No Script

حوار / «كنت متخوفاً كونها التجربة الأولى لإخراج عمل درامي»

عبدالعزيز الجناحي لـ «الراي»: «عزيزة»... صفحة توثيقية وطنية جديدة في تاريخ الكويت

تصغير
تكبير
  •  استشرت العديد من الأساتذة والزملاء لاتخاذ هذه الخطوة وكيفية حل بعض العوائق   
  • أجريت اتصالات مع الأبطال الحقيقيين الذين عاشوا تجربة حديقة الحيوان   
  • اضطررنا للتعامل  مع حيوانات حقيقية في غالبية المشاهد

اختار المخرج عبدالعزيز الجناحي، أن تكون تجربته الأولى في إخراج عمل درامي عن طريق فيلم «عزيزة» الذي وثق قصة حقيقية حصلت لشابين كويتيين أثناء الغزو البعثي الغاشم على دولة الكويت.
الجناحي، ورغم سعادته بأنه ومن معه نجحوا في إضافة صفحة توثيقية وطنية جديدة في تاريخ الكويت، اعتبر في حوار مع «الراي» أن هذه التجربة خطوة جريئة ومسؤولية كبير، ما جعله يشعر في بداية الأمر بالخوف من خوضها لأسباب كثيرة، منها عامل الوقت القصير لتصوير الفيلم، والساعات المحددة لفريق العمل لتصوير المشاهد بسبب الحظر المفروض جراء انتشار فيروس كورونا.
وتحدث خلال اللقاء عن أمور أخرى لم تقف عائقاً أمام قبوله التحدي، بل نفذ الفيلم وانتهى منه وعرض في 2 أغسطس على شاشة تلفزيون الكويت في الذكرى الـ30 للغزو الغاشم.

• لماذا اخترت أن تكون بدايتك الإخراجية في الفيلم الوثائقي «عزيزة» وليس من خلال مسلسل أو حتى فيلم طويل؟
- كانت لي تجارب في كتابة عدد من الأعمال الوثائقية والأفلام القصيرة إضافة إلى إخراج مشروع كاميرات البث المباشر (الكويت الآن) الذي يعتبر أول فاصل تلفزيوني مباشر في تلفزيون الكويت. أما فيلم «عزيزة»، فكانت بداية هذا العمل مع الأستاذ عبدالعزيز الحداد الذي اقترح تنفيذه كعرض مونودراما، وبعد قراءتي للقصة وسيناريو الأستاذ الحداد، رأيت في «عزيزة» فيلماً توثيقياً ناجحاً، وهو الأمر الذي أيده ودعمه الكاتب الحداد، فبدأنا العمل على قدم وساق لترجمته إلى فيلم.
• ألا تلاحظ أن انطلاقتك في عالم الإخراج من بوابة «عزيزة» الذي يحكي عن قصة حقيقية وقعت أثناء الغزو العراقي الغاشم تعتبر خطوة جريئة؟
- أن تكون مخرجاً، فذلك يعني مسؤولية كبيرة قبل وبعد عرض الفيلم. لذلك، لم أتخذ هذه الخطوة الجريئة إلا بعد تجربة إعلامية ككاتب صحافي ومحرر ومعد وكاتب برامج وأفلام قصيرة لـ13عاماً، إضافة إلى الاجتهاد المستمر على مدار سنوات في التعليم الذاتي من خلال البحث والقراءة والدراسة وحضور الدورات المختلفة في المونتاج والسينماتوغرافي والإخراج. وأعتقد أن الكتابة والإخراج يلتقيان في نقطة ما، مفادها قدرتك على جعل الجمهور يرى أفكارك وخيالك كما تريد أنت.
• ألم تكن متردداً أوخائفاً من خوض هذه التجربة؟
- للأمانة نعم، كنت متخوفاً كونها التجربة الأولى لإخراج عمل درامي، إضافة إلى عامل الوقت القصير المتاح للتصوير. فالموافقة على إنتاج العمل كانت في نهاية يونيو، ولم يبق أمامنا إلا شهر، ناهيك عن كوني المشرف على العمل أمام الجهات المختلفة، إضافة إلى درجة الحرارة العالية والرطوبة الشديدة والمرهقة والاحتياطات الصحية التي تم اتخاذها في مواقع التصوير، وساعات الحظر جراء انتشار فيروس كورونا المسبب لـ«كوفيد - 19»، التي ألزمتنا بساعات تصوير محددة. كل ذلك في جانب، والنجم عبدالله الطراروة في جانب آخر. فقد كنت حريصاً على أن يشارك الفنان الطراروة في بطولة الفيلم، واضطررت إلى تأجيل التصوير عشرة أيام بعد أن علمت أن الطراروة عاجز عن العودة إلى الكويت بسبب تأخر فتح حركة الطيران، إضافة إلى بقائه في الحجر الصحي في الكويت أسبوعين بعد عودته من الإمارات.
• هل أخذت بآراء مخرجين سبقوك ولهم خبرة طويلة في هذا المجال؟
- استشرت العديد من الأساتذة والزملاء، كل في مجاله، لاتخاذ هذه الخطوة وكيفية حل بعض العوائق، إضافة إلى أن فريق العمل الذي اخترته كان لديه خبرة طويلة في المجال الدرامي، الأمر الذي ذلل لنا الكثير من الصعوبات، وعلى رأسهم الزملاء مدير التصوير محمود الحوساني والمخرج المنفذ أحمد قريشي والمخرج المساعد عبدالله الرفاعي.
• كيف وجدت الآراء بعد أن تم عرض الفيلم في الذكرى الـ30 للغزو الغاشم على دولة الكويت؟
- كان التفاعل غير مسبوق وكبيراً جداً، ولمسناه في «السوشيال ميديا»، وتحديداً في «تويتر»، الذي تصدر فيه الترند والمواضيع الأكثر تداولاً في الكويت منذ الدقائق الأولى لعرض الفيلم. كما أشار إلى هذه النقطة الإخوة الفنانون، عن أن العمل لقي صدى كبيراً يختلف حتى عن صدى المسلسلات الرمضانية، ولمسنا إشادة بفكرة العمل الجديدة والمستوى الفني المختلف وإبداع الفنانين الطراروة والمجيبل والبلوشي.
• نود أن تخبر قرّاء «الراي» عن التحضيرات التي سبقت تجهيز الفيلم، كيف كانت وكم أخذت من الوقت حتى بدأت التصوير؟
- لم يكن الوقت المتاح طويلاً... تم اختيار الفنانين وطاقم العمل كاملاً في نهاية يونيو، وبدأت جلسات العمل معهم، وتم وضع اللمسات الأخيرة على السيناريو بشكل نهائي مع الكاتب عبدالعزيز الحداد، وتحديداً بعد اتصالات عدة أجريت مع الأشخاص الحقيقيين الذين عاشوا قصة حديقة الحيوان. كذلك، معاينة الديكورات والملابس والسيارات كانت مهمة لتحاكي العام 1990، كما تم اختيار مواقع التصوير والبدء بتهيئتها لتمر في أزمنة درامية مختلفة.
• اختيارك لمواقع التصوير، هل كان بناء على ما كتب في النص، أم أنك أضفت مواقع من رؤية إخراجية وجدت أنها تخدم العمل؟
- غالبية الأحداث وقعت في حديقة الحيوان، لكننا أضفنا مواقع تصوير تساعد في خلق مشاهد تحاكي العام 1990 وشوارع تتناسب مع مراكز سيطرة الجيش الغاشم. وأكثر ما ساعدنا، أن بعض أقفاص وأسوار حديقة الحيوان القديمة ساهمت في إثراء صورة الفيلم، ووفقنا كذلك في اكتشاف مواقع نائية لم يتم التصوير فيها من قبل وكانت مناسبة لبعض المشاهد.
• هل استخدمت تقنيات وأدوات سينمائية في التصوير حتى يظهر العمل بشكل غير تقليدي؟
- كنا بحاجة إلى تنفيذ بعض التقنيات لإبراز العلاقة بين البطل عبدالله الطراروة والفيلة «عزيزة»، خصوصاً أن الفيلة غير مدربة ولا يمكن لأحد غير حارسها الاقتراب منها بشكل دائم، إضافة إلى حاجتنا إلى تعزيز بعض المشاهد بالحيوانات المختلفة سواء الحية أو النافقة (الجيف)، لكن كانت هناك عوائق إدارية ومالية للاستعانة بمثل هؤلاء الفنيين المحترفين، ما اضطرنا إلى التعامل مع حيوانات حقيقية في غالبية المشاهد، إضافة إلى استخدام أساليب تصوير مختلفة رفعت من مستوى العمل.
• فيلم «عزيزة» كما شاهدناه هو من بطولة فنانين شباب نجوم في الوسط الفني، فما هي الأسس التي اعتمدتموها في اختياركم لهؤلاء النجوم؟
- العمل قائم على بطولة ثلاث شخصيات رئيسية، وهما الأخوان علي وسليمان وقام بدوريهما كل من الفنانين عبدالله الطراروة ومشاري المجيبل، والضابط العراقي ناظم، وقام بدوره الفنان أسامة البلوشي. بالنسبة إلى البلوشي، فسبق وأن تعاملت معه بتجربة درامية سابقة من كتابتي وهو فيلم قصير لقصة حقيقية «صلاح هذا بيته»، وقد أجاد ببراعة دور الجندي العراقي، ناهيك عن براعته في تحويل شخصيته من ضابط مجرم إلى ضابط مسكين. أما الفنانان الطراروة والمجيبل، فلهما تجارب كبيرة ساعدتنا خلال أيام التصوير، إضافة إلى الشبه الواضح بينهما وبين الشخصيتين الحقيقيتين، حيث تعبر ملامحهما وحضورهما والعلاقة بينهما عن طبيعة الشباب الكويتي قبل 30 سنة. ناهيك عن المصادفة الغريبة. فبعد تواصلنا مع الطراروة لعرض فكرة العمل عليه، بيّن دهشته واستغرابه، فالدور المطروح عليه أن يمثله هو في الواقع زوج خالته المرحوم علي الحوطي.
• أخيراً... هل سيكون هذا الفيلم الوثائقي هو الانطلاقة لك في إخراج الأعمال الوثائقية في المستقبل؟
- نجحنا بفضل من الله في إضافة صفحة توثيقية وطنية جديدة في تاريخ الكويت، بفضل دعم ومتابعة معالي وزير الإعلام محمد الجبري وسعادة وكيل الوزارة منيرة الهويدي وسعادة وكيل شؤون التلفزيون سعود الخالدي، والتفاعل والتأييد الذي لمسته من زملائي في فريق العمل والجماهير إضافة إلى المسؤولين والزملاء في وزارة الإعلام. كل هذا يدفعنا إلى الاستمرار في توثيق مثل هذه البطولات، وغيرها من الأعمال التلفزيونية المشرفة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي