No Script

حوار من فوق الأسوار في واشنطن تناول الأسد والصراع السنّي - الشيعي وفلسطين

تركي الفيصل يناظر الجنرال الإسرائيلي السابق عميدرور: أتمنى الصلاة في القدس بعد السلام... ويؤذيني أني قد لا أستطيع

u0627u0644u0623u0645u064au0631 u062au0631u0643u064a u0627u0644u0641u064au0635u0644 u0648u0639u0645u064au062fu0631u0648u0631 u062eu0644u0627u0644 u0627u0644u0645u0646u0627u0638u0631u0629 u0641u064a u0648u0627u0634u0646u0637u0646
الأمير تركي الفيصل وعميدرور خلال المناظرة في واشنطن
تصغير
تكبير
الفيصل:

? تلقّف المبادرة العربية لا يحتاج إلى إلهام إلهي أو ذكاء آينشتايني من نتنياهو

? عباس وقف في وجه عرفات وقال له إن الانتفاضة المسلحة لا جدوى لها

? أعرف إسرائيليين ممن يوافقونني الرأي حول أهمية قبول المبادرة

? نتنياهو لا يرضى الاعتراف بدولة فلسطينية وينوي توسيع السيادة إلى الجولان

? على الأقل أنت تعترف بسوريّة الجولان على عكس رئيس حكومتك

? قلتُ للأميركيين لا تأخذوا لاجئين سوريين بل خذوا بشار الأسد

? كلانا مسؤولان سابقان... لا تتوقع الكثير

? الناس يقولون إن هذا اعتراف سعودي بإسرائيل وأقول إن هذا لن يحصل

? طلبَ بيريس أن التقيه في غرفة جانبية فقلت له ألتقيك علناً ولكن بعد السلام

عميدرور:

? الحكومات العربية متفائلة أكثر من اللازم بمدى استعداد عباس للسلام

? نحن دولة ديموقراطية وطبيعي أن يوافقك البعض على المبادرة العربية

? لا علاقة للمفاوضات مع الفلسطينيين بالجولان فهو مُلك دولة سورية غير موجودة

? عدد الفلسطينيين الذين قتلهم العرب أكبر من عدد الفلسطينيين الذين قتلهم يهود

? الأسد ليس المشكلة... ورحيله لن ينهيها

? نحن على الحياد في الصراع السنّي - الشيعي وفي سورية

? العرب كانوا يريدون أن نعيد الجولان الى الأسد والآن لا يريدون الأسد

? علينا ان نجلس مع اي مسؤول عربي يوافق على الجلوس معنا

? أهلا وسهلاً بك إن أردت الصلاة في القدس
على وقع التصريحات الاسرائيلية المتكررة ان لتل ابيب علاقات سرية مع دول عربية كثيرة، وخصوصا خليجية، وعلى وقع التكهنات القائلة ان استعادة المملكة العربية السعودية جزيرتي تيران وصنافير من مصر يضعها على تماس عسكري واستراتيجي مباشر مع اسرائيل، شارك مدير الاستخبارات السعودية السابق الامير تركي الفيصل في ندوة جمعته مع مستشار الأمن القومي الاسرائيلي السابق الجنرال يعقوب عميدرور واستضافها «معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى».

وحاول المعهد اضفاء طابع تاريخي على الندوة، التي افتتحها مدير المعهد روبرت ساتلوف بالقول ان المصافحة بين الرجلين لدى صعودهما الى المسرح لحظة تاريخية. وبدأ المسؤولان السابقان حديثيهما ببرودة، وحصرا كلامهما في علاقة كل من بلديهما الثنائية مع الولايات المتحدة، الى ان اخترق الامير تركي المراوحة وبادر الى القول ان افاق التعاون بين العرب والاسرائيليين كبيرة جدا لو تدرك اسرائيل اهمية قبولها مبادرة السلام العربية للعام 2002، وتوقيعها على اتفاقية سلام وقيام دولتين مع الفلسطينيين، ما يفتح باب تعاونها مع الدول العربية.

وقال الفيصل: «لا افهم لماذا لا تتلقف حكومة (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو المبادرة، فهي لا تحتاج الى الهام الهي او ذكاء آينشتايني، فقط تبادل اراض واعتراف وسلام». والتفت الفيصل الى الحضور، وتطلع نحو دينيس روس، مبعوث السلام اثناء ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون، وقال «كل هذه الأمور عملنا عليها مطولا مع روس»، والآن تراجع عنها نتنياهو.

واضاف الفيصل انه يعرف اسرائيليين ممن يوافقوه الرأي حول اهمية قبول اسرائيل مبادرة السلام العربية، وانهم يخالفون الجنرال ونتنياهو، فقال عميدرور «نحن دولة ديموقراطية».

ثم رد الجنرال الاسرائيلي بتوجيه اصابع اللوم الى الفلسطينيين، وقال ان عددا من الرؤساء الاميركيين ورؤساء حكومة اسرائيل حاولوا التوصل الى سلام مع الفلسطينيين، لكن القيادة الفلسطينية كانت دائما تتراجع في اللحظة الاخيرة، مضيفا انه ربما الحكومات العربية متفائلة اكثر من الللازم بمدى استعداد الفلسطينيين او رئيسهم محمود عباس للتوصل الى سلام.

ودافع الفيصل عن عباس، وقال انه وقف في وجه الرئيس الراحل ياسر عرفات وقال له ان الانتفاضة الثانية المسلحة لا جدوى لها، لكن الاسرائيليين لا يساعدون عباس، حسب الفيصل، ويستمرون في سياسات تعذيب الفلسطينيين يوميا، لناحية توسيع المستوطنات وفرض حواجز على حركتهم ومنع المياه عنهم ورفض الاعتراف بسيادتهم. وقال الفيصل ان المشكلة في نتنياهو انه لا يرضى حتى الاعتراف بدولة فلسطينية، بل هو على العكس اعلن نيته توسيع السيادة الاسرائيلية لتشمل الجولان السوري المحتل.

ورد عميدرور بالقول ان «لا علاقة للمفاوضات مع الفلسطيينيين بالجولان، فالجولان هو ملك دولة سورية غير موجودة»، فقاطعه الفيصل ببراعة بالقول: «عالأقل انت تعترف بسورية الجولان على عكس رئيس حكومتك».

واستحكم الخلاف بين المسؤولين السابقين، وأصر الفيصل ان المفتاح لأي تعاون عربي مع اسرائيل هو التوصل الى سلام حسب مبادرة 2002، فيما اعتبر عميدرور ان المطلوب هو تعاون عربي مع اسرائيل لتحقيق سلام يتعذر تحقيقه حاليا مع الفلسطينيين.

وتطرق النقاش الى الوضع في سورية، وقال الفيصل ان الاجدى تسمية تنظيم «الدولة الاسلامية» فاحش بدلا من داعش. واضاف انه لدى حديثه مع المسؤولين الاميركيين والاوروبيين، غالبا ما يقول لهم ان عليهم ان لا يأخذوا لاجئين سوريين، بل عليهم ان يأخذوا الرئيس السوري بشار الأسد. واعتبر الفيصل ان المشكلة الفلسطينية هي محرك المشاكل الاخرى في المنطقة.

بدوره، اعتبر عميدرور ان لا علاقة لوضع الفلسطينيين بمشاكل الشرق الاوسط، وقال ان «عدد الفلسطينيين الذين قتلهم العرب هو اكبر من عدد الفلسطينيين الذي قتلهم يهود».

واضاف عميدرور ان الأسد ليس المشكلة في سورية، وان من يعتقدون انه «ان رحيل الأسد يقلص المشكلة هم مخطئون»، فالصراع السني الشيعي هو الذي يحرك الشرق الاوسط، وهو ليس صراعا حول شخص او عائلة. وقال عميدرور ان العرب كانوا يريدون اسرائيل ان تعيد هضبة الجولان الى الأسد، والآن لا يريدون الأسد.

على ان المسؤول الاسرائيلي السابق قال ان سياسة بلاده تقضي بالوقوف على الحياد في الصراع السني الشيعي في المنطقة، وكذلك في سورية، وان السياسة الاسرائيلية تقضي بحماية حدودها فحسب.

وختم عميدرور بالقول انه «من الواضح لنا انه علينا ان نجلس سوية مع اي مسؤول عربي يوافق على الجلوس معنا. قد لا يؤدي ذلك الى اتفاق دائما، ولكنه يؤدي الى تقريب وجهات النظر وفهم كيف يفكر الطرف الآخر»، وهو ما حمل الفيصل على القول: «كلانا مسؤولان سابقان. لا تتوقع الكثير من هذا».

ثم تابع الفيصل: «اصلا قبل ان آتي الى هنا، كان هناك الكثير من التغريدات حول هذا اللقاء». وقال ان «الناس يقولون ان هذا اعتراف سعودي باسرائيل، وتطبيع وعلاقات ديبلوماسية، وانا اقول ان هذا لن يحصل للأسف، ولكنه الواقع».

واضاف الأمير السعودي: «امنيتي ان اصلي في القدس». هنا قاطعه عميدرور قائلا «اهلا وسهلا بك»، فاجاب الفيصل: «اعرف، هذا من وجهة نظرك، لكن يجب ان يكون هناك اتفاق حول الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية، الذي من دونه لا يمكنني زيارة اسرائيل او الاراضي التي تحتلها».

وقال الفيصل: «يؤذيني عندما افكر ان الزيارة (للقدس) لن تحصل في حياتي، على أمل ان تحصل في زمن اولادي او احفادي، وان يتوصل العالم الى سلام، ويعملون لتحسين الانسانية».

واردف المسؤول السعودي السابق: «سأجتمع مع الجنرال مجددا في اماكن اخرى، كما في الماضي… اتذكر اني عندما كنت سفيرا في بريطانيا كنت اجلس في دافوس في حفل العشاء في وجه شمعون بيريز الذي كان رئيسا لاسرائيل، وقال لي اريد ان اجتمع معك، يمكننا ان نفعل ذلك في غرفة مغلقة، فقلت له ان كنت سالتقيك، التقيك في العلن، ولكن عليك ان تعطيني الفرصة، والفرصة الوحيدة في الذهاب الى فلسطين هي في التوصل الى سلام مع الدولة الاسرائيلية».

وختم الفيصل متوجها الى الاميركيين بالقول: «ارجوكم، استمروا في الدفع نحو السلام، لا دفعنا نحن العرب فحسب، بل ادفعوا الاسرائيليين كذلك… ادفعونا، ولا تسمحوا لهذا الوضع ان يستمر، فهو ليس في مصلحتنا ولا مصلحتهم».

الأمير تركي: منذ تحرير الكويت لم تعد واشنطن مستعدة للقيام بالمزيد

قال الأمير تركي الفيصل إن سياسة الولايات المتحدة الأميركية تغيرت تجاه المنطقة منذ تحرير الكويت قبل ربع قرن من الزمن.

وردا على سؤال حول إن كانت أميركا لا تزال مستعدة لتقديم المزيد وإرسال قوات إلى الشرق الأوسط لتأمين المصالح: «لا أعتقد ذلك، واعتقد أن الظرف العام تغيير وعليه لابد من وجود إعادة تقييم للعلاقات.. أعتقد أن أميركا تغيرت كما تغيرنا نحن في المنطقة منذ تحرير الكويت قبل 25 عاما... علينا العمل معا لمعرفة إلى أين سنذهب، وأعتقد أن كلانا يعترف بوجود مصالح مشتركة تربطنا مع بعض، سواء كانت محاربة الإرهاب أو الانخراط في تحسين السلام في المنطقة وغيرها من الأمور التي تفيد بلدينا».

وأضاف: «أعتقد أن الشعب الأميركي أيضا ومع مرور الوقت منذ تحرير الكويت، ربما شعر بأن هناك الكثير متوقع منهم وأنه لا يجب أن يكونوا في ذلك الموقع الذي يجعلهم مجبرين على تحمل مسؤوليات معينة كما كانوا في السابق».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي