No Script

في الصميم

لا لمكافأة تجارة الإقامات!

تصغير
تكبير

لا نشك أبداً في إنسانية والمعدن الأصيل للشعب الكويتي، والذي يثبت يوماً بعد يوم بأنه شعب طيب وحر ومجبول على فعل الخير، ففي عز أزمة جائحة الكورونا الحالية - التي يمر بها العالم - وفي عز انشغال ومعمعة جهود الحكومات والدول في العالم، وحرصها لحماية شعوبها وبلادها، قام هذا الشعب الأصيل بالتفكير في هذا الوقت بمصير غيره من الشعوب الأخرى، خصوصاً تلك الجاليات من الوافدين المقيمين على أرض الكويت وبين ظهرانيه، وقدر ظروفهم وعاشها وأحس بها ونتج عن هذا كله تنظيمه لفزعة شعبوية للتبرع لهذه الفئة، ممن انقطعت بهم السبل وظروف مخالفة الإقامة وغيرها، وقام بجمع التبرعات التي تجاوزت الـ9 ملايين دينار، وهو رقم خيالي مقارنة مع أي جهود أخرى في العالم أكمل.
هذا المبلغ هو من نتائج الفزعة للشعب الطيب، فبوركت تلك الجهود، وأدامها الله ذخراً، هذا من جانب ومن جانب آخر، وبعيداً عن الفزعة التي تمت، فإن تصريحات البعض ونتاجها ما يشبه مكافأة لتجار الإقامات وتجار البشر، وتشجيعاً لهم في التمادي أكثر وأكثر ويعطيهم تصريحاً بالعبث بالتركيبة السكانية، وإحداث الخلل بها في وقت تطالب فيه الحكومة بالحد من هذا الأمر!
إن تلك التصريحات غير الموفقة جاءت في غير محلها، لذا يجب أن يحسن التقدير من اطلقها، إذ كيف تتم مكافأة تجار الإقامات وذلك بتخصيص الفزعة، التي قام بها الشعب لصالح سداد المخالفات ودفع المستحقات أو تكاليف المغادرة للمخالفين، الذين سبب هذا لهم، تلك الفئة من تجار الرقيق وتركوهم في العراء لتحقيق مكاسب آنية، تؤثر سلباً على التركيبة السكانية، وتحدث فيها الخلل، بالإضافة الى تشويه سمعة البلد خلال هذا الأمر على المستوى العالمي.


Dr.essa.amiri@hotmail.com
Dr Essa Al Amiri
www.snapchat.com/‏‏add/‏‏essaamiri
@dressaamiri

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي