No Script

الصندوق الأسود / «كنا نرتجل حواراتنا ولم نكن مجرد ممثلين»

صلاح تيزاني: استُدعيت مرة إلى المَخفر ... و«خربْتُ بيت» مدير التلفزيون

u0635u0644u0627u062d u062au064au0632u0627u0646u064a
صلاح تيزاني
تصغير
تكبير

كلمتان تثيران الفضول والفزع في وقت معاً!
الفضول إلى اكتشاف مجهولٍ مفعمٍ بالغرابة والتوتر يقبع هناك، في جوف طائرة منكوبة، أو سفينة غارقة، والفزع الذي يصاحب التنقيب عن أسرارٍ غامضة ومعتمة تقف وراء المشهد، وتتوارى في الجانب المظلم من الصورة!
الإنسان أيضاً يملك «صندوقاً أسود»، يرافقه طوال الوقت، يسجّل عليه حركاته وسكناته، ويحتفظ بآلامه وآماله، ويختزن ما يحب وما يكره، ويخبئ أفراحه وإحباطاته، والأهم من كل ذلك أنه يفيض بملايين الأسرار التي قد يحرص الإنسان أن يخفيها عن الآخرين، حتى الأصدقاء والأحبة!
«الراي»، التي تدرك جيداً أن معظم البشر يرفضون فتح «صناديقهم السوداء»، مهما كانت المغريات، قررت المغامرة - في هذه الزاوية - بأن تفتش في أعماق كوكبة من الفنانين والإعلاميين، وتطل على الجانب الأكثر غموضاً في حياتهم، والذي يمثل لهم «مجهولاً» طالما هربوا منه... لكن «الراي» تجبرهم الآن على مواجهته! واليوم، فتحت «الصندوق الأسود» الخاص بالفنان القدير صلاح تيزاني الملقب بـ«أبو سليم».

• ما أبرز الأعمال التي تعتبرها محطات في مسيرتك الفنية؟
- كل عمل قدّمتُه أعتبره محطة، وكل أعمالي هي أعمالي، ولكن البعض منها حقق نجاحاً أكثر مما كنا نتوقع له، من بينها «سيارة الجمعية» و«المليونير المزيف» و«دكتور الضيعة». كل عمل في وقته وزمنه. وأنا واكبتُ 6 أجيال. في الستينات قدمت «سيارة الجمعية» وفي السبعينات «المليونير المزيف» وفي الثمانينات «خلصنا بقى» و«سوا سوا بدنا نعيش» تزامناً مع الحرب، وفي التسعينات «أبو سليم 2000». كنت أواكب كل مرحلة بالأعمال التي تناسبها. لم أقدّم مسلسلاً من 30 حلقة يدور حول فكرة معينة، بل برامج عن الحياة الاجتماعية، تنتقد المجتمع بقالب كوميدي. نوّعتُ بكل ما قدمته وكنت أجدّد في برامجي، وإلا لَما تمكّنتُ من الاستمرار حتى يومنا الحالي.
• كيف تسترجع ذكريات الحوادث التي رافقت أعمالك؟
- الحوادث كانت كثيرة جداً، وكانت العبارات التي نستخدمها في أعمالنا تتردّد على ألسنة الناس. مثلاً، قلتُ لأمين في أحد البرامج سجّل رقم لوحة السيّارة التي تقف على الرصيف واذهب إلى المخفر كي يحرر مخالفة أو يمنع وقوفها على الرصيف، وفي اليوم نفسه نزل الأولاد إلى الشوارع وقاموا بتسجيل لوحات السيارات فيها بعد انتشار إشاعة بأن التلفزيون عرض جائزة على الشخص الذي يجمع أكبر عدد من أرقام لوحات السيارات، فتم استدعائي من المخفر لأن هناك مَن فهم ما عرضناه في الحلقة بشكل خاطئ، وقمتُ بإيضاح الحقيقة. كان الناس يظنون أن ما يشاهدونه في التلفزيون حقيقي. وفي مرة ثانية، أرسل بطلبي مدير التلفزيون وقال لي «خربت بيتي»، فتبين أن الجزّار الذي يتعامل معه توقف عن بيعه اللحم، بعدما عرضت حلقة موضوعها أن الجزار لا يغش الناس فقط، بل بيته أيضاً، فظنّ الجزار أن مدير التلفزيون هو الذي اقترح موضوع الحلقة. الناس لم يتقبلوا الانتقاد بصدر رحب.
• وماذا عن الحوادث التي كانت تحصل خلال التصوير؟
- خلال الفترة التي امتدّت بين الستينات والسبعينات، لم نكن نصوّر أعمالنا، بل كنا نبثها بشكل مباشر على الهواء. وفي كل حلقة كانت تحصل 100 غلطة، في الحوارات والمواقف، ولجهة نسيان الممثل الدخول في المشهد. كنا نرتجل حواراتنا، والممثل لم يكن مجرد ممثّل يحفظ دوره ويؤديه أمام الكاميرا، بل كان يغنّي ويرقص ويلعب اكروبات ويقوم بالرياضة، واليوم تحوّل التمثيل إلى «شمّة هواء»، وأي شاب جميل أو فتاة جميلة صارت تُطلب للتمثيل، والموهبة اختفت، ولذلك لم يعد هناك عباقرة وفنانون حقيقيون، بل كلهم للاستعراضات. النجوم اختفوا منذ نحو 20 عاماً، وصار مطلوباً من الممثل أن يبذل جهداً كبيراً كي يصبح نجماً، بينما في السابق كان يفرض نفسه من أول عمل يشارك فيه لأنه يملك الموهبة. الفن ليس علماً مع أنه يساعد الممثل ولكن الموهبة هي الأساس، تماماً كما الغناء الذي يحتاج الى صوت جميل. أما اليوم فأي فتاة تجد نفسها حلوة وتتمتّع بقوام جميل تقرّر الغناء، مع انها تنشّز خلال الغناء.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي