No Script

تقرير

كيف تتخلص من إدمان العمل ... وتتمتع بحياة متوازنة؟

تصغير
تكبير

الحكومة اليابانية  تحاول باستمرار  أن تحدّ من إقبال  اليابانيين على العمل

أرقام - كثيراً ما يشيد المديرون بتفاني بعض الموظفين في العمل وقضائهم أوقاتاً طويلة للغاية به، أو بأنهم كثيراً ما يقومون بمهام متعددة لا تدخل ضمن واجباتهم الوظيفية، ولكن هذا ليس بالضرورة أمراً جيداً، وذلك للعديد من الأسباب.
ولعل السبب الأول ما يصفه كتاب «ووركهوليك» بعنوان «كيف تتخلص من إدمان العمل وتتمع بحياة متوازنة» من أن البشر العاديين ينجزون أكثر إذا ما تعاملوا مثل عدَّائي السرعة أو المسافات القصيرة وليس مثل ممارسي رياضة الماراثون.
وفي هذا الإطار، يذكر الكتاب أن الجيوش القديمة اعتادت أن تسير 25 دقيقة بخطوة سريعة ثم تتوقف للراحة لمدة 35 دقيقة، وكان ذلك بمثابة عرف عسكري بسبب تحسينه لمعدلات الأداء كثيراً عن محاولة الاستمرار في المشي لحين إصابة القوات بالإرهاق.


ويرجع هذا لانطباق قانون «الحدية» في الاقتصاد، حيث تبين دراسة اقتصادية أجرتها «هارفارد» أن إنتاجية العاملين الذين يقضون 40-55 ساعة في العمل أسبوعياً تفوق بنسبة 20-60 في المئة هؤلاء الذي يقضون 60 ساعة أو أكثر.
وهنا، تبرز تجربة شركة «تري هاوس» للتعلم عن بعد، حيث زادت عائدات تلك الشركة 120 في المئة بسبب قرار رئيس مجلس الإدارة بالعمل 4 أيام في الأسبوع بدلاً من 5، بل والسماح بوقت راحة أكبر في تلك الأيام.
وتشير دراسة لمنظمة دول التعاون الاقتصادي، إلى أن العمال في اليونان قضوا ساعات عمل أكثر من نظرائهم في ألمانيا بنسبة 26 في المئة، رغم أن إنتاجية العمال الألمان تزيد بنسبة 70 في المئة على اليونانيين.
ووصل الأمر بمنظمة الصحة العالمية إلى حد اعتبار الرغبة الشديدة في العمل وما يوصف بإدمان العمل بأنه «اختلال نفسي»، مشيرة إلى أنه يعد بمثابة الاختلال المقابل في الرغبة في الكسب بدون عمل، وأن كليهما يزداد انتشاراً خلال العقدين الأخيرين.
ولذلك تحاول الحكومة اليابانية باستمرار أن تحد من إقبال اليابانيين على العمل، بأن تمنحهم بعض الإجازات لإجبارية، وتقلل من عدد ساعات الدوام، بما يسهم في الحفاظ على الإنتاجية في مستوى عال، ويسهم كذلك في حفظ الصحة النفسية للعاملين أيضاً.
وتشير دراسة للجمعية الأميركية للدراسات النفسية إلى أن من يعملون 60 - 80 ساعة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المرتبطة بالضغوط العصبية مثل السكري والضغط بنسبة 32 في المئة عن هؤلاء الذين يعملون مدداً أقل.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، لكنه يمتد أيضاً لزيادة احتمال ارتكاب أخطاء فادحة، ومن ذلك ارتفاع نسبة الأخطاء لدى الأطباء الذين يعملون أكثر من 55 ساعة أسبوعياً عن هؤلاء الذين يعملون في إطار 45 ساعة بنسبة 15 في المئة.
ويشير استطلاع لمركز «جالوب» لدراسات الرأي إلى أن قرابة 90 في المئة من العمال الأميركيين يعتقدون أن عملهم لمدة 50 ساعة أسبوعياً مناسب بمتوسط عمل 10 ساعات يوميًا، بما في ذلك وقت الانتقال من وإلى مكان العمل.
وترى نسبة 83 في المئة أن العمل أكثر من 60 ساعة أسبوعياً يؤثر على كفاءتهم بالسلب بينما يرى الثلثان أن الاضطرار للعمل لساعات إضافية باستمرار هو أمر غير آدمي.
واللافت أن دراسة لـ«ستانفورد» تؤكد أنه يجب على الشركات مكافحة ميل بعض موظفيها للعمل أكثر مما ينبغي، فوجود هؤلاء الموظفين الذين يعملون 10-30 ساعة أسبوعيا أكثر من غيرهم، يدفع زملاءهم للشعور بالتقصير الدائم بما يؤثر على إنتاجيتهم بدورهم.
بل ويصل الأمر إلى حد اتخاذ العديد من الشركات الكبيرة والناجحة لمعيار «التواجد» (بمعنى وجود الشخص في مقر العمل) كمعيار أساسي ومهم في تقييم الموظفين على حساب معايير أكثر أهمية مثل الإبداع والجودة والانتاجية.
وتشير «الإيكونوميست» إلى ضرورة إعلام المديرين موظفيهم أن عليهم الاستمتاع بعدم العمل من آن لآخر، شريطة تقديم هذه النصحية لهؤلاء الذين يقضون أوقاتاً طويلة في العمل وحدهم وليس غيرهم، وإلا ستكون بمثابة دعوة للتكاسل من جانب إدارة الشركة للعاملين بها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي