No Script

تحذيرات من هذه الظاهرة التي قد تشجع على الدخول في مزالق أخلاقية كبيرة

التعارف بين الجنسين في مواقع «التواصل» فقدان الحياء واختراق الضوابط الشرعية

تصغير
تكبير

المحادثات الخاصة والسرية تعتبر خلوة وقد يمارس فيها الشباب من الجنسين محرمات كثيرة

الشكوك تعشّش في أذهان بعض الشباب بعد الزواج بالفتاة التي أحبها عبر التواصل الإلكتروني

نسبة كبيرة من شبابنا يؤثرون الزواج عبر المعرفة الأسرية أو الناس الموثوق بهم

بعض الأمهات يرين تعارف بناتهن على الشباب من منطلق الرغبة في اصطياد زوج المستقبل

الشباب يعارضون الزواج الإلكتروني لأنه مبني على حالة خاصة يملأ الشاب وقت فراغه ويتسلى بالمعاكسات

اجتمعت عدة أسباب في مسألة عزوف بعض الشباب في المجتمعات العربية والإسلامية عن الزواج، وارتفاع معدلات هذا العزوف في السنوات الأخيرة، وقد تكون الدوافع لهذه الظاهرة ماديّة، وربما نفسيّة، أو قناعات فكرية خاصة، ولكن مما لاشك فيه أن التقدّم التكنولوجي والعولمة والانفتاح في وسائل التواصل الاجتماعي اللامحدود كانت سبباً مهماً وجوهرياً، حيث بدأت بعض القيم والأخلاقيات تهتز في نفوس بعض الشباب، وبدأت الفتيات المراهقات وكذلك نسبة لايُستهان بها من النساء ممن يطاردهن شبح الخوف من عدم الزواج، تستسهلن فكرة التعارف الإلكتروني لتحقيق رغبة الزواج.
وهكذا أصبح كثير من الشباب يتشككون في كثير من النساء عند الإقبال على الزواج، وتحولت نظرتهم إلى الشك وافتراض أسوأ الاحتمالات في إمكانية وجود علاقات سابقة للمرأة في ظل القفزة في فضاء التواصل الإلكتروني العالمي بالمحادثات الكتابية والصوتية وكذلك بالفيديو. وبالطبع هناك من يؤيّد هذه المسألة، وهناك من يعارضها. ولايمكن أن ننكر أن أكثر الزيجات بين مواطني الدول المختلفة والمتباعدة بموقعها الجغرافي وعاداتها وتقاليدها وثقافاتها كانت بسبب التعارف على صفحات الفيس بوك. ولاشك أن هناك محاذير ومخاوف كثيرة من هذا «الزواج الإلكتروني» حيث إنه من الصعب التيقن من مصداقية الطرفين في ما يقولانه، وقد يتم الزواج، وتبدأ رحلة الشك والجحيم وتوتر العلاقة، وتنتهي بكوراث نفسية واجتماعية تؤدي إلى الطلاق، لأن ما بُني على باطل فهو باطل، حيث انجرف الطرفان في مستنقع المخالفة الشرعية وصار سهلا التحدث ببعضهما البعض والدخول في تفاصيل التفاصيل، وربما وصلوا لمرحلة المزالق الأخلاقية، التي تقع فيها مخالفات شرعية أبرزها الخلوة في الحديث الفاحش الذي يجري بينهما، وتبادل الصور والفيديوات وغيرها من الأمور.
وحول هذا الموضوع المهم جداً أحببنا أن نستطلع آراء بعض الشباب في عالمنا الإسلامي، بدءًا من الكويت، حيث يقول الشاب فهد أحمد حسين الطالب بجامعة الكويت:«نحن نعيش عصر التكنولوجيا عصر السرعة، لذا فأنا أستخدم التكنولوجيا في كل ما يتعلق بدراستي، وأقوم بالتواصل مع الأساتذة عبر البرامج المتطورة التي غزت أجهزتنا الذكية، وطبعا هناك من أحسن استخدامها، وتعامل معها بشكل جيد وهناك من أساء استخدامها». وعن الزواج المبكر يقول فهد: «لقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الزواج إن امتلكنا القدرة على ذلك، والعمر بنظري ماهو إلا أرقام تتزايد، والتجارب هي من تصنع العقل، وتؤهل الشخصية لتحمل المسؤولية، فهناك شباب بعمر صغير بدءًا من 16 عاماً، ويستطيع تحمل مسؤولية الزواج، الذي هو تحصين للفرد من الوقوع بالرذائل، ولكنه يقع بشرط التفاهم والاتفاق بين الزوجين، والأهم من ذلك الصدق في كل الأمور ليستمر هذا الزواج». وأضاف فهد: «أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي سهلة بمتناول الشباب، وقد يقع البعض منهم في الحب الالكتروني، وسرعان ما ينجذبان لبعضهما البعض، فيتحول الموضوع لخطبة ثم زواج فلا خطر عليه، ربما لأنه مبني على الصدق».
في حين قال خالد وليد القطان الطالب بجامعة الكويت، والموظف في ذات الوقت بإحدى مؤسسات الدولة: «أهتم جداً بعصر التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي، وأحيانا بشكل مفرط جدا إذا لم أنشغل بشيء، وعادة الشخص الذي لا يستثمر وقته فمن الطبيعي أن ينشغل بهذه المغريات الموجودة بمواقع التواصل الاجتماعي، بشكل قد ينسيه الصلاة أحياناً، وللأسف سهلت هذه الوسيلة التعارف بين الجنسين بشكل سري وسريع، قد يؤدي لمشاكل كثيرة، وأنا ضد التعارف والزواج الالكتروني لأنه مبني على حالة خاصة كان فيها الشاب يملأ وقت فراغه ويتسلى بالمعاكسات النسائية، وينبغي تجنب مثل هذه الأمور، ولدي قناعة تامة بالزواج عن طريق المعرفة الأسرية لأن الوالدين يحرصان أن يقدما لأبنائهم أفضل ما يتمنيانه ويكون اختيارا صحيحا وهو بلاشك توفيق من الله عز وجل». وأشار القطان إلى أن «(الغرب) أرادوا أن ينشغل شباب العالم العربي المسلم بمثل هذه البرامج كي تتوقف التنمية، فكلما انشغل المسلمون بمثل هذه التفاهات ستموت الخلايا الدماغية خصوصاً عندما يكون التعلق بالهاتف الذكي وبرامجه الخطيرة منذ الصغر».
ومن جانبه قال سعد العنزي المتزوج أخيراً: «أؤمن بالزواج المبكر ولا أراه مبكراً، فهو زواج بالوقت المناسب، حيث يُفضل للرجل البالغ صاحب الدين والخلق الحسن أن يتزوج إن كان يملك المقدرة على ذلك، وفي المقابل أرى ألا يُقبِل الرجل على الزواج وإن كان في أواخر الثلاثينيات إن كان ينقصه الخلق الحسن أوكان لا يصلي، فكيف ‏سيربي أبناءه وينشىء جيلاً جديداً إن لم يكن هو على الدين والخلق الحسن؟ لذلك أرى أن يعيد الناس نظرتهم في تعريف الزواج المبكر، وأن يربطوه بافتقاد أحد الزوجين للحكمة أو الدين وليس بالعمر فقط، وينبغي أن يكون الزواج عن طريق المعرفة الأسرية ‏لأن ذلك أأمن من وسائل التواصل الاجتماعي التي قد يُساء استخدامها وليست محل ثقة».
وتأتي رؤية طالب الهندسة بجامعة الكويت جراح الكاظمي على هذا الموضوع مختلفة نوعا ما حيث يقول: «تداخلتْ المفاهيم بتطور التكنولوجيا الذي وصل لعصر مواقع التواصل الاجتماعي فاختلط النافع بالضار، وعلى الرغم من أننا مُخيرون فطرةً فيما تستهويه أنفسنا إلا أن هذا العصر المفعم بالتواصل الاجتماعي الوهمي أجبرنا على غير ذلك، فأصبحنا للأسف الشديد نجبر على معايشة الكثير من أنماط الفكر المنحطة من خلال هذه الشبكات، وكلما حاولنا الابتعاد عن الظواهر الدخيلة على مجتمعنا المحافظ نسبيا نرى علامات تلوح بالانحطاط مقبلة من جديد للأسف، وقد أتى اليوم الذي كان يهابه القلة الواعية منذ زمن ليس بالبعيد عن يومنا هذا، فأصبح معظم ما يطرح على منصات التواصل المزعومة لا يمثل لا صغيراً ولا كبيراً، ولا عاقلاً ولا مجنوناً، والخوف من أن الحماقة ستتغلب يوما ما، يخيفني ما يحدث، وأتخوف أكثر على بعض الشباب الذين يغرقون في هذه التفاهات». وعن الزواج المبكر والتعارف بين الجنسين في وسائل التواصل الاجتماعي يقول الكاظمي: «لا يوجد بقاموسي المتواضع زواج يصنف تحت بند التبكير، حيث تختلف العقليات والخبرات بين الأشخاص، فعلى الفرد أن يتفحص مؤهلاته قبل أن يقدم على أي شيء، ولا أرفض أي فكرة لا تخرج عن نطاق الشريعة الإسلامية أبداً، وأرجح كفة الزواج التقليدي المبني على المعرفة الأسرية». وينتقد الكاظمي اختفاء خُلق الحياء بين الكثير من الشباب من الجنسين، ويقول: «لم نعد نلمس بشكل ملحوظ خلق الحياء الذي نشاهده في الجيل السابق لنا، والذي سمعنا عنه من الأجيال التي سبقتهم أيضاً، ولا يجول في ذهني في ما يتعلق بخلق الحياء إلا سؤال واحد هو: كيف سيكون وضع (خلق الحياء) مستقبلا؟».
 ويأتي رأي الطالب الأفغاني بجامعة الكويت نثار أحمد، حيث يقول: «كما نلاحظ أن العصر الحالي تكنولوجي الطابع، والتسهيلات التي أتت من خلاله بين أيدينا لا تساعدنا كثيرا بقدر ما تهزم روابطنا الاجتماعية الأسرية، وتخلق الظنون والشكوك التي تقع بين الزوج وزوجته، وكذلك هذا التواصل التكنولوجي السريع يقلل من تبادل الآراء والتواصل المباشر بين أفراد الاسرة والأصدقاء». ويشير نثار إلى «أن موضوع الزواج هو أمر مطلوب لدى الشباب من الجنسين، ولكن لا أظن أنه ناجح إن حدث في سن صغيرة، وتدور في ذهني شكوك كثيرة حوله، بدليل ارتفاع نسبة الطلاق في مجتمعاتنا الإسلامية، وهذا يعود لضعف التفاهم بين الزوج والزوجة، وعن نفسي لا أرى سبباً لعدم قبول الفتاة التي قد أتعرف عليها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي معرفة كافية وشاملة، ولكن أُفضّل بالطبع الزواج عن طريق الأسرة لتلك الفتاة التي سأتوجها بمشاعري مستقبلا».
 وفي الجانب الأنثوي في نقاش هذه القضايا المهمة التي تمس كيان الشباب من الجنسين في مجتمعاتنا الإسلامية، تؤكد الطالبة بمعهد الدراسات التقنية بالمغرب يسرى العسري أنها «ضد فكرة الزواج المبكر، لأن الفتاة أو الشاب يكونان غير ناضجين ولا يعرفان معنى المسؤولية، فالزواج صبر وحب ومودة ومسؤولية، لكن مع الأسف في عصرنا الحالي أصبح الزواج المبكر موضة وللتباهي فقط عند بعض الأسر، ونجد بعض الأمهات قد تُبرج ابنتها، وتعرضها كأنها سلعة ليتزوجها أحد كي لا تسمع كلام جاراتها اللاتي من الممكن أن يقلن عن ابنتها عانس مستقبلا» وعن التعارف بين الجنسين بوسائل التواصل الاجتماعي تقول العسري: «مهما تحدثنا عنه يبقى عالماً افتراضيا فيه أشخاص وهميون وأشخاص حقيقيون، ويضم الأخبار الصحيحة والكاذبة في آن واحد، لذا أستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بعقلي لا بقلبي، ولكنني لا أعارض ولا أدعم فكرة التعارف للزواج بهذه الطريقة الالكترونية، لأنه قد يفشل وقد ينجح، وبرأيي أن الشاب إذا أحب فتاة، وتمنى أن يكمل معها بقية حياته، فعليه أن يتخذ الطريق الرسمي بالخطبة العائلية وأميل في نهاية الأمر للزواج عن طريق المعرفة الأسرية للشاب الذي سأتزوجه،عكس التعارف بوسائل التواصل الاجتماعي لأنه يبقى مجهولا وغامضاً».وعن خلق الحياء توضح العسري بأنّ «تطبيق خلق الحياء في مجتمعاتنا العربية والإسلامية أصبح مجرد قول وليس فعلا، أما التطبيق قولاً وفعلاً فنسبته قليلة، ويصنف صاحبه على أنه متشدد لأن الثقافة الغربية أثرت في مجتمعنا خصوصاً الشباب من الجنسين،عندما تتحدث معهم يفسرون ذلك بالانفتاح على الثقافات الأخرى وأنه حر في اختيار كيف يعيش حياته لكن عندما تسأله هل أنت مسلم؟ يقول لك نعم أنا مسلم وأصوم وأصلي لكن عندما تسأله هل تتواجد فيك صفات المسلم، لا يعرف بماذا يجيب، بل قد يتهرب من السؤال، لذا أرى أن خلق الحياء في وقتنا الحالي قد تلاشى، وجيلنا والجيل الذي تلانا ليس كجيل الخمسينات والستينات والسبعينات، فكلما زاد العمر زاد التطور لكن مع الأسف كلما زاد التطور قل تطبيق خلق الحياء وهذا محزن».
من جانبها عبرت نجوى بوشكارن معلمة القرآن في المغرب عن اضطرارها للتعامل مع وسائل التكنولوجيا عند الضرورة، فهي كما تقول: «غيرت معالم كثيرة من حياتي الدراسية والعملية والعائلية، إلا أني لا أعطيها وقتاً كبيراً، لأنها تحمل في طياتها مغريات كثيرة، ولا أريد أن أغرق في حوارات مع أصدقاء أو مع مجهولين وأقيم معهم علاقات مختلفة، بعضها قد يكون حول موضوعات جادةً ومفيدة، وبعضها بهدف التسلية، والسلبيات التي أراها في مجتمعنا العربي الإسلامي في هذا الجانب التفكك الأسري، فهي طوقت أفراد الأسر بجدارات العزلة، حيت انفرد كل منهم منكباً على حاسوبه وهاتفه الذكي يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي». وحول موضوع الزواج المبكر والتعارف للزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي تقول بوشكارن: «من وجهة نظري أن للزواج المبكر إيجابيات كثيرة منها عفة النفس وحفظ النسب والنسل ورعايته، وارتياح النفس وسعادتها واستقرارها، وقد حثت الشريعة الإسلامية، وشجعت الشباب على الزواج إذا توفرت عندهم الباءة والاستطاعة النفسية، أما رأيي في الزواج عن طريق التعارف بوسائل التواصل الاجتماعي فهو فعلا سلاح ذو حدين خصوصاً بالنسبة للفتاة، وأرى أنه على كل فتاة أخذ الحيطة والحذر، أما الزواج في حد ذاته سواء عن طريق (النت) أوغيرها فهو مقبول عندي ولا أعترض عليه شخصيا إن كان في إطار أخلاقي لاينافي الشرع». وأشارت بوشكارن إلى أنّ «الحياء قد تراجع في المجتمعات الإسلامية بشكل مخيف لأنه حصن المقدمة للعفاف، وانهياره يترافق مع ظهور فتن أخلاقية وانتشار ظواهر أدناها خلع الحجاب، بعد خلع الحياء، وأصبح تطبيقه في عصرنا الحالي شبه منعدم في وسط الشباب من الجنسين، فقد تجده في بعض الأحيان عيبا، والبعض يرى أن التزام المرأة بالقيم الاسلامية المنضبطة ليس من الحياء في شيء».
ومن جانب آخر تقول منى يوسف علي الطالبة المصرية التي تدرس بجامعة الكويت: «لا شك أن التكنولوجيا ثورة هذا العصر مكنتنا من التقدم وفتحت أبوابا من المعرفة والعلم، فحولت عالمنا الضخم إلى قرية صغيرة، ولكن لا ننسى أنها أدخلت الكثير من السلبيات على مجتمعاتنا العربية عامة والإسلامية خاصة، وبالتأكيد الشباب هم أكثر فئة عُرضةً لخطر هذه الثورة، فتم زرع مفهوم الانفتاح الخاطئ بعقولهم، وأصبحوا يرونه بالابتعاد عن الدين، وتقبل كل ما يبتدعه الغرب من أفكار وأفعال بغيضة لا تَمُت للحق بصلة، حيث نرى انتشار ظاهرة(الفاشنيستا)وتقليد الفتيات خاصة لهن، وهوسهن بحياتهن التي يعرضنها كمثالية على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقليد المراهقين للمشاهير، فتمتلئ عقولهم بالتفاهات وينحرفون عن المهم، لذلك علينا تدارك الموقف وإيجاد حل لهذه المشكلة لحماية شباب هذه الأمة من الانهيار». وعن الزواج المبكر تقول منى: «للزواج المبكر سلبيات وإيجابيات، أفتتح بالإيجابيات بذكر قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، فالزواج المبكر يكون بين الطرفين بقناعة ولا يكون بالإجبار، ولكن الزواج المبكر قد يكون في بعض الأحيان تسرعاً، حيث يكون الشاب غير مستعد حقاً لتحمل المسؤولية، ما يؤدي لتكوين علاقة فاشلة يُظلم فيها الطرفان، ونذكر أن الزواج المبكر قد يكون عائقاً أمام الفتاة الطموحة التي لديها أحلام في الدراسة، فلا تستطيع التوفيق بين بناء عائلة ناجحة والدراسة في نفس الوقت، وختاماً لكل موقف وظرف خصوصية على الشخص التفكير جيداً قبل الاختيار، وبالطبع أُفضّل الزواج عن طريق معرفة الشخصين لبعضهما بدلاً من وسائل التواصل الاجتماعي التي قد يدخل فيها شخصيات مزيفة».
وتقول زميلتها نيّرة محمد الحلو، وهي طالبة مصرية مقيمة بالكويت وتدرس بجامعة الكويت: «تدفعني نفسي لمعرفة كل ما هو جديد من باب الاطلاع لا التصديق والتنفيذ من مثل: إعلانات عمليات التجميل وغيرها، فأهتم بما هو مفيد حقا وأحتاجه ويكون وفق التقاليد والدين، ويحزنني أن أرى العديد من بنات جيلي يشجعن على ذلك ولا يتقبلن أنفسهن أوحياتهن إلا بهذه الهواجس التي تطاردهن لرغبتهن في الحصول على الكمال، والكمال لله عز وجل وحده، ومن الممكن أن يتطور هذا الهوس لمرض نفسي، كما أننا نجد أن عدم الرضى وصل لحد أن أصبحت نسبة الطلاق مرتفعة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية لأنه وصل للرجال الذين لا يرضون بزوجاتهم، فهم يلهثون وراء الدمى المتحركة». وتشير الحلو إلى أنّ «الزواج المبكر قاتل لأجمل مراحل الحياة وهي مرحلة الطفولة والبراءة بالإضافة إلى أن التعليم يكون غير مكتمل، ولا يستطيع الطرفان تحمل المسؤولية فهو يعوق طريق التعليم فلا يستطيعان تحديد أولوياتهما فلا تكون هناك خطة واضحة للمستقبل الذي يريدانه حقا مما يؤدي لتهدم هذا الزواج، وبلاشك أنني أفضل الزواج عن طريق المعرفة الأسرية، فالزواج ليس إلا مودة ورحمة وسكينة فقال الله تبارك وتعالى( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون ) أما عن الزواج عن طريق وسائل التواصل فيكون أساس الزواج هو الحب الموقت الذي يزول شيئا فشيئا مع الوقت ويمل الطرفان من بعضهما».
 وهكذا كنا في جولة فكرية جميلة مع شباب من الجنسين من الكويت وخارج الكويت في بقع متناثرة في عالمنا العربي والإسلامي، برؤيتهم العميقة الحالية والمستقبلية من زاوية نفسية وفكرية تنعكس فيها أحلامهم ورغباتهم القلبية، وتتراءى فيها التطلعات التنظيرية التربوية والخلقية في إطارها الإسلامي، والتي تتأرجح بين الواقع المفروض الذي يحمل رؤية ضبابية والمستقبل المضيء المشرق بنور الصحوة الأخلاقية. ويظل خلق الحياء قيمة رفيعة المستوى ترفرف في فكر شبابنا المسلم الصالح، مهما حاول البعض من التائهين طمسه بالتقليد الأعمي للغرب، وبالانفتاح الصارخ والمفرط الذي يُغيب الهوية الإسلامية الجميلة. إنها الرؤية المتعقلة التي تتعالى على التفاهات التي تستخف بقيمنا وأخلاقنا الإسلامية التي نفتخر بها ونعتز.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي