الإنسان... والمعادلة الثلاثية

الإنسان مصدر الإنجاز والإبداع في هذه الحياة، إن حافظ على قيمته، وحرص على تغذية جوانبه الثلاثة من عقل وجسد وروح قام بدوره في تطوير نفسه وبناء المجتمع.
الجانب العقلي تتم تغذيته بوسائل أولها القراءة وطلب العلم الذي يعطيك المرونة العقلية، ويُسهم بشكلٍ كبير في تفعيل مهارات التفكير للإنسان، وكذلك الغذاء المناسب في المأكل والمشرب لأنه يزيد من تركيز الإنسان ونشاطه الذهني، وكذلك ممارسة الرياضة التي تقلل من الإصابة بأمراض كثيرة وتُساهم في تقوية الذاكرة.
ثم الجانب الثاني وهو الجسم والحاجات الموجبة لنموه وصحته وحيويته، كالغذاء والشراب وكذلك الرياضة فهي من العوامل الأساسية التي يجب أن يهتم بها الإنسان للحصول على جسم سليم، وكذلك القراءة والاطلاع؛ فإن الجسم والعقل يشتركان في حاجاتهما.

ويأتي الجانب الثالث وهو الروح التي تحتاج الهدوء، وراحة الضمير، ورخاء البال، وما إلى ذلك من مشاعر، وأجمل ممارسة في هذا الجانب تتلخص في العبادة كخشوع الصلاة وصدق الدعاء والتقرب إلى الخالق سبحانه.
ونلاحظ أن القراءة تلعب دوراً مهماً لتفعيل الجوانب الثلاثة؛ فالقراءة إشباع للعقل وراحة للنفس وزيادة للذكاء والمعرفة، بالإضافة إلى تحفيز عمل الأعصاب في الدماغ، وتحسين القدرة على تذكّر المعلومات، وتقليل الشعور بالاكتئاب، وبعض الأمراض الجسدية كالصداع وغيره.
وأهم قراءة هي قراءة القرآن الكريم، وتتجلّى فوائده أنه يرفع مستوى التركيز لدى الفرد ويقوّي الشخصية، ويحسّن القدرات في اللغة العربية، ويمكّن القارئ في مجال الخطابة، ويطوّر مداركه ويرفع مستوى فهمه واستيعابه ويحسّن من قدرة وسرعة الفرد على النطق.
وكذلك الاستماع إلى القرآن الكريم له آثاره المذهلة على النفسية حيث يصفّي الذهن، ويزيل الخوف والقلق والتوتر، ويحدّ من الغضب ويعالج الانفعالات، ويضفي على النفس السعادة والطمأنينة... فالإنسان يجتهد في تغذية العقل والجسد والروح معاً ولا يهمل غذاء أي منهم، فهم يكملون بعض، فمتى اكتملت هذه المعادلة أبدع الإنسان وحقق نجاحه.
aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @