No Script

حوار / «دقيقة صمت» يتّجه إلى منطقة جديدة في الدراما

عابد فهد لـ «الراي»: العبء الذي أحمله على كتفيّ... مَرَض

u0639u0627u0628u062f u0641u0647u062f
عابد فهد
تصغير
تكبير
  • يحق لي أن أعبّر عن رأيي في «الهيبة» 
  • لا هواجس بالنسبة إلى مسلسل «دقيقة صمت» سوى الخوف عليه ونجاحه 
  • كانت نجوى سلامة تسافر أسبوعياً إلى ألمانيا للعلاج من السرطان وتعود في اليوم التالي لتصوير «سامحني»... وكأن شيئاً لم يكن

يطلّ النجم السوري عابد فهد في رمضان 2019 من خلال مسلسل «دقيقة صمت» الذي تشاركه بطولته ستيفاني صليبا، وهو من إخراج شوقي الماجري وكتابة سامر رضوان، وإنتاج «ايبلا»، بينما تشارك شركة الصباح للإعلام في التسويق له.
وفي حديثه إلى «الراي»، يقول عابد فهد عن هذا المسلسل، الذي يرصد البنية الاجتماعية والسياسية والأمنية في سورية وعلاقة السلطة بالشارع، إنه لا يشبه الأعمال الأخرى التي تتناول قصص الحب التي اعتاد الجمهور على مشاهدتها، موضحاً أن حمْل عبء أي عمل يشارك فيه مرَض يُلازِمه «إذ لا يمكنني أن أدخل موقع التصوير وأصوّر مشاهدي وأدير ظهري. وأي عمل أشارك فيه يكون مشروعي من الألف إلى الياء (...) وأكون على معرفة بكل الممثلين، الإضاءة، الإخراج، الموسيقى، أي أكون شريكاً فيه، ليس تَدَخُّلاً، لكن نتيجة خبرتي وتجاربي العديدة والكبيرة، فإنه يصبح بالنسبة إليّ كل شيء بكل تفاصيله».


• تشارك في فيلم «سامحني» الذي شارك في الدورة الحالية لأيام قرطاج السينمائي، وهو الثاني لك في تجربتك في السينما التونسية، هل المشاركة في أعمال غير مشاهَدة على مستوى الوطن العربي، تكون بهدف الكسب المادي أم لتحقيق شغفك الفني أم كليهما؟
- لا شك في أن الشغف هو الذي يفرض علينا أن نستمرّ في الحياة وأن نعمل ونترك بصمات في مشروعنا الفني. في المقابل، الحاجة المادية لا بد موجودة، ولكن ما جرى في فيلم «سامحني»، وهو من إخراج وكتابة نجوى سلامة، هو فيلم آخَر في حد ذاته.
 بدايتُه كانت غريبةً وكانت هناك حكاية أخرى في الكواليس. فقد اتصل بي مدير التصوير محمد مغراوي وأخبرَني أن هناك فيلماً تونسياً لـ(الراحلة) نجوى سلامة، وأخبرَتْه أنها تبحث عن ممثل يُشْبِهني، فقال لها لماذا لا تتعاونين معه؟ فأجابتْ لأنه لا توجد ميزانية تكفي فميزانية الفيلم بسيطة ولا تتجاوز 250 ألف دولار، فردّ عليها: حاولي، ربما أَحَبَّ السيناريو.
وفعلاً كان السيناريو ودوري في الفيلم ممتعاً ومثيراً وفيه حال تمثيل واضحة. وبعدما أُعجبتُ بالعمل، التقيتُ بعد فترة بالمُخْرِجة في تونس أثناء تصوير مسلسل «أوركيديا» وخلال الاتفاق والتحدث عن تفاصيل العمل وبداية التصوير، اكتشفتُ أنها مريضة بالسرطان وتتلقى العلاج في ألمانيا، والفيلم يحكي عن سجين مصاب بمرض السرطان، ويحتفل بنهايته بعد خروجه من السجن. كان الاتفاق بسيطاً جداً من الناحية المادية وجرى التصوير بطريقة سلسلة جداً، وكانت (سلامة) تسافر أسبوعياً إلى ألمانيا وتتناول جرعة من العلاج وتعود في اليوم التالي إلى التصوير وكأن شيئاً لم يكن، إلى أن انتهتْ العمليات الأولى من المونتاج وبقيتْ بعض الجوانب التقنية، فاتصلتْ بي وأخبرتْني أنها انتهتْ من النسخة الأولى وأنها تعتقد أنها ستعجبني، كما قالت لي إنها كانت تتمنى أن نشاهده معاً أثناء الافتتاح، ولكنها رحلتْ من دون أن يتحقق هذا الحلم. وبعدما انتهيتُ من التصوير سافرتُ، وبعد فترة جاء زوجها إلى لبنان والتقى بي وأخبرَني أنها أوصت بأن تعود لي 50 في المئة من أرباح الفيلم لأنني غادرت من دون أن أتقاضى منها أي أجْر.
• دائماً تبهر المُشاهد بالشخصيات والأدوار التي تقدمها، فكيف سيتحقق هذا الإبهار في مسلسلك الجديد «دقيقة صمت»، خصوصاً أنك تحمل على كتفيك عبء الأعمال التي تشارك فيها بهدف إنجاحها، مهما كان اسم الممثلة التي تقف أمامك؟
- أتمنى أن يتحقق هذا الإبهار في مسلسل «دقيقة صمت»، لأنه هو الهمّ والعبء والحمل والمسؤولية والشغف. وبالنسبة إلى العبء الذي أحمله على كتفيّ فهو مرَض، ولا يمكنني أن أدخل موقع التصوير وأصوّر مشاهدي وأدير ظهري. أي عمل أشارك فيه يكون مشروعي من الألف إلى الياء. ومنذ أن تم الانتهاء من كتابة المسلسل قبل عامين ونحن نعمل على إنجازه، إلى أن وجدْنا شركة «ايبلا» التي تبنّت المشروع وأنتجتْه، وشركة الصباح التي ستشارك في تسويقه.
وبالنسبة إلى اختيار الممثلة، فهو أمر صعب لأن الخيارات قليلة، إلى أن تم اختيار ستيفاني صليبا، لأنها مناسِبة للدور شكلاً ومضموناً. المشروع ليس مجرد ممثلة فقط، بل هو نص وحكاية غنية تحمل مضامين اجتماعية وفكرية، علماً أن «دقيقة صمت» ليس عملاً اجتماعياً. وعندما أشارك في أي عمل، أكون على معرفة بكل الممثلين، الإضاءة، الإخراج، الموسيقى، أي أكون شريكاً فيه، ليس تدخلاً، لكن نتيجة خبرتي وتجاربي العديدة والكبيرة، فإنه يصبح بالنسبة إليّ كل شيء بكل تفاصيله.
• ما هواجسك بالنسبة إلى مسلسل «دقيقة صمت»؟
- لا توجد هواجس حوله سوى الخوف عليه ونجاحه. في الأعوام الأخيرة اعتاد الجمهور والشركات المُنْتِجة على الأعمال التي تحاكي المشاكل الاجتماعية كالزواج والخيانة والحب والانتقام وكل ما يتعلق بقصص الحب التي هي القاسم المشترك الأكبر في حياتنا (المرأة والرجل، رجلان وامرأة، امرأتان ورجل، ولد من أم ثانية والأب مجهول)، لأن مثل هذه الأعمال أكثر سهولة وتشويقاً بالنسبة إلى شركات الإعلانات وتحقق الأرباح، كما أنها معادلة مطلوبة من المحطات التلفزيونية. «دقيقية صمت» هو خارج هذه المنظومة من الأعمال، فهو يحكي عن واقع ويتّجه إلى منطقة جديدة في الدراما، منطقة الفكر الذي له علاقة بكيف نقول ما نريده، وبإطلاق أفكار وقرارات من الجهات المسؤولة وكيفية تلقي الشارع لها وتصديقه لها وتعامُله معها، وكيفية قتْل أناس وإعادة آخرين إلى الحياة.
• عندما تحدثتَ عن مسلسل «الهيبة» تعرّضتَ للعتب من زميلك تيم حسن كما من المُنْتِج صادق الصباح. فكيف نظرتَ إلى موقفيْهما، وفي رأيك كيف نظر بطل «الهيبة» إلى موقفك، بصرف النظر عن موقف صادق الصباح كونه يَعتبر أن «طريق» و«الهيبة» هما بمثابة ولديْه؟
- لا شك في أن صادق الصباح يَعتبر أن كلا العملين هما ولداه ولا يميّز أحدهما عن الآخر، هو تبنّى العمليْن واهتمّ بهما ودفع عليهما المال كي يكبرا وسوّقهما جيداً ليكونا ناجحيْن ومهميْن. وبدافع غيرته عليهما له حقّ الردّ، وأنا كمُشارِك وكممثل، ومن خلال خبرتي وتجربتي من حقي أيضاً أن أعبّر عن رأيي. الممثل ينظر دائماً إلى المشروع من منظار فني لا شخصي، لأنه يرى مشروعاً فيه صوت وصورة وأشخاص، وهنا لا أقصد الأشخاص الحقيقيين، بل الشخصيات التي يتم تجسيدها. لطالما انتُقدت على أعمال شاركتُ فيها كضيفِ شرفٍ أو بَطَل. وحتى «طريق» تعرّض للانتقادات في حلقاته الأولى، وقيل إنني استعرتُ صوتاً من هنا وحركةً من هناك، فرددتُ وقلت إن الاستعارة في الحياة أمر منطقي من أجل بناء الشخصية، وتم تَجاوُز الانتقاد ونجحتْ الشخصية وكانت مؤثّرة ومُقْنِعة وسرعان ما زالتْ كل الأسئلة والانتقادات التي رافقتْ العمل في حلقاته الأولى، وفي نهاية الطريق تَحقق النجاح وهذا يعني أنه لا توجد أي مشكلة.
• بعد تجربة درامية طويلة، هل يمكن القول إن الأعمال المشتركة هي المفضَّلة عندك، وما تعليقك على الكلام الذي يقال عن أن الأجور الضئيلة في سورية هي التي تدفع الممثل السوري إلى العمل خارج بلده؟
- النص هو الذي يفرض نفسه، والأعمال المشتركة ناجحة بشكل أو بآخر، والتجارب أثبتت حضورها الكبير في العالم العربي. وما دامت ناجحة فهذا يعني أنها الأفضل. سورية تمرّ بأزمة بسبب الحرب، وهذا الأمر أثّر سلباً على الدراما السورية وعلى حضورها وعلى تسويقها لأنها تعرّضت للحصار، وأتمنى ان تتجاوز سورية أزمتَها وأن تعود الأعمال السورية، لأن الأعمال التي تحمل بيئةً بحد ذاتها من دون مشاركة أبطال من هنا وهناك، لها نكهة ورائحة مختلفة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي