خلال مداخلة لي في الجلسة الثانية من فعاليات ملتقى الاعلام الكويتي، بعنوان «بين الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي»، تحدثت عن سيئ الذكر كورونا، قلت إنه نقلنا إلى عام 2022 من ملاحقة التطور، حيث إنه لا يمكن الفرار من التطور التكنولوجي، فهو أمر واقع يجب التعامل معه يومياً وبحكمة في تلك المعركة الإعلامية التي سببتها الجائحة.
بعد الجلسة، جلست مع نفسي وفكرت، هل فعلاً كنا سنصل الى ما وصلنا إليه سنة 2022؟ تذكرت باقات الورد الكبيرة والشرائط الملونة والطويلة والمقصات فوق المخدات، وتزاحم البشوت والعسكر في حفلات الافتتاح تستقبلهم جيوش من المصورين، من دون اهتمام بمن حضر وماذا قال والى ماذا انتهى؟ هل كل هذا سينتهي فعلاً سنة 2022 لولا كورونا؟ ولا 2030 حتى!
في بداية الحلقة الأولى من مسلسل النهاية، والذي تدور أحداثه في العام 3020 اقتصرت الحوارات في نصف الحلقة الأول مع الأجهزة لا الأشخاص، وهذا ما يحصل حالياً، مؤتمر كامل نتحدث فيه إلى أجهزة حواسيب تنقلنا إلى الضفة الأخرى من العالم بحياد كامل لحواسنا الخمس، لا تلامس، ولا شم حتى، بالكاد نسمع ونبصر، ونتحدث متى دعت الضرورة، للمرة الأولى تحضر الضرورة القصوى في حياتنا على وجه الضرورة، أدركنا أن كل أولوياتنا كانت غير ضرورية، وإننا نستطيع أن نعمل عن بُعد، وننتج من البيت أضعاف إنتاجيتنا في المكتب، هذا إن كنا نعمل من مكاتبنا فلا ندعي ونحن غارقون في البطالة المقنعة، كورونا كشفت أكاذيبنا، فضحتنا!