No Script

«الراي» تحدّثت إلى متخصص في التحليل النفسي.. هكذا تملؤون وقت فراغ أطفالكم في «زمن كورونا»

No Image
تصغير
تكبير

فرض الحجْرُ المنزلي نفسه في «زمن كورونا» والتباعُد الاجتماعي، ليجد أفراد العائلة أنفسهم يمضون الوقت مع بعضهم البعض، أمرٌ بالتاكيد له إيجابياته على صعيد التقارب العائلي المفقود لدى الكثيرين، لكن كذلك برزت بسببه إشكالية التعاطي مع الأطفال وكيفية ملء فراغهم بما يفيدهم ومنْع الضجر من التسلل الى حياتهم.

لأن مدة الحجْر المنزلي غير معروفة، وقد تطول الى تاريخ لا يمكن تحديده، وكي لا يتحوّل بقاء الأطفال في البيت جحيماً فيما لو لم يُحْسِن الأهل إدارة هذه المرحلة، شرح الأستاذ الجامعي المتخصص في التحليل النفسي والكاتب في أدب الأطفال الدكتور انطوان الشرتوني كيفية التعاطي السليم للأهل مع أولادهم، حيث قال لـ «الراي»: «يقع على عاتق الوالديْن دور كبير جداً في التفسير للطفل سبب بقائه في الملانزل، من خل إعطائه المعلومات التي تتناسب مع عمره. فالطفل ذو الخمس سنوات الذي اعتاد الذهابَ يومياً إلى المدرسة وجد نفسه فجأة توقف عن ذلك، وتالياً يجب إطلاعه أن هناك مَرَضاً يحول دون ذلك، كما يجب الشرح له عن ضرورة غسْل اليدين والوجه والمحافظة على النظافة، مع إعطائه التطمينات في الوقت نفسه».

وأضاف الشرتوني: «أما مَن هم في سن المراهقة فسيعلمون ما يدور حولهم بالتأكيد، ولكن على الأهل دورٌ في التوضيح لهم أن ليس كل المعلومات التي يقرأونها أو يتابعونها على وسائل التواصل الاجتماعي صحيحة، وأن عليهم الانتباه إلى مصدر معلوماتهم».

الأهل أمام خيارين، كما قال الدكتور الشرتوني: «إما الانزعاج من بقاء أطفالهم في المنزل، وإما البحث عن بديل من خلال نشاطات يقومون بها داخل البيت»، شارحاً «هناك الكثير من النشاطات التي يمكن للطفل القيام بها مع والديْه والتي يمكن أن تخفف من انزعاجه، منها نشاطات تربوية وخصوصاً أن المدارس ترسل الدروس عبر الانترنت، ولذلك على الطفل تمضية بين ساعتين أو ثلاث في الدراسة، إلى جانب النشاطات الترفيهية والتثقيفية كمتابعة برامج محدَّدة على التلفزيون من دون تمضية الطفل غالبية الوقت في ذلك، أو مساعدة الأهل في المطبخ، إضافة الى الكتابة والقراءة، أو سماع موسيقى هادئة، وهي تقنية بالعلاج النفسي، الصلاة مع العائلة، مع الابتعاد عن الألعاب التي تقوي وتعزّز العدوانية عند الأولاد».

وأشار إلى أن «دور الأب كبير في النشاطات مع أطفاله ولاسيما أنه قبل الحجْر المنزلي لم يكن لديه متسع من الوقت لتمضيته معهم، ولذلك يمكنه على سبيل المثال قراءة قصة لطفله قبل النوم مستغلاً الوقت المتاح له في هذه الأيام، كما أن الحجْر المنزلي هو فرصة لاجتماع العائلة على مائدة الطعام».

وشدد على«ضرورة كتابة برنامج للطفل على كرتونة يتمّ من خلاله تقسيم وقته وكيفية تمضيته، وبذلك يرتاح الأهل وأطفالهم، إذ يجب عدم ترك الأمور من دون تنظيم لأن حياة الطفل ينبغي أن تكون منظّمة، لا أن يُسمح له بتمضية وقته كما يشاء في الاستيقاظ والنوم ودوام الطعام».

على الأهل كما قال الشرتوني «تشجيع الطفل من دون تسميعه كلاما قاسياً، حتى وإن كانوا في حالة غضب، وعليهم تَفَهُّم الطفل فهو الآخَر لديه ما يزعجه باعتبار أن عدم خروجه من المنزل يؤثّر على نفسيته، وقد يتسبّب بشعوره بالحزن، لذلك على الوالدين متابعة حالته طوال الوقت وطمأنته، ولا سيما أن غالبية الأحايث هذه الأيام عن كورونا، وعلى الأهل الاطلاع على كل هذه الأمور بطريقة إيجابية».

وختم: «أعلم أنهم في هذا الوضع والخوف من (كورونا) يشعرون بالقلق، ومن الصعب النظر إلى كل الأمور بطريقة إيجابية، لكن لا حلّ آخَر لدى الأهل، فإما النظر بطريقةٍ سلبية ما سيستدرج تَراكُم المشاكل وإما التفكير بإيجابية ومساعدة أنفسهم وأطفالهم على تمرير المرحلة والتكيّف مع متطلّباتها النفسية مهما طالت».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي