No Script

نسمات

مساكين أبناؤنا!

تصغير
تكبير

161 ألف طالب وطالبة في مرحلة الابتدائي سيتم تسريحهم وإرسالهم إلى بيوتهم خلال الأسبوع المقبل، بينما ستبدأ امتحانات الصف الخامس الابتدائي من 7/‏5 إلى 14/‏5!
هذه الاخبار سارة ومفرحة للطلبة، فقد قضوا سنة كاملة في الدراسة، أو هذا ما هو مفترض، لكن من يتأمل حقيقة الأمور يجد أن تلك السنة ما هي إلا مجموعة كبيرة من العطل والتوقف عن الدراسة، وبينها عشرات حفلات التفوق والمناسبات السعيدة، وأن الطلاب لا يزيد عدد الايام التي يداومون فيها على 180 يوماً سنوياً!
أعربت جمعية المعلمين الكويتية عن استيائها من الآلية، التي تم من خلالها تعديل مواعيد اختبارات الفصل الدراسي الأول لهذا العام، معتبرة أنها تمت من دون وجود أي مبررات مقنعة، ومن دون الأخذ برأي أهل الميدان، علما بأن عطلة الربيع قد امتدت إلى شهر كامل!


والسؤال الذي يجب أن نتفكر فيه بصراحة هو: وماذا عن 156 يوماً من السنة يقضي فيها أبناؤنا أوقاتهم في البيوت؟!
وهل هناك وسيلة لاستغلال أوقاتهم وتعليمهم؟
بالطبع فإن وزارة التربية تتحجج أن تعطل طلبة الابتدائي سببه حاجتها الماسة لاستغلال المباني المدرسية، من أجل تنظيم امتحانات الطلبة، وانشغال المدرسين بالمراقبة والتصحيح!
ولكن هل هذا عذر كاف لتهميش طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية، لا سيما مع عدم وجود البدائل الكافية لاستغلال أوقاتهم وتزويدهم بالمعرفة والترفيه المطلوب؟!
المشكلة هي أن ذلك النقص في استغلال أوقات الطلبة وكثرة الإجازات، يقابلها تساهل كبير في رصد الدرجات إلى درجة أن كثيراً من الطلبة يحصلون على درجات عالية، تصل إلى التسعين في المئة وأكثر، بينما نعلم أن مناهجنا تقوم على الحفظ والتلقين، ولك أن تقارن بين تلك الدرجات التي تقدمها المدارس اليوم، مقارنة مع التعليم في الستينات والسبعينات رغم طول اليوم الدراسي سابقاً وصعوبة المناهج!
إذاً فلا شك أن المنظومة التعليمية اليوم تعاني خللاً كبيراً، تكشفه المقارنات مع الدول الاخرى، وأن أبناءنا ينحدرون في المستويات الدراسية، ولا أحد منا يريد الاعتراف بذلك الخلل!
لقد عملت في سلك التعليم العالي 42 سنة، وشاهدت ذلك التدهور، كما شاهده جميع زملائي ولا نقول إلا: لا حول ولا قوة إلا بالله!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي