No Script

مخاوف الأميركيين تستمر للعام الثالث عشر على مرور أسوأ ذكرى لهجوم الطائرات الأربعة في 2001

11 طائرة تقلق أميركا في 11 سبتمبر

تصغير
تكبير
• مسؤول أميركي: أي مؤامرة لشن هجوم على الولايات إن حدثت فستكون «محدودة النطاق»

• تقارير ترجح قيام التنظيمات الجهادية بتضليل أميركا حول موعد احتمال القيام بهجوم إرهابي
11 طائرة ليبية مختفية ولا أحد يعرف مكانها الى اليوم. وفيما يستمر اختفائها تنقبض قلوب الأميركيين خوفا

من ظهورها فجأة تضرب أحد المباني أو المصالح الأميركية

في الولايات المتحدة أو خارجها تزامنا مع ذكرى احداث 11 سبتمبر 2001، فضلا عن الطائرة الماليزية المختفية منذ أشهر من دون أي دليل مادي على سقوطها أو تحطمها.

تفسير اختفاء الطائرة الماليزية في رحلتها 370 على سبيل المثال ما يزال غامضا الى اليوم، كما زاده غموضا اختفاء 11 طائرة ليبية قبل نحو أسبوعين من مطار طرابلس يعتقد أن الجهاديين سيطروا عليها وحولوا وجهتها الى مكان غير معلوم استعدادا لعمل ضخم قد يوازي أحداث 11 سبتمبر وقد يكون على المنوال نفسه لكن في مكان قد لا تتوقعه واشنطن وبسيناريو جديد.

صحف ومواقع أجنبية ومراكز دراسات تناولت جدية مسألة تهديدات الطائرات المختفية ضد مواطنين ومصالح أميركية. وقد تكون الذكرى الثالثة عشرة لأحداث 11 سبتمر الوقت الرمز لهذه العملية. الا أن سفارات الولايات المتحدة في العالم لم تقم بأي تحديث لبيانات تحذيرات رعاياها السنوية مع حلول ذكرى أحداث 11 سبتمبر. بل على العكس طمأن مدير مركز مكافحة الارهاب في الولايات المتحدة ماثيو اولسين الأميركيين قبيل أسبوع من ذكرى 11 سبتمبر انه ليس هناك «أي معلومات موثوقة» أن مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» يخططون لمهاجمة أميركا في عقر دارها. وقد خرج هذا البيان على الرغم من أن مسلحي التنظيم اصبحوا يشكلون التهديد رقم 1 للولايات المتحدة حسب الأمنيين والسياسيين الأميركيين. لكن المسؤول نفسه صرح في مؤتمر صحافي نقلته وسائل اعلام بينها مجلة «فورينغ بوليسي» ان «السلطات الأمنية الأميركية تتحسب لأي محاولة للقيام بعمل ارهابي وان أي مؤامرة لشن هجوم على أميركا وان حدثت فستكون «محدودة النطاق» ولن تكون مثل هجوم 11/ 9 واسع النطاق».

وأكد أولسين وفقا للمصدر نفسه أن «اكبر خطر يتهدد أميركا يتمثل في تنظيم داعش الذي أصبح مجموعة عابرة للحدود لكن ما من معلومات ان لديه أتباع او خلايا في اوروبا أو الولايات المتحدة نفسها».

لكن مراقبين أميركيين لديهم رأي آخر حول توقيت أي عمل ارهابي يستهدف أميركا. ففي حين لم ترصد أجهزة الأمن الأميركية أي خطر الى حد اليوم مع تزايد التركيز على رفع حالة التأهب داخل اميركا لمنع اي عمل ارهابي في 11 سبتمبر، الا ان المسؤول الامني سابقا في قسم السلامة العامة لمدينة بيتسبرغ الأميركية كيفين ميلوت قال لموقع راديو هوستن الأميركي «Ktrh» ان «تنظيم الدولة الاسلامية او التنظيمات الجهادية الأخرى قد تقوم بعملية تضليل اميركا»، قائلا وفق المصدر نفسه «يوجد هناك تركيز اعلامي كبير حول خطر استهداف اميركا في الداخل في ذكرى احداث 11 سبتمبر لكن هذا التركيز الاعلامي قد يضلل جهود الأمن فيما يمكن ان يكون توقيت الخطر الارهابي مباشرة بعد 11 سبتمبر وليس تزامنا مع هذا التوقيت».

ويبقى هاجس حدوث خطر ما واقعا على الرغم من طمأنة المسؤولين الأمنيين في واشنطن للأميركيين، ويزيد هذا الهاجس خصوصا بعد التهديد الصريح الذي وجهه تنظيم «داعش» للولايات المتحدة التي تقصف مواقعه في العراق. وكان هذا التهديد مر عبر قطع رأسي الصحافيين الأميركيين والتوعد بقتل مزيد من الأميركيين اذا واصلت واشنطن غاراتها على الدولة الاسلامية.

الا أن ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قللت من تحذيرات «داعش» ومن حجم خطورتها الدولية، وفي الوقت نفسه قررت الثأر لمقتل مواطنيها بمواصلة هجماتها الجوية على المناطق التي يسيطر عليها «داعش» في العراق بالاضافة الى حشد دولي للقضاء على التنظيم من سورية ومن العراق.

في الأثناء لم يصدر عن «داعش» اي بيانات الى اليوم للخطوة التالية التي ينويها التنظيم تحديا لأميركا وردا على هجماتها، وقد يكون الرد أقسى من ذبح مواطنين أميركيين وفق ترجيح بعض المراقبين والتقارير الاعلامية التي توقعت تطلع عناصر «داعش» الى استهداف اميركا بهجمات مفاجئة قد تكون عبر 11 طائرة مختفية تزعم مصادر مختلفة ان موالين لـ «داعش» في ليبيا قد استولوا عليها وأخفوها في اماكن غير معلومة استعدادا لاستخدامها في عمليات نوعية بمواجهة التحالف الدولي الذي تشكل اخيرا للقضاء على ذلك التنظيم».

ووفقا لآخر تقرير صدر قبل أسبوع من 11 سبتمبر على موقع صحيفة «يو أس تو داي» فان «11 طائرة تجارية مفقودة من المطار الرئيسي في العاصمة الليبية طرابلس ما يثير مخاوف من أن المتشددين قد يستخدمونها في هجمات إرهابية بمناسبة الذكرى السنوية 13 لأحداث الهجوم على أميركا»، والذي تزعم واشنطن ان تنظيم القاعدة من دبره ونفذه. المعلومة التي نقلتها الصحيفة عن موقع اخباري محافظ «ذي واشنطن نيو بيكون» استشهدت بمصادر مجهولة حذرت وكالات الاستخبارات الأميركية من مغبة استخدام الطائرات المفقودة في هجمات في شمال أفريقيا وأماكن أخرى في 11 سبتمبر».

وقد شددت واشنطن اجراءات الأمن في مطاراتها وزادت من مراقبتها لحركة دخول وخروج المسافرين من والى الولايات المتحدة بحسب وسائل الاعلام الأميركية وهو اجراء عادي خصوصا عندما تكون أميركا مستهدفة. وقد تأخذ أميركا هذه التحذيرات حول امكانية اجراء عمليات ارهابية بواسطة طائرات تجارية في شمال افريقيا او حتى في اميركا لكون خطر الارهاب في شمال افريقيا خصوصا في ليبيا اصبح يؤخذ على محمل الجد في الذكرى الثانية ايضا للهجوم الإرهابي على المجمع الديبلوماسي الأميركي في بنغازي الذي أسفر عن مقتل أربعة أميركيين، بينهم السفير كريستوفر ستيفنز.

لكن الى أي مدى «داعش» متورط في اخفاء الطائرات الليبية الإحدى عشر. وهل التقارير التي كشفت اختفاء هذه الطائرات لها مصداقية يمكن ان تثق فيها الاستخبارات الأميركية والتي اصبحت بعد أحداث 11 سبتمبر تأخذ كل تحذير او معلومة عن الارهاب محمل الجد. واذا كان هذا الحال، فان التقارير التي زعمت اختفاء 11 طائرة ليبية منذ أكثر من أسبوعين لم تشر الى اي مصادر رسمية تؤكد الخبر ولم تتبنَ اي جماعة خطف الطائرات او اخفائها.

والى ذلك، فإن مركز الأبحاث العالمي «غلوبال ريسرش» أشار في تقرير حديث قبيل ايام من ذكرى 11 سبتمبر الى أن «هناك غموضا في اختفاء الطائرات، فكيف تبقى مختفية طيلة هذه المدة من دون ان تعرف الولايات المتحدة مكانها خصوصا وانه بفضل تكنولوجيا التتبع يمكن الكشف عن مكان هذه الطائرات اذا كانت سليمة».

والى اليوم بقى هذا الموضوع من دون متابعة او مستجدات وما من مصدر من «داعش» او مصادر من الجماعات المسلحة في ليبيا مثل «أنصار الشريعة» المؤيدة لدولة الخلافة أشار عناصرها الى أي تهديد يجهزونه ضد واشنطن. وظلت المسألة طي الكتمان حتى انه لم يخرج مسؤول ليبي واحد يكشف عن مدى صحة اختفاء الطائرات من عدمها. الى ذلك تكتمت ايضا واشنطن عن الخوض في المسألة مكتفية بتقليص خطر أي عملية قد يقوم بها «داعش» او تنظيم جهادي آخر مثل «القاعدة» بعبارة قالها مسؤول المركز الأميركي لمكافحة الارهاب اولسين نقلا عن تقرير مجلة «فورينغ بوليس» بان اي محاولة لـ «مؤامرة ما وان حدثت في 11 سبتمبر ستكون محدودة النطاق».

وقبيل عودة الملايين من الطلبة الأميركيين الى مدارسهم تستمر المخاوف للعام الثالث عشر على مرور أسوأ ذكرى لأحداث عنف ضربت الولايات المتحدة مسفرة عن نحو ثلاثة الاف قتيل بواسطة 4 طائرات أميركية مختطفة. بعد كل هذه السنوات، بدأ تحدي الارهاب يكبر عاما بعد عام على الرغم من كل حروب اميركا ضده في كل بقاع العالم، واليوم بحسب تصريح للمتحدثة لاسم وزارة الخارجية الأميركية فإن الولايات امام مواجهة تنظيم ارهابي محكم ومنظم بل أخطر من تنظيم القاعدة. وبذلك فان سياسات أميركا طيلة هذه الأعوام لمكافحة الارهاب لم تسفر في نهاية المطاف عن وقف لهذه الظاهرة بل انها تزايدت بتفريخ عدد كبير من التنظيمات التي تصنفها واشنطن بالارهابية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي