No Script

مواطنون اتّخذوا من الساحات والدوّارات مكانا لإطعام الحمام وسط انتقاد بلدي وشرعي للظاهرة ... رغم مقصدها النبيل

«مطاعم»... الطيور

تصغير
تكبير
  • مبارك مجاوب:   تشكّل تجمعاً للحشرات ورائحة كريهة وتتسبب بحوادث مرورية 
  • ناصر شمس الدين:  على باغي الأجر ألا يفسد طريق الناس بمخلفات الطيور والحيوانات 
  • فرحان الشمري:  يجب تحري أماكن بعيدة عن طريق الناس لفعل هذا الأمر المحمود

ما بين اكتساب الأجر والثواب، وتشويه المنظر العام للكويت، اختلفت الرؤية والتفسير لظاهرة تقديم الطعام للطيور في الدوارات والساحات التي تحولت إلى «مطاعم» للطيور، مع الاتفاق على ضرورة أن تراعي المصلحة العامة، فنظرة رجل الدين تراها من قبيل التقرب إلى الله، ورأي مسؤولي البلدية أنه مظهر غير حضاري، يترتب عليه آثار لاحقة تكبد الدولة أموالاً طائلة في توفير العمالة والآليات لتنظيف الموقع الملوث بيئياً، وبصرياً، على حد وصف مسؤول في بلدية العاصمة.
مراقب النظافة واشغالات الطرق في فرع بلدية العاصمة مبارك مجاوب، قال إن الشكاوى التي ترد إلى الفرع كثيرة في شأن إطعام الطيور في الساحات، مشيرا إلى صعوبة الاستدلال على من يطعم تلك الطيور، إذ إن الطعام الذي يتم وضعه للطيور من «الفضلات»، ما من شأنه أن يجمع الحشرات حوله، إضافة للرائحة الكريهة التي تنتشر في المنطقة نتيجة تعرض الطعام إلى أشعة الشمس.
وأكد مجاوب لـ«الراي»، أن الإدارة العليا في البلدية وجهت كافة إدارات النظافة وإشغالات الطرق في أفرع المحافظات، لرفع الأوساخ من الدوارات والأرصفة، وهي تبذل قصارى جهدها لتنظيف كافة المواقع التي ترد بها شكوى، وبشكل مستمر، رغم أن هذا الأمر يعتبر عملاً إضافياً، يضاف لدورها في متابعة أعمال رفع القمامة وتنظيف الشوارع والساحات والميادين.
وعن رأيه في أن الهدف من إطعام الطيور لكسب الأجر، بين مجاوب أنه «ليس من الصحيح أن تكون النية لكسب الأجر، وفي الوقت عينه يتم تكبيد الدولة مبالغ مالية، إضافة لتشويه المنظر العام، وإحداث تلوث بصري، ناهيك عن الحوادث المرورية التي تقع عند الدوارات بسبب كثرة الطيور المتواجدة وما تحدثه من حجب للرؤية». وأوضح، أنه «لا يوجد قانون، ولا لائحة يمكن العمل بموجبها لمنع المواطنين أو المقيمين من إطعام الطيور، ولكن الأمر يتعلق بالشخص نفسه، ومدى اهتمامه بنظافة المناطق السكنية، ومع ذلك هناك حلول عدة لردع تلك الفئة، ومنها أن يكون التوجه بالدرجة الأولى توعوياً من خلال وضع لافتات على الدوارات وغيرها بمنع وتجريم من يقوم بإطعام الطيور».

رأي شرعي
في المقابل، أكد الشيخ ناصر شمس الدين أن سقي الطيور والحيوانات وإطعامها من الاعمال التي يتقرب بها العبد الى الله، ولا يخفى على أحد أن سقي الماء من الاعمال التي لها أجور عظيمة، مشيراً إلى أن «من يبتغي الأجر فعليه ألا يفسد بمثل هذه الامور طريق الناس بالقاذورات وغيرها الناتجة عن هذه الطيور والحيوانات، وعليه أن ينتقي الأماكن المناسبة لوضع الماء والطعام لها».
وقال شمس الدين لـ«الراي» ان «هناك أموراً يجب مراعاتها عند إطعام وسقي الطيور والحيوانات، أهمها مراعاة الآداب العامة وعدم وضع الأذى في طريق المسلمين والناس، حيث يجب إيجاد فسحة جانبية في الطريق، ومباشرة هذا المكان وتعهده بالماء والطعام، وهذه الفسحات متوافرة حتى في الطرق العامة».
وأضاف «على الانسان الطامح للخير في مثل هذا العمل ألا يضع الماء والطعام للحيوانات والطيور في الاماكن المرصوفة وطريق الناس، بل عليه ان يضعها بجانب الاماكن المزروعة، لأن قاذورات هذه الحيوانات والطيور تعتبر سمادا طبيعيا لها ولا تؤذي الناس والمارة».
ولفت شمس الدين الى ان الأمر ليس ممنوعاً بالكلية، ولكن يجب اختيار المكان المناسب والحرص على الآداب العامة وعدم إتلاف المال العام وعدم تحميل الدولة كلفة اضافية في تنظيف الطرقات ومراعات هذه الاوضاع.
من جانبه، قال الشيخ فرحان الشمري إنه لابد من مراعاة الاماكن التي تجتمع فيها الطيور والحيوانات لإطعامها ابتغاء للأجر، ولكن مع الحرص على عدم ايذاء المارة ومرتادي الطريق للمشاة والسيارات.
وأضاف «نهى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أن يقضي حاجته في الطريق أو تحت الشجرة في ظل الناس وطريقهم، وهذا الفعل يجلب اللعن، وعليه فلا بد من تحري الآداب العامة وطريق الناس وظلهم وعدم تجميع الطيور والحيوانات فيه لإطعامها وسقايتها، لأنه يتسبب في اذى للناس وعليه يجب تحري اماكن بعيدة عن طريق الناس لفعل هذا الامر المحمود». وأشار الى ان كل فعل خير يؤذي الناس يُكره فعله.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي