No Script

اجتهادات

لبنان ينتفض!

تصغير
تكبير

لعل الانتفاضة الشعبية التي شهدها لبنان نهاية الأسبوع الماضي، هي الحدث الأبرز على الساحة الإقليمية، وأكاد أجزم أنها طغت على أحداث سورية والاحتجاجات الشعبية العراقية، والاجتياح التركي الأخير، ولا ننسى كذلك تصريحات الرئيس ترامب المضحكة و(المضروبة) والمتناقضة دائماً، بشأن أوضاع الشرق الأوسط!
الشعب وبمختلف طوائفه وأعراقه خرج محتجاً على تردي الأوضاع المعيشية وسوء الأحوال المالية للدولة، والفساد الذي بات يستشري في هذا البلد العربي، ولا ننسى كذلك الشرارة الأولى لهذه الاحتجاجات والتي جاءت بعد قرار بفرض ضريبة على استخدام خدمة الواتساب، التي في الأساس لا يحصل مقدمها الأصلي أي رسوم على إستخدامها!
وبمناسبة هذه الاحتجاجات، فإن بعض الأنظمة العربية كانت وما زالت تستخدم ثلاث سياسات في تعاملها مع مواطنيها، أثبتت معها الأيام أنها لا تسمن ولا تغني من جوع، فما بني على باطل بالتأكيد هو باطل، وإن غاب الحق يوماً فلا بد إن كان له جنود أن يعود!


النظام الأول يبني سياساته على تجويع الشعب، وهي في الغالب دول ذات اقتصاديات متردية ليس لها مصدر دخل سهل يمكن الدولة من سد احتياجاتها ورغبات مواطنيها، فيكون همها الأول والأخير إلهاء الشارع بتحصيل قوت يومه فقط من أجل العيش الكريم! ونتيجة لذلك، يكون جل تفكيره أن يحصد ما يجعله يأكل ويشرب ويبتعد عن التفكير عن السياسة وأهوالها!
أما النظام الثاني، وهو بالمناسبة نقيض النظام الأول، فيقوم على الصرف اللا محسوب والطائش على الشعب من دون تفكير في مستقبل الأجيال القادمة، والسبب في ذلك وجود مصادر دخل وفيرة قد تنضب يوماً ما، وكل ذلك حتى يجعل الشعب راضياً على الطبقة الحاكمة من دون أي وعي لما قد يصيب تلك الدول في حال ما حدث ما لا تحمد عقباه! فنفخ الكروش لديهم هو السبيل الأمثل في تكميم الأفواه.
أما النظام الثالث، فيقوم باختصار على مبدأ الدولة البوليسية، فلا يمكن له أن يستمر إلا من خلال اتباع سياسة الرعب والترويع والعمل بمبدأ الحزب الأوحد، فإن النظام الأخير هو من يلعب على المكشوف، يسرق وينهب ويتلاعب بالدولة كيفما يشاء، من دون حسيب ولا رقيب، حتى تصل الدولة إلى حافة الانهيار، ولا تنهار تلك الأنظمة إلا بعد خراب مالطا.
كل هذه الأنظمة وما شهدناه في ما يعرف بالربيع العربي، والاحتجاجات المتتالية، هي تأكيد بما لا يدع مجالا للشك أن أغلب السياسات التي تتبعها الدول العربية أثبتت فشلها، والله من وراء القصد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي