No Script

ولي رأي

علاج الديموقراطية بالمزيد من الديموقراطية

تصغير
تكبير

ما حدث في جلسة مجلس الأمة يوم الثلاثاء 18 فبراير الجاري أمر غير مسبوق وندعو الله ألا يتكرر، فقد غاب وعي البعض وتملّكته العصبية والتعصب، أحداث لا يجب أن تدور في قاعة عبد الله السالم وأيام احتفالاتنا بالأعياد الوطنية.
قطبان مخضرمان يتحاوران في سجال لم نعتده منهما، ونائبان يتبادلان السب بألفاظ عنصرية يعاقب عليها قانون الوحدة الوطنية، وآخر تلاسن مع أحد حضور المجلس، هرج ومرج ومقاطعة وتبادل للاتهامات وتوتر وصل إلى كراسي الجماهير، ولولا ستر الله ثم تدخل قوات حرس المجلس لحدث ما لا تحمد عقباه، بل إن قنوات فضائية خارجية عرضت هذه الحادثة مرات عديدة شامتة بديموقراطيتنا ومخوّفة شعوبها منها.
العيب ليس في الديموقراطية لأنها من طبيعة أهل الكويت، ولو لم يجدوها على الأرض لاخترعوها، إنما العيب في أناس يرون في الكراسي الخضراء مصدر نفوذ وطريقاً للكسب والتكسب، وهؤلاء ما كان لهم أن يصلوا للمجلس لولا أخطائنا وسوء اختيارنا بسبب التعصب الطائفي أو القبلي أو الفئوي، وهذا لا يعني وأد الديموقراطية، بل معناه أن علينا تصحيح أخطائنا ومحاسبة كل مسيء للوطن عبر الصناديق الانتخابية ودقة حسن الاختيار، والانتخابات على الأبواب، ويكون اختيارنا نواباً للوطن لا لفئتنا، وتعود الديموقراطية لمسيرتها الطبيعية والصحيحة.


شخص واحد لم تهزه عاصفة الجلسة هو السيد علام الكندري أمين عام مجلس الأمة، الذي قام بجميع مهامه بنجاح من دون الالتفات لهذا الطرف أو ذاك، أو الانصياع لتهديد... و«كفو يا أبو أنس».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي