No Script

من الخميس إلى الخميس

هل الحرب قادمة؟

تصغير
تكبير

الوضع في الخليج متوترٌ، متى لم يكن الوضع لدينا كذلك! نملك في خليجنا ستين في المئة من احتياطي العالم من النفط، ويبلغ الاحتياط النفطي المؤكد لدينا في الخليج حوالي 650 مليار برميل.
نعمة البترول لا ينكرها أحد ولكن لكل نعمة مخاطرها، مخاطر النعمة تأتي من داخلنا وخارجنا، فهناك دول في الخليج تستخدم النفط لنشر أفكارها وتحقيق أحلامها التاريخية، فتتوتر المنطقة، وهناك دول خارج الخليج تسعى للمحافظة على مصالحها التي تعتمد على البترول فتتدخل في شؤوننا.
الوضع لدينا اليوم على حافة الانفجار فقد تصادمت مصالح إيران مع مصلحة دولة عظمى، إذا قامت الحرب لن تخسر الولايات المتحدة الكثير، فميدان المعركة خارج أراضيها والتقنية التي تمتلكها تقلل من المخاطر البشرية وحلفاؤها في المنطقة سيعوضون خسارتها.
إذا قامت الحرب لن يتغير كثيراً وضع الشعب الإيراني، فمعاناته مستمرة منذ زمن كبير، وربما تشغله الحرب عن رؤية واقعه الذي تم بناؤه بالإعلام والدعاية.
نحن اليوم بين أمتين ليس لديهما ما يخسرانه، الخاسر الأكبر سنكون نحن دول مجلس التعاون، دولنا المطلوب منها تمويل الحرب، وكذلك مطلوب منها حماية مصالحها من التهديدات الإيرانية. دولنا التي تنمو سريعا هي الخاسر الأكبر، دولنا سيؤثر في نموها الاضطرابات وعدم الاستقرار.
ما هو الحل، دولتان يديرهما مندفعان، وطبول الحرب تُقرَع وصوتها يصُّمُ الآذان، عندما ترى شاحنةً مندفعةً بأقصى سرعة وتقابلها عربةً صغيرةً مُصَّرة على الاندفاع مقابلها، ماذا ستكون النتيجة؟
الشعب الإيراني شعب مسلم لا نتمنى له إلا كل خير، ونتمنى أن يحظى بقيادات تعرف مصالحه وتعرف أيضا قدراته، فالحكمة تتطلب الابتعاد عن مقارعة تلك القوى العظمى والسير مع القوانين الدولية والتسليم بالواقع.
النفط لدينا مرتبط بمصالح الدول العظمى، حقيقة لا بد أن نعلمها ونتعامل معها لصالح شعوبنا.

kalsalehdr@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي