No Script

من الخميس إلى الخميس

الموضوعية في الزمن الصعب

تصغير
تكبير

الموضوعية غاية العلماء والمفكرين، كل علم لا يؤدي بصاحبه إلي تبني آراء موضوعية، هو علم لا ينفع.
وقد ابتُليت أمة العرب والاسلام بمجموعات من المدعين تراهم في كل حقل من حقول الحياة، لا سيما مجال الإعلام يكتبون ويتكلمون ويناقشون ويحاربون، لكنهم محرومون من أبسط قواعد الموضوعية، إذاً ما هي قواعد الموضوعية؟
أولها الحيادية، وقد بينها لنا ربنا بقوله سبحانه: «يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ ان اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» (المائدة 8).
ثانيها، العلم الحقيقي وليس الادعاء، فكثير ممن تقرأ لهم لا يملكون علماً حقيقياً، لذا تراهم يتبنون الهجوم والسخرية من الآخر لإخفاء جهلهم.
ثالثها، الرغبة في الحوار بنية الاستفادة، وقد بيّن كثير من العلماء في جميع الثقافات حرصهم علي الاستماع للآخر، من دون تحقير ولا حكم مسبق، هذه هي القواعد الذهبية للموضوعية.
والآن تعالوا أعزائي القراء نقيسها علي ثلة من مدعي الليبرالية المتخصصين في موضوع واحد هو الهجوم علي ديننا، وأحياناً على عروبتنا، مرة بالهجوم علي تعاليمه ومرة بالهجوم علي علمائه، ومرة بالهجوم علي أتباعه ومرة بمحاولة التنقيص من العرب لصالح قومية أخرى، كل منادٍ للإسلام عندهم هو شخص وصولي يتبنى إسلاماً سياسياً (وحتى الآن لم يشرح أحد منهم معني هذا المصطلح الشاذ)، جميعهم فقدوا أركان الموضوعية الثلاثة فهم غير محايدين بدليل أسلوب البغضاء، الذي يخرج من لسانهم وما تُخفي قلوبهم أكبر، ودليل علمهم المحدود أن ليبراليتهم التي يدّعونها لا يفقهون تعاليمها.
وأخيراً تراهم لا يفرضون الحق إلا معهم مناقضين أصل الموضوعية، إنهم جهلاء هذا العصر الذين ركبوا مطية شهواتهم ليحاربوا دين ربنا، حتي في أوقاتنا الصعبة وفي وقت نحن بحاجة فيه إلى الاتحاد، تراهم لا يتردّدون في نفث سمومهم، ومهاجمة أفعال الخير والجمعيات الخيرية، الموضوعية صفة العلماء، وهي الفصل بين الحقيقة والسراب، أما الجدل والكذب فهو غطاء الجاهلين.

kalsalehdr@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي