No Script

بوح صريح

دكاكين مؤتمرات

تصغير
تكبير

يفترض أن تكون هناك حلقة وصل وتواصل بين أي مسؤول والمراجعين. كما في الدول المتحضرة. تتمثل في مكاتب السكرتارية. لكن للأسف معظم هؤلاء من الأقارب/‏ المعارف. فبدلاً من أن يكونوا قناة تواصل بين المراجع والمدير. على العكس يعرقلون الأمور. فكم من أحلام ضاعت. وأوراق بحاجة ماسة لتواقيع قد تنجي طالب علم أو أسرة. بسبب طمع أو سوء خلق سكرتارية و»حاشية» المدير. والنتيجة: تكبر الفجوة بين المسؤولين والناس. تتعطل مصالحهم. ومنها التنمية. أليس هذا حالنا اليوم.
‏أما آخر موضة المؤتمرات، فقد تلقيت رسالة بشأن مؤتمر. فكتبت استفساراً عن المشاركة. وجاء الرد كالتالي: أتكفل انا - الضيفة والمدعوة - دفع رسوم. تذاكر. إقامة. وجبات وتنقلات: تقريبا 600 د.ك. كما أنه غير مؤكد مشاركتي بورقة بحث أو فاعلية إلا بموافقة اللجنة المنظمة. يعني سرقة «عيني عينك»؛ أنت تمول المؤتمر لكنك في الظل مستتر بينما يظهر ويصعد المنصات ويستفيد غيرك! استغلال، سرقة، واستخفاف بالعقل والمال. طبعاً اعتذرت. فمثل هذه المؤتمرات لا تشرفني. لأنها مشبوهة.
حين كتبت ذلك في تويتر. علق أحدهم أن هناك دكاترة في جامعات عربية يصّرون على طلبتهم بوضع أسمائهم ضمن مدعوي مؤتمرات وزارات الكويت، ليحصلوا على الباكج الكامل من تذاكر وسكن وكامل المصاريف على حساب الوزارة المنظمة. في مقابل نجاحهم!
‏‎وكتب آخر: لو المؤتمر ذو مصداقية رسمية تليق بمقامك يدعوك للمشاركة بفعالياته بشكل لائق. لكم من الواضح أنه مؤتمر تجاري من «هالدكاكين» التي تبيع استشارات وتدريب.
وبهذه المناسبة هل سمعتم عن كاتبة كويتية دارت على أدباء/‏ نقاد مصر بإلحاح وبأسلوب فج ليشاركوا في كتاب يصدر عنها. بشهادات عن أعمالها. دفعت مقابل هذه الشهادات هدايا مادية وعينية فادحة.
ثم تتساءلون لماذا لا يعترف العرب بكتب وإبداع الخليجيين. تتساءلون لماذا لا يدعوننا لمؤتمراتهم وندواتهم. ببساطة لأن هذه النوعية أساءت لنا جميعاً. وأفقدتنا المصداقية وجعلت الموهبة الخليجية في الأدب والتشكيل والسينما... سطحية. وإن كانت قوية تكون مسروقة أو مستعارة أو مقابل مال! فكيف نلومهم.
صراحة، أفضل ألّا يكتب عني أحد. وألّا تتم دعوتي لأي نشاط، على الهبوط لهذا المستوى القبيح. إن لم يفرض إبداعي نفسه بنفسه... فلا يعنيني أي أمر آخر لا شهرة ولا منتديات ولا منصات أو جوائز.

*غرزة
حزنت كثيراً وأنا أتجول في فيرجن سيتي مول بيروت، لحال من يظنون أنفسهم كتاباً، وهم يكتبون عن ملوك وأمراء وشيوخ. مجلدات بطباعة فاخرة مزودة بصور ورسائل، كل هذا ليهديه نسخاً ويخرج من القصر ومعه الشيك. ألا يعلم أن المال وزيارات القصور لا يصنعان أديباً. لأنه يخرج منها من دون احترام أو كرامة. ولن يكون كاتباً محترماً أبداً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي