No Script

خواطر صعلوك

الحركة النسوية في الكويت!

تصغير
تكبير

تنطلق الحركة النسوية في الكويت من منطلق «ليبرالي»، وتسعى من منظور حقوقي وتمكيني، إلى مساعدة المرأة الكويتية، مستخدمة في ذلك شعار «الحرية. المساواة»
ورغم النوايا والمنطلقات الجيدة، إلا أن الإشكالية دائماً في التطبيق، فأقوى المبادئ تتحطم على صخرة الواقع، أو في تغريدات «تويتر»، وفي مناظرات التلفزيون.
ولي ملاحظتان أرجو من السيدات والسادة المنتسبين للتيار «النسوي الكويتي» أن تتسع صدورهم لهما بحجم انفتاح عقولهم.
الأولى: الليبرالية لا تدافع عن نفسها أو تدعو إلى التنوير بالصراخ في المعنى المتفق عليه، والتغريدات الحادة التي تحمل من سوء الفهم الجمعي، أكثر مما تحمل من الفهم المشترك، ولأنها تسعى للفهم المشترك، فهي لا تسمح أن يتصدر المشهد النسوي شخصيات نسائية أو رجالية لا يفتقدون للحقائق بقدر ما يفتقدون للذوق في الطرح أمام مجتمع يتلقى، ولا تنقصهم الصراحة بقدر ما ينقصه الاتزان أمام شريك يستمع، يقف - أو تقف - على المنصة وهو مخلص لمبادئ الفكرة، ولكن تنقصه مهارات التطبيق والممارسة، فيسيء إلى سمعة الحركة النسوية بكاملها.
الثانية: المنظور الحقوقي في الليبرالية هو خطاب «إلى ومع وبالمجتمع» وليس خطاباً إلى «شلة الأصدقاء»، الذين يمدحون أداء وتصريحات من اتفق معهم، فهو مقاربة نحو المجتمع وليس خطاباً يستعلي عليه ويجهله، بل منظور يعتقد أنه من الأفضل أن نساعد الناس في أن يعبروا عن أنفسهم بأنفسهم من أجل أنفسهم،لا أن نُخرج لهم مَن يملي عليهم حقوقهم، فالمطالب بارتداء البكيني في الأماكن العامة، ومطالب الزواج بلا موافقة الأهل، وفي أن تسكن الفتاة بمفردها، وإلغاء قانون التشبه بالنساء والتشبه بالرجال، وتعديل قانون المواريث، وحق الفتاة في أن تشتكي أهلها في المخفر، وإلغاء تعدد الزواج... كل هذه مطالب مفروضة على المجتمع تحت عناوين عدة مخفية مثل «التجربة الشخصية، التنشئة الاجتماعية وأثرها، والحالات النفسية المستعصية، والحالات الفردية التي تحتاج دعماً وليس القانون».
تفشل الحركة النسوية للمرة الواحدة بعد الستين، لأنها تعتقد أن التمكين النسوي يبدأ من وعي نساء يتكلمن بلسان حالهن وليس لسان حال ومقال كل النساء الجالسات تحت المنصة.
كل الخطابات الدينية والاجتماعية والسياسية والفئوية التي لا تراعي السياق الذي تعيش فيه، وأحسن وأحكم الطرق للتعامل معه، لا يبدأ من وعي الناس ولغتهم، ولا يؤمن بأن الممارسة الاجتماعية للمبادئ والمشاركة مع كل الفئات في النقاش وليس المناظرات، إنها قيم في حد ذاتها كالحرية والتسامح... أي خطاب ليبرالي نسوي لا يراعي هذا سيظل خطاب أقلية ونزهة قصيرة بين حقول العنب والتبغ حتى لو بعد مئة عام أخرى.
وفي الحقيقة، نحن لا نملك أمام هذا الكم من الأخبار التي تقول إن فلاناً سجن بسبب «تغريدة» أو نص إلكتروني أو التصاريح التي تدل على معنى أو إشارة ملتبسة حول القيم التي يدعو إليها أصحابها، أقول نحن لا نملك إلا أن ننصح أصحاب الخطاب الليبرالي والنسوي بأن يراجعوا أنفسهم في ما يتعلق بأسباب سوء الفهم المجتمعي المشترك البعيد عن دائرة المقربين، والذي دائماً يثار عند التطبيق والدعوة إلى مبادئ جميلة لا خلاف عليها.

قصة قصيرة:
‏هي: تواجه العالم بجسدها، فتبرزه... فيبرز لها مَن يبحث عنه.
هو: يواجه العالم بما يملك، فيُظهره... فتظهر له مَن تبحث عن التملك.

@moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي