابعة فجراً (وقت الإمساك) ليتعرّض ثاني أكبر مرفأ تموين في العالم لعمليات تخريب في الفجيرة (الإمارات العربية المتحدة). واللافت أن العملية وقعت ضمن المياه الإقليمية التي تخضع لقانون البحار UNCLOS تحت المادة 33.1 بدل أن يتم توجيهها خارج الحدود وفي المياه الإقليمية الخاضعة للمواد 34 و 35 و38 والتي تسمح بإدانة الأمم المتحدة ودول العالم التعرض لحرية الملاحة البحرية. وقد صدر البلاغ عن وزارة الخارجية الإماراتية بدل إدارة المرافئ أو وزارة الداخلية لأهمية العملية وانعكاساتها الدولية.
ويوم الثلاثاء من هذا الأسبوع شنّ الحوثيون اليمنيون هجوماً بطائراتٍ مسيرة من دون طيار من طراز UAV-X ضد أهداف في المملكة العربية السعودية وضربت منشآت لشركة أرامكو، بحسب ما صرح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح. وقد وقع الهجوم على بُعد 1400 كيلومتر في عمق الأراضي السعودية، والهدف من جديد هو تصدير النفط. وضُربت الخطوط التي تنقل النفط الخام من الحقول الشرقية إلى ميناء ينبع الذي يقع شمال باب المندب وهو ما أدى إلى ارتفاع سعر العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.38 في المئة ليُتداول على سعر 71.20 دولار للبرميل الواحد.
وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز» ان «مسؤولي الاستخبارات والجيش في أوروبا وأميركا يعتبرون أن غالبية التحركات العدوانية أتت حتى اليوم من واشنطن تجاه إيران»، ولكن من دون أن يكون هناك أي تحرك فعلي على الأرض من القوات الأميركية.
وفي السياق عينه إن الهجمات التي حصلت أخيراً كانت أمنية بامتياز ومَن قام بها مجهول الهوية حتى اليوم. ومن دون شك، فإن حلفاء إيران سيقفون معها من الناحية الايديولوجية والشراكة لأن وجودهم هو أيضاً على المحك، وتالياً فنحن أمام معادلة جديدة تقوم على أن الردّ على التهديدات الأميركية ليس موجَّهاً ضد القوات الأميركية بل ضد حلفائها ليُمنع ترامب من الذريعة لمهاجمة إيران. وهذه الضربات يمكن أن تستمرّ ضد حلفاء واشنطن وتؤثّر على سعر النفط، ليبقى الصراع الاستخباراتي قائماً و«تطيير» الرسائل إلى مَن يهمّه الأمر وعلى قدم وساق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي