No Script

كلمات من القلب

هل هي حرب قادمة أم حلب للمنطقة ؟!

تصغير
تكبير

معلومة تاريخية تذكرتها وأنا أقرأ تهديدات أميركا لإيران، وهي عن (مؤتمر كامبل بنرمان 1907)، الذي انعقد في لندن بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطانيين بهدف إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن، خرجوا بوثيقة سرية سموها «وثيقة كامبل» نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بنرمان. وهو أخطر مؤتمر حصل لتدمير الأمة العربية خصوصاً «الإسلامية»، وكان هدفه إسقاط النهضة وعدم استقرار المنطقة.
توصلوا إلى نتيجة مفادها: «ان البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي للاستعمار! لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية وملتقى طرق العالم، وأيضاً هو مهد الأديان والحضارات». والإشكالية في هذا الشريان هو أنه كما ذكر في الوثيقة: «ويعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوافر له وحدة التاريخ والدين واللسان» ويقصد به الشعب العربي.
وأبرز ما جاء في توصيات المؤتمِرين في هذا مؤتمر 1907: إبقاء شعوب هذه المنطقة يقصد بها منطقتنا العربية مفككة جاهلة متأخرة، وعلى هذا الأساس قاموا بتقسيم دول العالم بالنسبة إليهم وإلى مصالحهم إلى ثلاث فئات:الفئة الأولى حضارة غربية مسيحية واجب عليهم دعمها ماديا وتقنيا، والفئة الثانية دول لا يوجد تصادم حضاري معها ولا تشكل تهديدا عليهم (كدول أميركا الجنوبية واليابان وكوريا وغيرها)، والواجب تجاه هذه الدول هو احتواؤها وإمكانية دعمها بالقدر الذي لا يشكل تهديدا عليهم، الفئة الثالثة: دول يوجد تصادم حضاري معها وتشكل تهديداً لتفوقها (وهي بالتحديد الدول العربية بشكل خاص والإسلامية بشكل عام)، والواجب تجاه تلك الدول هو حرمانها من الدعم ومن اكتساب العلوم والمعارف التقنية، وعدم دعمها في هذا المجال، ومحاربة أي اتجاه من هذه الدول لامتلاك العلوم التقنية.


على الدول ذات المصلحة أن تعمل على استمرار تأخر المنطقة العربية، وتجزئتها وإبقاء شعوبها مضللة جاهلة متناحرة، وعلينا محاربة اتحاد هذه الشعوب وارتباطها بأي نوع من أنواع الارتباط الفكري أو الروحي أو التاريخي، وإيجاد الوسائل العملية القوية لفصلها عن بعضها البعض.
وكوسيلة أساسية مستعجلة ولدرء الخطر، توصي اللجنة بضرورة العمل على فصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن جزئها الآسيوي، وتقترح لذلك إقامة حاجز بشري قوي وغريب «دولة إسرائيل»، بحيث يشكل في هذه المنطقة، وعلى مقربة من قناة السويس، قوة صديقة للاستعمار عدوة لسكان المنطقة.
الموضوع كبير جداً، وتم اختصاره لضيق المساحة المخصصة لكتابة المقالة، ولكن الى متى هذه السيناريوات الغربية والأميركية، والتي تأتي برعاية صهيونية، ما زالت تستخدم في المنطقة العربية الى اليوم؟ والسؤال المهم! ماهو المخطط الجديد الذي تم وضعه لمنطقتنا العربية من وراء تهديدات أميركا لإيران؟!
هل هي حرب قادمة فعلاً أم مزيد من الحلب للثروات الخليجية؟ وكيف ستواجه الشعوب العربية المؤامرات التي ما زالت تحاك لها إلى اليوم، من أجل نهب خيراتها؟! جوابي هو: «قديماً يقولون إن التاريخ هو مرآة الشعوب والأمم، التي تعكس ماضيها وتترجم واقعها وتستلهم منه مستقبلها. وإذا لم نقرأ التاريح ولا نأخذ منه العِبر قد يضيع مستقبلنا ونظل أسرى لأعداء وحدتنا العربية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي