No Script

ألوان

سمعة السائح الكويتي

No Image
تصغير
تكبير

وصف أحد الرحالة الكويت - الذي زارها قبل حقبة النفط - بأنها بلد تشبه بعض المدن الخليجية، إلا أنها أكثر نظافة وأهلها اكثر «ذرابة»، واستمر الذوق الكويتي محافظاً على سمعته جيلاً بعد جيل مع الحقبة النفطية، وتغير المجتمع الكويتي إلى الأفضل في الكثير من نواحي الحياة اجتماعياًَ وصحياً وتعليمياً وثقافياً وفنياً.
وعرف أهل الكويت السفر قديماً، منذ أن كانوا يسافرون بقصد العمل او التجارة، ثم انتقلت فكرة السفر إلى السياحة أو الدراسة أو العلاج، وكانت الوجهات المفضلة لأهل الكويت هي الدول العربية مثل جمهورية مصر العربية أو سورية أو لبنان أو الاردن ثم المغرب، ووصل بهم الأمر إلى الدول الغربية لا سيما الأوروبية.
وكانت هناك فئة من الكويتيين التي تسافر إلى تلك الدول في فترة الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وكانت صورة السائح الكويتي رائعة، ولا يعني ذلك انه لا تحصل بعض المواقف السلبية لكنها نادرة إلا أن الأمر بات متغيراً للأسوأ في السنوات العشر الأخيرة، وبتنا نسمع من أصدقائنا وبعض معارفنا بعض المواقف التي يقوم بها القليل من أهل الكويت الذين يفكرون بالسفر إلى الدول الغربية، من دون مراعاة لقوانين تلك الدول بل الأسوأ أنهم باتوا يتصرفون مع المسؤولين من الشرطة وممثلي البلديات بصورة تشوه صورة الكويت الأمر الذي دفع بالصحف الاوروبية إلى مهاجمة تصرفاتهم، وأذكر أن صديقاً يجيد إحدى اللغات الأوروبية، ويتردد كثيراً على أوروبا - بحكم تجارته - أكد لي أن هناك حملة في إحدى الصحف قبل سنتين ضد السائح الكويتي، وباتت تذكر سلسلة من المواقف التي معها أدلة بالصور عن بعض التصرفات السلبية، منها عدم احترام قانون النظافة في الحدائق، بل إن أحدهم قام باصطياد بط في البحيرة وقام بدعوة أصدقائه على وليمة، وكان يفتخر أنه قام باصطياد البط الذي تنص القوانين في تلك الدول المتقدمة على عدم تقديم أكل له، لأن هناك فريق عمل من قبل البلدية يعرف ماذا يأكل البط وما هي الأوقات التي يتم تقديم الاكل لها، وعدم الانتظام بذلك الأمر قد يعرض البط إلى بعض المشاكل الصحية وربما النفوق. وهناك الاطفال الذين يسافرون مع ذويهم إلى الدول الأوروبية، فيقومون بتصرفات غريبة يقابلها المواطن الأوروبي بنوع من الاستهجان.
لذا لا بد من حملة توعوية لأهل الكويت قبل سفرهم، وليكن ذلك قبل الصعود إلى الطائرة المتوجهة الى الدول الغربية، من دون أن يكون هناك اساءة إلى أحد، بل يكون هناك محاضرة قصيرة، ولتكن مسجلة تبث في الطائرة تعرض أمام المسافرين، لأن صورة الكويت باتت سيئة سياحياً، كما أن تصرفات البعض باتت تسيء إلى سمعة الكويت، في الوقت الذي نرى فيه أن كل سائح كويتي هو سفير للكويت.
ولا بأس من إصدار قرار بسحب جواز كل مواطن يقوم بأعمال مشينة لفترات معينة، مع غرامة مالية يدفعها تبعاً لنوع السلوك الذي يقوم به، عندها نكون قد ساهمنا بردع المواطنين المسيئين لانفسهم ولسمعة أسرهم قبل أن يسيئوا إلى سمعة الكويت، حيث ان السائح الكويتي لديه سمعة قديمة وجميلة، قبل أكثر من نصف قرن من الزمن، ولا يمكن السكوت عن بعض الأفراد الذين يقومون بتصرفات تجعل صورة الإنسان الكويتي سيئة أمام الآخرين.

* كاتب وفنان تشكيلي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي