No Script

وجع الحروف

العجز و... جبر الخاطر!

تصغير
تكبير

ذكرت وزيرة المالية مريم العقيل أن الكويت تواجه أضخم عجز مالي في ميزانية الدولة 2020 - 2021، حيث بلغ 9.2 مليار دينار، وطرحت توجه مراجعة الرواتب في القطاع الحكومي: لماذا يتحمل الشعب المسؤولية؟
الدكتور حمد المناور استضفناه في ندوة لملتقى الثلاثاء للحديث عن «الأسر الكويتية والقروض»، وذكر حينها أنه لا يوجد عجز وإننا بحاجة إلى قياس مستوى المعيشة للأفراد... وفي مشاركته حول تصريح الوزيرة العقيل ذكر المناور معلومات صريحة ومباشرة تبين الخلل في طريقة حساب الموازنة المالية للدولة، وكيف أنها خالفت المادة 140 من الدستور، وفنّد ذلك بالتوضيح أن الميزانية العامة لم تكن شمولية، حيث تضمنت الجهات التي تخسر واستبعدت الجهات التي تحقق ربحية كالبترول والموانئ والتأمينات والاستثمارات ووضعتها في ميزانية خاصة: ليش... الله أعلم؟ وهو ما ذكرناه في ما سبق حيث لم تورد تلك الجهات أرباحها منذ أعوام عدة.
ولو قرأنا المادة 150 من الدستور التي تنص على «تقدم الحكومة إلى مجلس الأمة الحالة المالية للدولة مرة على الأقل...»، ولا أعلم إن كانت البيانات المعروضة قد غطت تفاصيل يفترض أي شخص ضليع بلغة الأرقام وكتابة الميزانيات ( إيرادات ومصروفات) أن يفهم فيها، أم لم تغط!


ما عليه... أظن أنه لا يوجد عجز على الأقل لسبب بسيط، وهو أن الحسبة تمت على تقدير سعر البرميل 55 دولارا، بينما سعر البرميل قارب حد 70 دولارا، وهناك إيرادات لم تدخل ضمن الميزانية العامة، ناهيك عن الأموال المنهوبة التي لم تسترد.
معلش... ليقرأ الجميع الآية الكريمة: «أرأيت الذي يكذّب بالدين? فذلك الذي يدع اليتيم? ولا يحض على طعام المسكين? فويل للمصلين»... ماذا تفهم منها؟
إن جبر الخاطر أتى مقدماً من حيث الأهمية على معظم العبادات، حسب تفسير بعض المشايخ? مساكين ويتامى وناس لهم حاجة ومعسرين ولا تجبر خواطرهم.
حسدوهم على الراتب والحاجة ولم يبحثوا في مستوى معيشة الأفراد... فأي حال من السوء قد بلغناها.
أذكر أنني في زيارة لديوان زميل عزيز ذكرت حاجة طالب جامعي تسبب بحادثة وفاة، ونقصه مبلغاً بسيطاً لاستكمال «الدية» المطلوبة، والنتيجة تجاهل مع الأسف ولو علموا بعظمة هذا العمل مقارنة بالصلاة كجبر خاطر لما ترددوا... هذا على مستوى حدث عايشته على مستوى الأفراد? فما بالنا نحن عندما ننظر إلى عجز الميزانية ونعلم أنها أعدت بالخطأ.
الزبدة:
اجبروا خواطر المساكين واليتامى ومَنْ هم أحوج إلى المساعدة... فنحن نرى الثروة تصرف مبالغها يمنة وشمالاً وتستنزف الميزانية، ولا يجد المواطن «الغلبان المسكين المغلوب على أمره»، ما ينفع من تعليم وصحة ومسكن وطرق، ولا يجد المعسر مَنْ يقف معه مع الأسف... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي