No Script

ماذا يَحْدُثُ في الطريق إلى تشكيل الحكومة العراقية؟ (1 - 2)

ماكغورك في رسالةٍ إلى سليماني: لا نريد طعْن إيران في الظهر

No Image
تصغير
تكبير

... محادثاتٌ سريّة بين الأمم المتحدة و«حزب الله»، تهديداتٌ من المؤسسة الأميركية ضدّ القادة العراقيّين و«حزب الله» في العراق، وتَبادُل رسائل بين الجنرال الإيراني قاسم سليماني وممثل الولايات المتحدة، وشدُّ الحبل مستمر...
كل هذا وأكثر حَصَلَ - وفق مصادر قريبة من سليماني - خلال الأشهر الأربعة الأخيرة بين إيران وأميركا في بلاد ما بين النهرين وكذلك بين «حزب الله» وأميركا وبين الزعماء العراقيّين والمسؤولين الأميركيّين لمجابهة التحدّيات المرتبطة بتشكيل الحكومة. إلا أن الأهمّ من ذلك تَمَحْوَرَ حول السؤال المركزي: هل سيلتزم العراق بالعقوبات الأميركية الأحادية على إيران، كما وعَدَ بذلك رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي والذي ادّى الى سقوطه المدوّي؟
يُعْتَبَر العراق مصدراً مهمّاً للدخل والاقتصاد الإيراني، ويشكّل ضرورة من ناحية العملات الأجنبية وخصوصاً عندما تدخل إيران في مرحلة العقوبات الأميركية الشاملة الشّهر المقبل. وقد عمد الرئيس دونالد ترامب إلى إلغاء الاتفاق النّووي وفرض عقوبات على إيران. إلا ان هذا القرار الأحادي أخفّ وطأة بكثير من العقوبات في الأعوام الـ 30 الماضية التي كانت تفرضها الأمم المتحدة. وفيما رفضت دول عدّة، أوروبية وآسيوية هذه العقوبات، أمل ترامب أن ينهار النظام الإيراني بسببها، واقتنع بذلك ونقل مسؤولوه هذه النظريّة الساذجة الى القادة العراقيّين الذين اقتنع بعضهم بأن الهيمنة الأميركية ستنمو وأن إيران ستنهزم.
وللوقوف في وجه المشروع الأميركي في العراق، تَعاوَنَ سليماني مع الأمين العام لـ «حزب الله» السيّد حسن نصرالله عبر موفده الى العراق الشّيخ محمد كوثراني. وهذه ليست المرة الأولى يحصل فيها مثل هذا التعاون ويشارك الاثنان في مساعدة العراقيّين على تقريب وجهات النّظر لتشكيل حكومة لا تتبع لأميركا.
وغالباً ما يجد العراقيون صعوبة في التواصل مع القادة الإيرانيّين، إلا انهم يشعرون براحة أكثر مع «حزب الله» حتى ولو كان نفوذ إيران أكثر أهمية. إنها مسألة ثقافة وأسلوب في العمل وطريقة في التواصل والتخاطب.
وفي العراق، كما في لبنان، هناك اختلافات بين الفصائل والكتل تؤدّي إلى إعاقة حلّ توافقي وتمنع تشكيل حكومة من دون وسطاء. وتلعب القوى الإقليمية والدوليّة أدواراً أساسيّة في كلا البلدين ما يحدّ من السيادة المحليّة المطلقة.
وقد نجحت المؤسّسة الأميركية في التأثير على أشخاص بارزين في القيادة العراقيّة، وعلى رأس هؤلاء السيد عمار عبدالعزيز الحكيم والعبادي، الذي أحاط نفسه بأشخاص داخل مكتبه يستمعون إلى التّعليمات الأميركيّة وإملاءاتها لأنهم اقتنعوا بزوال النّظام الإيراني واختلطت تمنيّاتهم بالوقائع. وهؤلاء لم يأخذوا العِبر من الحرب السّورية حيث اعتقد العالم ان الرّئيس بشار الأسد سينتهي خلال 3 أشهر أو 6 أشهر أو سنة على الأكثر. ولا يزال الأسد في السّلطة وفشل المدافعون عن الحرب وتغيير الأنظمة في الوصول الى هدفهم بعد سبع سنوات من الحرب على سورية.
ودافَعَ هؤلاء عن نظريتهم ودفعوا بالعبادي الى الالتزام بالعقوبات الأحاديّة على إيران لاقتناعٍ بأن هكذا موقف سيعزز فرصه بالوصول الى ولاية ثانية لحكم العراق. وقبِل العبادي بالنّصيحة ووقع في الخطأ الذي كان المسمار الأول في نعشه السّياسي. وقد بذل المبعوث الأميركي بريت ماكغورك كل جهده لفرض العبادي ولكن الاثنين - العبادي وماكغورك- مُنِيا بالفشل، فانتقل المبعوث الأميركي الى «الخطة باء».
وقالت مصادر صنّاع القرار في بغداد، إن ماكغورك حذّر العراقيّين من استقبال والتحدّث الى ممثّل «حزب الله» واعتبره ارهابيّاً وعلى لائحة الإرهاب الأميركية (كوثراني). وطلب فالح الفيّاض، رئيس الأمن القومي وقائد الحشد الشعبي، لقاء السفير ماكغورك ليبلغه ان «القائمة الأميركية للإرهاب تعني أميركا ولا تعني العراق ولا تنطبق على مواطن يحمل الجنسية العراقية (يحمل كوثراني الجنسيتين اللبنانية والعراقية)».
وتَراجع المبعوث الأميركي - حسب المصادر - عن تهديداته وقال إنه لا يتصرّف ضد أي شخص محدد وإنه لا يحاول طعن إيران بالظهر وانه يرغب في توجيه رسالة الى سليماني بأن الولايات المتّحدة لا تنوي لَي ذراع إيران في العراق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي