No Script

قيم ومبادئ

الإسلام... بين الواقع والطموح (1 من 2)

تصغير
تكبير

تفتحت أعين شباب الصحوة على واقع مرير للأمة الإسلامية اليوم بهذا الانفتاح والاستباحة بثورات الربيع المزعوم، التي مازالت نيرانها تتصاعد في الشرق الاوسط وتحديدا بلاد المسلمين، وتركت آثاراً غليظة مست أصول الاعتقاد كما خلفت آثاراً فكرية وسلوكية في حياة المسلمين... كما نجح الاستعمار في الفصل بين الناس وقادتهم حتى غدت الأنظمة ملاحقه من شعوبها ولا تكاد تعرف الاستقرار تحت شعار مكافحة الديكتاتوريات.
 ولا غرابة في ذلك إذ إن من قواعدهم: «فرق تسد»، وهم الذين قرروا في «برتوكولاتهم» وأكدوا على ضرورة الفصل بين الأمم وقاداتهم وعلمائهم وإثارة الفتن بينهم، حتى وصلنا الى انعدام الثقة بين العامة والخاصة من العلماء ونحوهم.
 والعولمة خلفت هذه النظم الاجتماعية والثقافات مثل مظاهر التفسخ والانحلال التي باتت تحكم الواقع وهي لا تمت إلى الإسلام بصلة، وصور الضياع واللامبالاة تمتلئ بها الساحة الإسلامية... وهذه مناهج التربية وما حوته في طياتها من اضطرابات إضافةً إلى ظهور دعوات الإلحاد على اختلاف صوره ومظاهره فكيف الطريق وأين السبيل؟


 قد يتبادر في أذهان ضعاف الإيمان وقليلي الخبرة حدوث بعض التعارض - فالدعاة يبشرون أن المستقبل للدين، والواقع انتشار الإلحاد وغيره فيقعون في حيرة أين المبشرات بظهور الدين؟ قال تعالى: «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ» التوبة 33.
قال الشيخ الألباني: قال تعالى «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ» التوبة: 33، تبشرنا هذه الآية الكريمة بأن المستقبل للإسلام بسيطرته وظهوره وحكمه على الأديان كلها، وقد يظن بعض الناس أن ذلك قد تحقق في عهده صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين والملوك الصالحين، وليس كذلك، فالذي تحقق إنما هو جزء من هذا الوعد الصادق، كما أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا يذهب الليل والنهار حتى تُعْبَدَ اللات والعُزَّى»، فقالت عائشة: يا رسول الله! إن كنت لأظن حين أنزل الله: «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ... أن ذلك تاماً»، قال: «إنه سيكون من ذلك ما شاء الله» الحديث. رواه مسلم وغيره.
وقد وردت أحاديث أخرى توضح مبلغ الإسلام ومدى انتشاره، بحيث لا تدع مجالاً للشك في أن المستقبل للإسلام بإذن الله وتوفيقه.
وها أنا أسوق ما تيسر من هذه الأحاديث، عسى ان تكون سبباً لشحذ همم العاملين للإسلام، وحجة على اليائسين المتواكلين، فمنها قوله صلى الله عليه وسلم «إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها». رواه مسلم
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر».
ومما لا شك فيه، أن تحقيق هذا الانتشار يستلزم أن يعود المسلمون أقوياء في معنوياتهم ومادياتهم وسلاحهم، حتى يستطيعوا أن يتغلبوا على قوى الكفر والطغيان وهذا ما يبشرنا به الاسلام.
ويتطلب منا بذل الاسباب وأهمها طلب تحقيق التوحيد بالعلم الشرعي ونشره بين الناس، لتربية الأجيال وتقوية صلتهم بالكتاب والسنه بفهم سلف الأمة.
وسنتعرف على بدايات الطريق في المقال المقبل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي