No Script

لقاء / أكد بأنه و«زملاء الفترة الذهبية» لا يمتلكون «عصا سحرية» لتحقيق التحسّن السريع

حجي: البعض لا يزال ينظر إلينا... كـ «لاعبين»

تصغير
تكبير

هل من العدل تقييم لاعب بعد مباراتين؟... حتى هازارد احتاج وقتاً مع ريال مدريد

هناك أشخاص مجتهدون في الاتحاد لكن ثمة أخطاء يجب الاعتراف بها

التريث في حسم مسألة مدرب المنتخب أفضل من القرارات السريعة 

يعتبر بدر حجي أحد اللاعبين الذي تركوا بصمة لا تنسى في تاريخ كرة القدم الكويتية، سواء مع فريقه كاظمة، أو المنتخب.
ومع «البرتقالي» و«الأزرق»، حقق حجي انجازات كبيرة عدة، في تسعينات القرن الماضي، وقدم مستويات رائعة وضعته ضمن أفضل لاعبي الوسط الذين قدمتهم ملاعب الكويت، وخوّلته الاحتراف في صفوف نادي الشباب السعودي العريق.
وبعد اعتزاله مختتماً مسيرة حافلة، اختير عضواً في اللجنة الفنية لاتحاد اللعبة قبل ان يعود الى الابتعاد عن العمل الرياضي، مكتفياً بالظهور الاعلامي المحدود كمحلل في القنوات الفضائية.
وقبل انطلاق الموسم الحالي، أعلن كاظمة عن تشكيل الجهاز الاداري لفريق كرة القدم والذي ضم نجوم التسعينات، بدر حجي نفسه، فواز بخيت وعصام سكين، الأمر الذي لاقاه محبو النادي بالتفاؤل في قدرة هذه الأسماء على إعادة «البرتقالي» الى منصات التتويج التي غاب عنها طويلاً.
«الراي» التقت بدر حجي وكان معه الحديث التالي:

? في الصيف الماضي، ومع إعلان التشكيل الاداري الجديد للفريق وضمه أسماء قدمت الكثير للكرة الكويتية و«الكظماوية»، استبشر الكثيرون بقدرتها على النهوض بكاظمة واعادته الى وضعه الطبيعي منافساً قوياً على البطولات كافة كما كان الحال في أيامهم. هل تسبب رفع سقف الطموحات لدى الجمهور في وضعكم - كمسؤولين - تحت الضغط؟
- بدايةً، يتوجب التأكيد على حقيقة بأن الجهاز الاداري وما يضمه من أسماء ما زال الجمهور والاعلام يراهم نجوماً في فترتهم، يعمل بجد ويبذل جهوده في سبيل توفير سبل النجاح للفريق، لكن علينا ايضاً عدم تجاهل حقيقة انهم لم يعودوا لاعبين يمكنهم تغيير النتيجة في الملعب كما في السابق، وانما بات دورهم محصوراً في الجانب الاداري وبتأثير معيّن على الفريق تحدّده المهام الموكلة اليهم من قبل مجلس الادارة.
? هذا يعني أنك لا تعدون بشيء؟
- نعد بالعمل الدؤوب والمخلص لأجل النادي، نحن نأتي بعد سنوات عجاف طويلة ونحتاج الى الوقت للنهوض بالفريق. لن تكون معنا عصا سحرية للتغيير السريع خاصة وان كاظمة عانى طويلاً من تراجع في قطاع الناشئين وهو الرافد الأساس للفريق الأول.
? ثار لغط كبير حول اختيارات اللاعبين الأجانب في فترة الصيف والتغيير الذي طال غالبية من تم استقدامهم في البداية، كما كان لافتاً قيامكم بضم لاعب قبل فترة وجيزة من اغلاق باب التسجيل، كيف تفسر ذلك؟
- مع بداية عملنا، وفي أول مؤتمر صحافي، أكّدنا على أن اللاعبين الذي تم الاعلان عنهم سيخضعون للتجربة، وبالتالي كان متوقعاً عدم تجاوز أي منهم فترة الاختبار خلال التدريبات في الكويت والمعسكر، وبات يتحتم على الادارة استقطاب عناصر بديلة وهو ما حدث. أما بالنسبة إلى اللاعب المذكور، وهو التوغولي سادات أكوريكو، فقد تم التعاقد معه في الساعات الأخيرة لاغلاق باب التسجيل بعدما تأكد عدم استمرار المالي حامد أسوكو معنا لأسباب تتعلق بإصرار رئيس ناديه السابق على عودته ومن ثم التفاوض مجدداً معه وهو ما رفضناه بعدما كنا قد أتتمنا الاتفاق مع وكيل اللاعب وسدّدنا المقابل المالي المطلوب لفسخ عقده مع ناديه.
? كان هناك تخوّف من ألا يفي ضم «سادات» في الساعات الأخيرة بمطالب المدرب وان يكون البديل أقل مستوى من حامد؟
- بعد الاستقرار على رحيل حامد، عرضنا لاعباً - هو سادات - بالامكانات والمركز نفسه على المدرب الصربي بوريس بونياك، فوافق على ضمه بعد مشاهدة تسجيلات لمباريات سابقة خاضها.
? تعرضتم لانتقادات إثر رحيل المدافع البرازيلي أليكس ليما عن النادي بعد سنوات عدة مثل فيها الفريق، وزادت حدة النقد بعد تألق اللاعب مع فريقه الجديد السالمية واحرازه 3 أهداف في أول مباراتين في الدوري. هل كان الاستغناء عن ليما قراراً خاطئاً؟
- عندما تقرر عدم تمديد عقد ليما، فإن هدفك يكون اجراء عملية تجديد شاملة للاعبين الأجانب، واستقطاب عناصر قادرة على تنفيذ فكر المدرب والنهوض بمستوى الفريق. نحن نقدر ما قدمه ليما ونتمى له كل التوفيق مع السالمية.
? وماذا عن الانتقادات التي وجهت الى اللاعبين الأجانب بعد مرور جولتين على الدوري؟
- هل من العدل اصدار أحكام وتقييم مستوى لاعب بعد مباراتين فقط؟ بالتأكيد لن يكون ذلك منصفاً له ولا يصب في خانة المنطق الذي يفرض منحه فرصة كافية للتأقلم مع طريقة المدرب وأسلوب لعب زملائه. لاعب بقيمة البلجيكي إدين هازارد - الفنية والمالية - لا يزال يبحث عن نفسه في ريال مدريد الإسباني ولم يسجل سوى هدف واحد أخيراً. لاعبونا «على قدهم» من الناحية المالية ومع ذلك نطالبهم بالتأقلم السريع وتقديم المستويات المبهرة في فترة وجيزة. نحن في الكويت، وما زلنا بحاجة إلى وعي احترافي في التعامل مع هكذا حالات.
? كيف تقيّم مستوى الفريق إجمالاً مع مرور جولتين على الدوري؟
- أعود للتأكيد بأن التقييم لا يجب أن يكون «بالقطعة» وانما بصورة مرحلية، ونحن الآن لم نخض سوى مباراتين، ومن الصعب اجراء تقييم شامل الا بعد مرور فترة كافية، وهذا ما لم يتوفر في ظل توقف الدوري المفاجئ وغير المبرر.
? لست من مؤيدي توقف الدوري؟
- بالتأكيد أنني لا أؤيد مثل هذه التوقفات الطويلة التي تضرّ بالمسابقة والأندية وبالتالي بالمنتخب. هناك أشخاص مجتهدون في اتحاد كرة القدم، لكن أيضاً هناك اخطاء واضحة يجب أن يعترفوا بها. التوقف القصير قبل مباريات «أيام الفيفا» أمر دراج في دول العالم كافة، لكننا في الكويت نبالغ كثيراً في ايقاف المسابقة الأهم ونفتقد الرؤية للمستقبل القريب وليس البعيد، وذلك على الرغم من أن الأجندة الدولية واضحة ومعلنة منذ فترة طويلة. يتعين أن يكون هناك تنسيق عند وضع البرنامج ويجب الا يقتصر هذا العمل على لجنة المسابقات وانما لجنتي الحكام والفنية باعتبارهما شريكين رئيسيين.
? كيف تنظرون إلى بطولة كأس الاتحاد التنشيطية التي أقيمت جولات منها في فترة توقف الدوري؟
- للأسف، حتى في هذه المسابقة التي يفترض أن يتم الاستفادة منها من خلال الدفع باللاعبين الصاعدين والاحتياطيين ومنحهم فرصة المشاركة في مباريات رسمية، فإن لجنة المسابقات لم تساعدنا لتحقيق ذلك في ظل برمجة المنافسات يومي الجمعة والسبت فيما تقام مباريات دوري الشباب تحت 20 سنة يوم الأحد. هذه البرمجة تسببت في تغيير النهج وعدم اشراك الشباب، فضلاً عن اقامة المباريات في توقيت متأخر من يوم اجازة رسمية وهذا قرار لا أعلم سبب اتخاذه خاصة وان معظم المباريات لا تنقل تلفزيونياً ويمكن اقامتها في التوقيت نفسه.
? كيف ترى حظوظ منتخب الكويت في التصفيات المشتركة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، وهل تجده قادراً على الذهاب بعيداً؟
- سأكون واضحاً وواقعياً في اجابتي ولن اخضعها للعاطفة. لا اخفي قلقي على مستقبل «الأزرق» سواء في هذه التصفيات أو غيرها من الاستحقاقات طالما بقي الحال على ما هو عليه. الواقع لا يبشر بمستقبل مشرق للكرة الكويتية، فإذا كانت انديتنا - وهي الأساس - تودع المنافسات الخارجية، بما فيها كأس الاتحاد الاسيوي الاقل مستوى من غيرها، من الأدوار الأولى، فكيف سيكون حال المنتخب؟
? ثمة نبرة تشاؤم واضحة في حديثك؟
- ليس تشاؤماً بقدر ما هو رأي ناتج عن قراءة بسيطة لحال الرياضة والكرة الكويتية. الواقع يقول ان وضع المنتخب «مزعج» وغير مريح وحظوظنا في المنافسة ما زالت صعبة. الكرة الكويتية تحتاج الى عملية إصلاح شاملة وعمل لا تطغى عليه المجاملة كما هو الحال الآن.
? كيف وجدت المنتخب في المباراة الأخيرة أمام الأردن؟
- خرجنا بنتيجة «معنوية» بانتزاع التعادل من أرض منتخب قوي كالأردن. نعم كان الفريق جيداً من الناحية الدفاعية لكنه لم يقدم شيئاً يذكر هجومياً. وهذا كان حال الفريقين معاً. وفي كل الأحوال، فإن المحصّلة التي خرج بها المنتخب تعتبر «مُرضية».
? والمدرب ثامر عناد، ماذا عن مهمته الجديدة؟
- ثامر من الكفاءات التي تحتاج الى الدعم كبقية زملائه المدربين الوطنيين. نجح في المهمة التي أوكلت إليه، وهو يشكر على قبوله مسؤولية قيادة المنتخب في هذا الظرف الصعب، وأتمنى ان يحصل على مكافأة اجتهاده قريباً من خلال تحقيق النتائج المرجوة مع «الأزرق».
? كيف تنظر إلى إعلان رئيس الاتحاد الشيخ أحمد اليوسف استمرار عناد بقيادة المنتخب حتى نهاية التصفيات، مباشرة بعد انتهاء المباراة مع الأردن؟
- أتوقع بأن الشيخ أحمد كان يشعر بنشوة تحقيق نتيجة التعادل الثمين في ظل ظروف المنتخب والتغييرات التي طرأت عليه أخيراً، لكني أرى بأن التريث في حسم مثل هذه الأمور أفضل من القرارات السريعة. يفترض الجلوس مع اللجنة الفنية، وهي جهة الاختصاص، لبحث وتقييم التجربة قبل القيام بالخطوة التالية.

نقد... ونقد

يبدي بدر حجي تقبلاً كبيراً للانتقادات التي توجه الى عمل الجهاز الاداري لفريق كاظمة، ويقول في هذا الصدد: «لا مشكلة لدي في تلقي الانتقادات البناءة النابعة من اشخاص مخلصين يتطلعون إلى تصحيح الأوضاع وتطوير الفريق، وهذا ما دأبت عليه منذ كنت لاعباً. لكن في المقابل ليس من المقبول ان تنحرف الانتقادات الى منحى آخر يمس بالأشخاص أو بنزاهتهم او بكفاءتهم ويكون مدخلاً للهجوم عليهم وتصفية حسابات خاصة. النقد المهني لا نجزع منه بل ونطلبه لتقويم عملنا. أما ما يتجاوز ذلك فلا يجب أن نشغل أنفسنا به».

استمتعت بوقتي

يعتقد بدر حجي بأنه كان محظوظاً بمعاصرة جيلين لفريق كاظمة من افضل ما مر على الكرة الكويتية: جيل عقد الثمانينات الذي ضم نجوم «العصر الذهبي» يوسف سويد وناصر الغانم وحمود فليطح وجمال يعقوب، وجيل التسعينات بوجود نخبة أخرى من الأسماء التي تألقت محلياً ودولياً مع النادي والمنتخب.
ويقول في هذا الصدد: «أرى بأنني استمتعت بوقتي في اللعب مع جيلين رائعين، عندما عاصرت عدداً من اللاعبين الكبار في الثمانينات، قبل أن أكون ضمن جيل التسعينات الذي فرض نفسه علامة فارقة في تاريخ الكرة الكويتية ولم ينقصه سوى التأهل الى كأس العالم وهو ما كان قريباً جداً من تحقيقه في نسخة فرنسا 1998».

قصّة... «برونو»

كشف حجي عن أن المهاجم البرازيلي برونو باولو يواصل برنامجه التأهيلي استعداداً للعودة الى الملاعب.
وكان برونو تعرض لاصابة في الظهر بعد العودة من معسكر صربيا الذي شهد تألقه بصورة لافتة وإحرازه 6 أهداف ليقدم نفسه عنصراً واعداً في خط الهجوم.
وشدد حجي على أن الجهازين الفني والطبي وباولو نفسه متفقون على عدم عودته قبل اتمام تعافيه من الاصابة، وقال: «برونو من النوع الحريص على سلامته وهو لا يرغب في استعجال العودة حتى لا يتعرض لانتكاسة جديدة، والنادي بدوره لن يضغط عليه للعودة، فنحن نتعامل أولاً وأخيراً معه كإنسان وليس كآلة، ونشكر رئيس النادي أسعد البنوان على ما قام به تجاه اللاعب».
وأضاف: «وفي العموم، نحن متفائلون بعودته الى الفريق سريعاً ونتوقع منه الكثير عطفاً على ما يمتلكه من امكانات فنية وبدنية ظهرت بوضوح خلال المعسكر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي