No Script

ما يستجد من أعمال

الدكتور جعفر حاجي مفكر في زمن الرخاء

تصغير
تكبير

قلة من يمكن أن يطلق عليه «مفكر»، لأن هذا الوصف يتطلب تجاوز ثلاث مراحل مهمة، أولها التجربة، فالمفكر يفترض أن يكون صاحب تجربة فكرية طويلة، ثم تأتي الثانية وهي القدرة على الإحساس بهويته وذاتيته الفكرية، وتتمثل الثالثة في القدرة على الابتكار سواء على صعيد الأفكار أو حتى على صعيد النظريات أو المفاهيم والمناهج.
المفكر في مرحلة بين المرحلتين (المثقف، والفيلسوف) وفي العالم العربي تختلط تلك المفاهيم والمفردات لأننا لا نزال لا نملك القدرة على تحديد من هو المثقف أو حتى من المفكر والفيلسوف، خصوصاً وأن الأول من المفاهيم الحديثة، فشخص مثل مالك بن نبي لا أعرف ما إذا كان فليسوفاً أم مفكراً؟! وكذلك لا أعرف وضع الدكتور محمد عابد الجابري، والدكتور محمد جابر الأنصاري، والدكتور محمد أركون؟!
أعرف أن الدكتور جعفر حاجي، مفكر، لكنه مفكر في زمن الرخاء أو الاسترخاء لا فرق، وهذا الزمن «شحيح» في الأفكار، ولو كان هذا الشخص في مجتمع غير مجتمعنا (الكويتي) لتمكن بعد هذه التجربة والجهد الطويل من تكريس ذاتيته وهويته الفكرية وقدرته على الابتكار، غير أن الحالة الاستهلاكية التي يعيشها مجتمعنا غير قادرة على منح الفرصة كاملة لأحد من أبنائها.


البحث في ما وراء الحق وأسسه وقواعده وقوانينه من خلال «حفر جينالوجي» وتبيان علاقاته البنيوية والبنائية حالة إبداعيه، أليس الإبداع هو المجيء بشيء غير مسبوق، والحصول على نتائج لم تكن معروفة، ومساراته (الإبداع) الإساسية تتمحور حول نقد القديم وإنتاج الجديد بدلا منه، وهذا ما فعله مفكرنا في كتابه القيم (فقه فلسفة الحقيقة والحق من منظور إسلامي) وفي (جينيالوجية كينونة الإنسان الكامل).
الإبداع ليس شيئاً معقداً أو صعباً على الإطلاق كما يردد الفلاسفة، لكن لابد من الاعتراف بأنه نسبي، رغم كثرة العوائق على اعتبار أن كل ما يتعلق بالإنسان نسبيا، وفي تجربة حاجي الإبداعيه يمكن أن نجد أن الإبداعات الكبرى في تاريخ العالم مدينة إلى حد كبير للعمل الجاد والدؤوب، وكيف تطورت تلك الإبداعات!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي