No Script

قراءة في حدث ثقافي / نتائجها انتصار للتميّز والريادة والإبداع

جائزة الدولة التقديرية والتشجيعية ... حصيلة الأيام الأخيرة من عام ينقضي

تصغير
تكبير

لم يرد عام 2017 أن ينقضي قبل أن يترك لنا حدثا مهما يحمل في مزاجه الطابع الثقافي والفني والفكري، ويعبق بالريادة والإبداع والتميز.
إنها أيام قليلة تفصلنا عن العام الجديد... بينما فرحة الفائزين بجائزة الدولة التقديرية والتشجيعية في الكويت، تنسينا آلامنا التي نتجرعها ليل نهار بسبب ما حمله العام الذي يستعد للانقضاء من أحداث متواصلة، تلك الآلام التي يعود معظمها- إن لم يكن كلها- إلى صراعات سياسية وحروب وتفجيرات وتشريد، لتصبح على صفحاتنا العربية...هي العناوين الرئيسية التي نقرأها واضحة على أبصارنا.
وجاءت الجائزة كي تعيد أذهاننا إلى ماضي الطرب في الكويت بكل ما يحمله من جمال ورقي، حينما كانت المشاعر هادئة مطمئنة لديها الاستعداد التام  للاستماع إلى صوت هادئ ورصين مثل صوت الفنان القدير عبد الكريم عبد القادر، أو ما أطلق عليه- صدقا- «الصوت الجريح»، فحصول عبد القادر على جائزة الدولة التقديرية لهذا العام هو انتصار لأجيال عاشت هذا العصر الذهبي، وتفاعلت مع فن راقٍ يحترم الإنسان بمشاعره وأحلامه وتطلعاته، ولا يهزأ مطلقا بكينونته البشرية، ولا يغازل مشاعره السلبية، تلك التي تجنح إلى التهليل للتسطيح، والترويج للسقوط في لجج الركاكة والهزل.
فيما تظل جائز الدولة التقديرية التي حصل عليها الإعلامي الرائد وزير الإعلام الأسبق محمد العسعوسي، نتيجة حتمية نمشي بها فخرا بها بين ممرات مشاعرنا وعلى متون أحلامنا، بفضل ما يمثله العسعوسي من قيمة وطنية في مجالات إعلامية وثقافية وإبداعية شتى، كي نعود مرة أخرى إلى أزمنة ماضية في حساب الزمن، إلا أنها باقية وستظل باقية في حساب الإنجاز، لأن كل ما يحدث من تطور في تلفزيون الكويت- مثلا- هو نتائج متراكمة لفعل أول قام به السنعوسي حينما ساهم في تأسيسه، وينسرب ذلك على نادي السينما وفرقة تلفزيون الكويت وغيرهما.
والريادة والتميز تظهر جلية في الجائزة التقديرية التي حصل عليها رجل الأعمال الكويتي ومؤسس ورئيس مجلس ادارة شركة «صخر» للحاسب الآلي محمد الشارخ، وليس باستطاعتنا سوى أن نحيي هذا الرجل الذي أسهم بشكل فعلي وجاد عربيا وعالميا في الانتصار للغة العربية، بفضل مشروعه الناهض الذي استخدم فيه كل طاقاته على سبيل إدخال اللغة العربية لأول مرة  إلى الحاسوب خلال فترة الثمانينات، وهذا الفضل أسهم في أن تكون التقديرية مستحقة له.
ونتائج جائزة الدول التشجيعية... تشير- فيما تشير- إلى أن ثمة مبدعين ومتميزين قد حصلوا عليها هذا العام، من خلال ما قدموه من منجزات، ذات اتجاهات أدبية وفنية وفكرية متنوعة.
وبحصول الصحافية والقاصة الروائية والسيناريست منى الشمري على جائزة القصة القصيرة عن المجموعة القصصية «رأسان تحت مظلة واحدة»، نكون قد تأكدنا أن المبدع الحقيق لا بد للدولة أن تكرمه- حتى لو تأخر هذا التكريم قليلا- إلا أنه سيأتي ليعرف- كل من لا يعرف- أن الشمري كاتبة جادة تعمل في صمت، وبمشاعر صادقة تهدف إلى نيل رضا نفسها أولا ثم نيل رضا قرائها الذين يشهدون لها بالتميز والنبوغ سواء في المجال الصحافي أو المجال الدرامي أو في المجال القصصي والروائي الذي أبدعت فيه الشمري، وأتت بأعمال تستحق المتابعة.
ثم ابتهجنا بحصول أستاذة اللغة الإنكليزية الأديبة هدى الشوا على جائزة الدولة التشجيعية عن عملها «رحلة فيل»، وهي المبدعة التي حصلت على الكثير من الجوائز في الكويت وخارجها، بفضل ما تتحمله من عبء الاهتمام بأدب الطفل، في صوره المشرقة.
 وفاز بالتشجيعية في مجال الفنون- جائزة الفنون التشكيلية «النحت»- الفنان زيد العبيد عن عمله «تشويه»، وهو الفنان الذي يجنح دائما في أعماله إلى رصد حالات إنسانية متوهجة بالحيوية والحركة.
وحصول المخرج والممثل عبدالله التركماني على جائزة الإخراج التلفزيوني عن إخراجه مسلسل «حكايات سداسيات»، يفضي إلى تمكن الأعمال الجادة ذات أهداف حقيقية إلى حصد الجوائز المهمة.
بينما تشير التشجيعية- جائزة الإخراج السينمائي- التي حصل عليها المخرج السينمائي والموسيقى رمضان خسروه عن إخراجه فيلم «حبيب الأرض»، إلى خطوة موفقة لتشجيع الأعمال السينمائية الكويتية، وتأكيد حضورها العالمي المؤثر.
والكاتبة المسرحية تغريد الداود التي فازت بجائزة النص المسرحي عن مسرحية «غصة عبور»، توضح- ما لا يدعو مجالا للشك- أن النص المسرحي المتميز له الصدارة والتأثير الشديدين على الساحة الإبداعية والفنية.
 بالإضافة إلى ما تضمنته القيمة الأدبية والمعنوية للجائزة في مجال جائزة الترجمة والتي حصل عليها استاذ اللغة الإنكليزية والمترجم الدكتور طارق فخر الدين عن ترجمة كتاب «رسائل من الكويت 1953 - 1955 لمؤلفه بيتر لينهارت»،  وفي مجال العلوم الاجتماعية والانسانية- جائزة الدراسات التاريخية والأثارية والمأثورات الشعبية لدولة الكويت- التي ذهبت مناصفة بين كل من أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر الدكتور حمد القحطاني عن عمله «موقف المملكة العربية السعودية من أزمة عام 1381 هجري 1963 ميلادي بين الكويت والعراق»، والباحث في تاريخ التعليم في دولة الكويت وفي التراث الكويتي بدر زوير عن عمله «المدرسة الأحمدية».
وجائزة علم الاجتماع في مجال العلوم الاجتماعية والانسانية التي ذهبت لأستاذ الانثروبولوجيا - أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت الدكتور علي الزعبي عن عمله «السياسات التنموية وتحديات الحراك السياسي في العالم العربي: حالة الكويت».
وجائزة علم النفس في مجال العلوم الاجتماعية والانسانية التي حصل عليها الاستاذ المساعد في المعهد العالي للفنون الموسيقية ودكتور علم النفس التربوي فتحي القلاف عن عمله «علم النفس الموسيقي». وجائزة العلوم السياسية في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية التي حصل عليها  أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبدالله سهر عن عمله «مستقبل حوار التعاون الآسيوي: من المنتدى إلى المنظمة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي