No Script

رواق

عيدية الأطباء

تصغير
تكبير

في العيد لا نملك إلا أن نقول: عيدكم سعيد حتى وإن لم يتخلله ما يدعو إلى السعادة أو ما يحمل بين طياته بعضاً من مظاهر العيد، إلا الادعاء الباطل بالثياب الجديدة الملونة والموائد المزينة من دون طعم، فهذا عيد بطعم الكو?يد!
لا عيد من غير عيدية، بمعناها المادي البحت والكاش، فقد تعلمنا منذ أزمان أن القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود، حتى جاء زمن نستطيع فيه أن نملك المال ولا نستطيع أن نشتري بأموالنا شيئاً!
ثالث راتب نتسلمه من الحكومة من دون دوام حكومي، من دون حد أدنى من الشعور بالذنب، فمال الشعب للشعب ومال الحكومة للشعب ودهننا في مكبتنا، ثالث راتب من دون عمل، اللهم لا حسد، في الوقت نفسه، كثيرون تضرروا، الذين فقدوا أعمالهم، والذين لم يتسلموا رواتبهم، فالعاطل طالت بطالته ودعم العمالة يوازيه التخفيض وربما التسريح، وإن كان على استحياء، والمستأجر والمؤجر يعانيان على حد سواء، والتجار يتضررون، شركات الطيران والسياحة والسفر تنحسر، ونفوط العالم تنخفض والاقتصاد ينهار، وبات يستند على الصحة ليستصح العالم.


داوها بالتي كانت هي الداء، فالقضاء على هذا الفيروس اللعين بات مطلباً دولياً، حشد له العالم جيوشاً بيضاء من أطباء، سلاحهم علمهم وعملهم، فإن انهارت منظومتهم انهار معها العالم القابل للسقوط اقتصادياً!
والعمل؟ مثلما في الجيش جهاز اسمه التوجيه المعنوي، يحتاج الجيش الأبيض في كل مكان إلى توجيه معنوي يسانده حالياً، ليعطي ويبدع ليعمل وينجز ولا ينشغل بالصغائر والخلافات والاختلافات باختصار يحتاج إلى الاستقرار، لا استقرار نفسياً من دون استقرار مادي، ولا استقرار ماديأ والأطباء يعملون مقابل رواتبهم في حين أن معظم الشعب يقبض رواتبه (اللهم لا حسد)، كي لا يخرج من البيت ومع ذلك يخرج (ليست هذه قضيتنا حالياً).
والمخرج؟ مكرمة، او عيدية كريمة برواتب إضافية للأطباء وهيئة التمريض والجهاز الفني تصرف على وجه الضرورة، والسرعة لكل طبيب عمل وأخطأ وإن اصاب نضاعف أجره، فهذا وقت ثواب لا عقاب، الطبيب يحتاج مكافأة على اجتهاده كي يجتهد أكثر، مكافأة تصرفها البنوك يُفرح بها أبناءه وأحبابه ويعوض بها غيابه عنهم وتؤمن له دعماً نفسياً صادقاً وواقعياً فالبنك أصدق إنباء من الكتب.
مهما عبّرنا عن المنظومة الصحية بامتناننا لهم قاطبة، فلن تكفيهم الأقوال شيئاً ولا الأغاني ولا التصفيق من فوق المباني، فكلمة شكراً لا تكفيهم قولاً، ومثلما ننتظر منهم فعلاً لنبادر نحن به: لتكن عيدية الأطباء مطلباً شعبياً عاجلاً غير آجل، لنعجّل في زوال الغمة القاتمة على صدورنا جميعاً، ليطغى البياض على المشهد ثم نعيد النظر في أوضاعهم لاحقاً فالتعديل يجب أن يبدأ منهم ولهم.
للجيش الأبيض نقول: أنتم العيد... عيديتنا ننتظرها منكم في العيد المقبل بالانتصار على «الكو?يد»... وهذا العيد بالتحديد وحدكم الذين تستاهلون العيدية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي