No Script

صوت القلم

قمة الرياض وحل الأزمة الخليجية

تصغير
تكبير

جاءت مشاركة منتخبات السعودية والإمارات والبحرين في دورة الخليج الرابعة والعشرين، بشكل مفرح، لتؤكد بأن هناك مؤشرات إيجابية نحو حل الأزمة الخليجية التي امتدت لسنوات عدة كانت أشبه بالجرح الغائر الذي كلما أوشك على أن يلتئم جاء من يعيشون في وحل الخلافات ليزيدوها فرقة وتشتتا، فقد خلّفت تلك الأزمة المزعجة للجميع الكثير من الخلاف والاختلاف والتراشق الإعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات، وكأن دول الخليج تعيش حرباً باردة في ما بينها، وأنهم ليسوا أقارب وجيراناً وأبناء عم وبينهم روابط عديدة، كالنسب والدم والدين والعادات والتقاليد والأخوة.
في هذه الأيام الجميلة نستبشر خيرا بعد التقاء الشباب الخليجي في دوحة الجميع، في بطولة كأس الخليج 24، وبعدها مباشرةً، ستعقد القمة الخليجية الـ40 في العاصمة السعودية، الرياض، وهنا لا بد أن أشير لإيجابيات عدة حدثت قبل وأثناء دورة كأس الخليج في الدوحة، تؤكد على أن هناك مؤشرات إيجابية قوية ستساهم في تقريب وجهات النظر في القمة الخليجية، ومنها إرسال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، برقية تعزية لرئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد، بوفاة أخيه الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، وفقاً لوكالة الأنباء القطرية الرسمية، ووقوف جمهور المنتخب القطري لكرة القدم أثناء أداء النشيد الوطني لدولة الإمارات، قبيل مباراة مُنتخبي البلدين، مصحوباً بتصفيق حار مع نهايته، وكذلك تهنئة الشيخ خليفة بن حمد، شقيق أمير قطر، بفوز منتخب المملكة العربية السعودية على نظيره البحريني، ضمن مباريات خليجي 24 التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة.
هذه المبادرات الإيجابية توّجتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بتوجيه رسالة تضمنت دعوة رسمية الى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لحضور اجتماعات الدورة الأربعين لقمة مجلس التعاون الخليجي، المزمع عقدها في الرياض يوم 10 ديسمبر الجاري.
اليوم بعد هذه الخطوات الإيجابية لا نريد أن نعود إلى المربع الأول، بل لا بد أن نمضي قدماً نحو مزيد من التقارب في وجهات النظر، ولعل أول ما نفعله أن نوقف الحملات الإعلامية والتراشق في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فوري، ومن ثم ننتظر حل الأزمة في اجتماعات القمة الخليجية الأربعين في الرياض والتي من أهدافها دراسة التطورات السياسية الإقليمية والدولية، والأوضاع الأمنية في المنطقة، وانعكاساتها على أمن دول المجلس واستقرارها، فنحن نعيش وسط بؤرة خلاف ومظاهرات وعدم استقرار في الكثير من دول المنطقة المحيطة بنا ولا بد من أخذ الحيطة والحذر وتوحيد الصفوف، فكم نتمنى أن تخرج القمة بقرارات بناءة تعزز وتعمق الترابط والتعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، وترسّخ أركانه، فنحن مصيرنا واحد وخليجنا واحد لايتجزأ، ولا بد أن نحافظ على كيانه واستقراره، وذلك بعدم التوسع في أسباب الخلاف وألا نزيد نار الخلاف حطباً، اللهم احفظ دول الخليج من كل شر واجعل أهلها متكاتفين دائماً وابداً.

Mesfir@gmail.com
@mesferalnais

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي