No Script

«من غير المتوقع أن يُحسم النزاع الأميركي ـ الصيني سريعاً»

«الوطني»: الأسواق تتفاعل إيجاباً مع تراجع المخاطر الجيوسياسية

No Image
تصغير
تكبير
  • أداء سيئ للين والدولار...  وعائد السندات الأميركية  لأجل 10 سنوات يرتفع

لفت تقرير بنك الكويت الوطني الأسبوعي حول أسواق النقد إلى تفاؤل ساد الأسواق، مع تراجع حدة اثنين من أكبر المخاطر الرئيسية المهددة للاقتصاد العالمي الأسبوع الماضي، حيث حقق حزب المحافظين في الانتخابات العامة في المملكة المتحدة فوزاً ساحقاً، كما انتشرت تقارير تشير إلى موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على اتفاق تجاري محدود في إطار «المرحلة الأولى» للتوصل إلى اتفاقية تجارية مع الصين.
وذكر التقرير أنه مع اقتراب إسدال الستار على عام 2019، يبدو أن المناخ الجيوسياسي بدأ يهدأ، إلا أنه رغم حالة التفاؤل التي تشهدها الأسواق المالية في الوقت الحاضر، فإن التوقعات التجارية قد تتحول بسهولة إلى الجهة السلبية مرة أخرى، وهو الأمر الذي شهدناه مراراً وتكراراً على مدار العام، مبيناً أنه إذا وافقت الدولتان رسمياً على اتفاقية المرحلة الأولى وتم التوقيع عليها، فقد يحد ذلك من تدهور العلاقات الثنائية، بيد أن النزاعات التي تواجه أكبر اقتصادين على مستوى العالم لها طبيعة معقدة وتتضمن العديد من الجوانب المختلفة، لذا فإنه من غير المتوقع أن تحسم جميعها على وجه السرعة.
وأشار تقرير «الوطني» إلى تصريحات بعض المسؤولين المطلعين على المفاوضات، بأن الجانب الأميركي يقترح إلغاء نحو 50 في المئة من الرسوم الجمركية الحالية على البضائع الصينية وتأجيل فرض الرسوم الجديدة التي كان مقرراً إدخالها حيز التنفيذ في 15 ديسمبر الجاري، إذا تعهدت الصين بشراء منتجات زراعية أميركية بقيمة 50 مليار دولار في عام 2020.
وحول العملة الأسوأ أداءً على صعيد سوق العملات الأجنبية، الأسبوع الماضي، أوضح التقرير أن الين الياباني جاء في الصدارة يليه الدولار الأميركي، وكانت تداولات عملات الملاذ الآمن سلبية على مدار الأسبوع، بينما ازدهرت عملات الاقتصادات الموجّهة للتصدير.
وبيّن «الوطني» في تقريره أن الدولار الأميركي يتجه إلى الارتفاع مقابل الين الياباني، مسجلاً أعلى المستويات على مدار السبعة أشهر الماضية، بينما انخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته منذ ستة أشهر وصولاً إلى 96.588. وعلى صعيد الأداء الأسبوعي، خسر مؤشر الدولار 0.53 في المئة من قيمته مقابل سلة من العملات، وانخفض الين 0.70 في المئة تقريباً أمام الدولار على مدار جلسات التداول الخمس الماضية.
أما بالنسبة لسوق السندات الأميركية، فنوه «الوطني» إلى ارتفاع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياته المسجلة منذ أربعة أسابيع وصولاً إلى 1.903 في المئة، في ظل التطورات الإيجابية على صعيد المباحثات التجارية مع بكين، مقابل 1.79 في المئة بنهاية يوم الأربعاء الماضي، وكان واضحاً من ارتفاع العائدات مرور السندات بحالة بيع كثيفة، إذ إنه في ظل تراجع المخاوف التجارية، ارتفع منحنى العائد للمرة الأولى منذ أربعة أيام، مع اتساع الفارق بين العائد على السندات لمدة عامين ونظيرتها لأجل 10 سنوات ليصل إلى 23.10 نقطة أساس، فيما يعد أكبر فجوة بين عائدات السندات المختلفة منذ أربعة أسابيع.
من جهة أخرى، يتوقع معظم الأعضاء في لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة أن تنهي السياسة النقدية الأميركية عام 2020 بالمستوى نفسه الذي شهده عام 2019، وذلك على الرغم من أن الأسواق تتوقع خفضاً واحداً للفائدة بنهاية العام المقبل، ويتوقع 13 عضواً أن تظل أسعار الفائدة على حالها في العام المقبل، في حين يرى 4 أعضاء ارتفاعاً.

معضلة «بريكست»
لم تخرج
من النفق المظلم بعد

أكد تقرير «الوطني» أن معضلة انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي التي خلقت سحابة من عدم اليقين على مدى سنوات عديدة ودفعت بالاقتصاد البريطاني إلى الركود، شارفت على الانتهاء، حيث نجحت مقامرة رئيس الوزراء بوريس جونسون في إجراء الانتخابات المفاجئة بشكل ملحوظ، وحقق حزب المحافظين فوزاً ساحقاً، مشيراً إلى تأييد كافة أعضاء حزب المحافظين المنتخبين صفقة جونسون في شأن انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي.
وأوضح التقرير أنه نظراً لذلك ينبغي أن تتم الأمور بسهولة نسبية بما يمكن الحكومة من تمرير مشروع قانون انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي، إلا أن النقاش قد يتحول بسرعة خاطفة من مخاطر الانفصال «بدون صفقة» إلى مخاطر «عدم وجود صفقة تجارية»، لذا، لم تخرج معضلة انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي من النفق المظلم بعد، وقد تستمر في توليد ضغوط متواصلة على النشاط الاقتصادي، لأن المهمة الصعبة المتمثلة في إقامة علاقات تجارية جديدة مع المملكة المتحدة قد بدأت للتو.
وكان الجنيه الإسترليني هو الأفضل أداءً على مستوى عملات مجموعة الدول العشر خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفع إلى أعلى مستوياته المسجلة في 19 شهراً وصولاً إلى 1.3514 بعد إعلان نتائج الانتخابات. أما على صعيد الأداء الأسبوعي، فارتفع الجنيه الإسترليني بمقدار 185 نقطة أساس أمام الدولار. وقد تشهد الأسواق تقلبات أقل حدة بالنسبة للجنيه الإسترليني في الأشهر المقبلة في ظل خروج مخاطر انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي من دائرة الأضواء. ومنذ استفتاء الانفصال، سيطرت المؤشرات السياسية على مسار الجنيه الإسترليني بشكل رئيسي، الأمر الذي قد ينتهي مع عودة المقومات الاقتصادية مجدداً إلى واجهة الاحداث.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي